أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - أردوغان .. هل اقتربت لحظة النهاية ؟















المزيد.....

أردوغان .. هل اقتربت لحظة النهاية ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7509 - 2023 / 2 / 1 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال شهور قليلة سيذهب اردوغان إلى إنتخابات مهمة فى تركيا ، فوزه بها يواجه - لأول مرة - تحديات لا يستهان بها ، قد تلقى به خارج الحكم ، بعد أن إنتهى دوره أو كاد ..

يواجه اردوغان مشاكل متزايدة اقتصادية وسياسية، وجاءت حرب روسيا وأوكرانيا لتفرض عليه وضعا في منتهى الصعوبة ..

فمن ناحية أصبح اردوغان - لأسباب متنوعة - أكثر اقترابا من روسيا ، بينما تمر علاقته بالغرب ببعض المشاكل ..

كان الغرب وراء تجربة اردوغان منذ يومها الأول ، وحاول الغرب أن يجعل من تجربته وتجربة تركيا معه نموذجا يحتذي ، ويقلدها ويمشى وراءها فيه العالم العربى كله ..

وسارت التجربة بنجاح كبير ، ووصلت إلى ذروة النجاح عامى ٢٠١١ و ٢٠١٢ ، حينما وصل الإخوان المسلمين - رجال اردوغان ورجال الغرب الجدد - إلى قصور الحكم في دول عربية مهمة .. مصر وتونس والمغرب ، والبقية - سوريا واليمن والجزائر - بدت أنها فى الطريق ..

والمحاولات السرية - والخبيثة - لقلب نظم الحكم الملكية فى الخليج واحلالها بالإخوان المسلمين مستمرة من وراء ستار .. ببطء ولكن بثقة !!

وفى صيف ٢٠١٣ كانت الضربة الكبرى - والمفاجئة - لهذا المشروع الكبير ، حيث تقدم الجيش المصري ووراءه أغلبية كاسحة من المصريين وألقى بالإخوان خارج الحكم ..

وكان رد الغرب بعد سنة بالضبط هو ظهور داعش !
كأنه يقول للعرب .. لقد رفضتم المعتدلين ، فجئنا لكم بالمتطرفين والارهابيين !!

وتشجع الروس ودخلوا بثقلهم في سوريا ، وتم تحرير اجزاء كبيرة من الأرض السورية من داعش وجبهة النصرة والجيش السوري الحر و .... الخ .

وهنا أحس الغرب أن مشروعه لخلق شرق أوسط كبير وجديد تحكمه نظم الإسلام السياسى تحت مظلة تركية يترنح ..

وجاءت ضربة أخرى قوية من تونس ، فقد ألقى التونسيون بالغنوشى وحزبه خارج الحكم بقسوة ..

وهنا أيقن الغرب أن لحظة الإسلام السياسى فى الحكم قد افلتت ، ولم يعد لها نفس البريق القديم ..

وهنا كان مبرر وجود اردوغان فى حكم تركيا قد تلاشى !!

فالمشروع الذى جئ بأردوغان لتنفيذه والإشراف عليه تبخر كأنه حلم ليلة صيف ، زاد عليه أن اردوغان - وبعد دخول قواته الى شمال سوريا - بدأ يحتك بالاكراد فى شمال وشمال شرق سوريا ..

والاكراد - أو على الأقل احزابهم الكبيرة - حلفاء قدامى لأمريكا والغرب ..
وخطا اردوغان خطوة أخرى فى تناقضه مع الغرب ..

وفى صيف ٢٠١٦ وقعت محاولة انقلاب ضد اردوغان ، وحتى هذه اللحظة غير معروف ملابسات وأسرار ذلك الانقلاب ..

لكن اردوغان اعتقد أن الغرب وراءه ، والأهم - طبقا لبعض الروايات - أن الروس ساعدوا اردوغان فى محاولة افشاله ..

ومن يومها أصبحت علاقات اردوغان بالغرب متوترة ..

ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية ..
ولم يعد ممكنا لاردوغان - كعادته - اللعب على كل الحبال !!

كان على اردوغان أن يختار .. إما الروس وإما الغرب ؟!

إذا اختار روسيا بلا لبس ، فقد يجازف بغضب الغرب الجارف ضده ، وبالتالى سيصبح حكمه كله فى مهب الريح ..

واذا اختار الغرب وعادى روسيا فلن يأمن مكر الغرب ، الذى لا يعترف بأصدقاء بل بالاتباع ، وسيضَّحى - اردوغان - بصديق يعتمد عليه ..

إن أمريكا وبريطانيا تعتقدان أن اردوغان تقارب أكثر مما يجب مع الروس ، ولم يقف - باعتبار تركيا عضو فى حلف الأطلنطي - بما فيه الكفاية مع الغرب ..

وفى آخر المستجدات أن اردوغان يتعاطى مع المقترحات الروسية بخصوص سوريا بإيجابية ، وآخرها ترتيب لقاء بين وزير الدفاع التركي مع وزير الدفاع السورى برعاية روسية ، وهناك أخبار بلقاء وزير الخارجية السورى مع نظيره التركى أوائل فبراير المقبل ..

بل إن التوقعات بلقاء بين بشار الأسد مع اردوغان ليست مستبعدة ، اذا نجحت جهود روسيا فى التقريب وحل المشاكل المعلقة بين البلدين ..

ومن المشاكل التى أصبحت فى طريقها إلى الحل أن انسحابا تركيا من الشمال السورى أصبح متوقعا فى القريب ..

كما تم الإتفاق على خطوط حل لمشكلة التنظيمات المسلحة فى إدلب وأرياف حماة وحلب ، والصيغة الأقرب للحل هى إلقاء تلك المجموعات المسلحة لسلاحها وتسليمه للدولة ، مع إعادة دمجهم في المجتمع وتسوية ملفاتهم ..

وبالنسبة للغرب .. هل يمكن القول أن قصة حسنى مبارك وشاه إيران وزين العابدين بن علي وغيرهم على وشك أن تتكرر مع أردوغان ؟!

الحليف الذى يصبح بين ليلة وضحاها رجلا غير مرغوب فيه !!
والرجل الذى طالما قدم خدماته أصبح اليوم عالة وعبء مع تغير الظروف والمستجدات ..

وفى الداخل التركى .. هناك إتحاد بين الأحزاب التركية الكبيرة - ٦ أحزاب - وتحالفها ضد اردوغان فى الانتخابات القادمة ، ومن الصعب جدا أن تلتقى تلك الأحزاب معا بدون رعاية غربية مستترة ..

وبعض قيادات تلك الأحزاب استقبل فى الغرب - أمريكا وبريطانيا تحديدا - بحفاوة ملحوظة ..
والمتابع للصحافة الغربية يلاحظ تعاطف واضح مع المعارضة التركية ..

هل يمكن القول أن اردوغان القديم الذى نعرفه إنتهى ..

وأن أردوغان بطل الإخوان المسلمين ونجم تيارات الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط لم يعد له وجود ؟!
وأنه أقترب أكثر من منطق الدولة أكثر من انتماءه لمنطق التنظيم ؟!

أم أن المنتمين إلى هذه التيارات الأيديولوجية ليسوا مستعدين للتأقلم أو التعلم ، وأنه تحكمهم دوجما معينة لا يستطيعون منها فكاك ؟!

فإذا كان أردوغان قد تغير - وهو مستبعد - واقترب أكثر من مفهوم ومنطق الدولة التركية الحديثة ، فهو إذن لم يعد يمثل مشكلة لأحد ، لأن همه كله سوف ينصب على بلاده ومشاكلها ..

ومنذ البداية لم يكن من المنطقى أن تقوم بيننا وبين تركيا أية عداوات أو صراعات ..

فتركيا دولة مسلمة ، وهى جارة للعالم العربي ، لكن جاءت المشاكل عندما أرادت تركيا إعادة بعث سياسة مناطق النفوذ ممثلة فى العثمانية الجديدة ..

أما إذا كان أردوغان لم يتغير ، وظل على حاله القديم ، فسوف يشبه فى هذه الحالة دون كيشوت ، الذى ظل يحارب طواحين الهواء ..

لقد إنتهى زمنه ، وذهب بريقه ، وانتهت الأيام التى كان من الممكن أن يجد من يستمع إلى كلامه ويؤمن به ..

رجل ينتمى إلى الماضى ، ويحارب معاركه ، حتى لو بقى بيننا سنوات أخرى ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما احترقت القاهرة مرتين !!
- يجب أن تتطهر 25 يناير أولاً من اصدقاءها .. قبل أن تغضب من أع ...
- أمسية مع الرواية ..
- حسنى مبارك و 25 يناير ... قبل لحظة النهاية !!
- زيارة إلى المتحف المصري ..
- بايدن .. والعثور على وثائق سرية في منزله !!
- كيف تقسَّم دولة متحدة ؟
- جمال عبد الناصر .. والسنة العجيبة !
- حاول تفتكرنى
- مرسال المراسيل
- اغنية وموقف ... كلمنى يا قمر
- أغنية وموقف .. رُدت الروح
- أغنية وموقف .. الأطلال
- المشكلة الاقتصادية .. قراءة في تقرير قديم
- شتاء شديد السخونة
- الانقلاب الألماني
- ذكرى يوم عظيم
- ما يخصنا من المشكلة
- السياسة على الطريقة الحديثة
- حقيقة وسبب الوجود الخليجى في أثيوبيا


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - أردوغان .. هل اقتربت لحظة النهاية ؟