أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد اللطيف بن سالم - أليس من الكلمات أيضا قنابل ؟














المزيد.....

أليس من الكلمات أيضا قنابل ؟


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7508 - 2023 / 1 / 31 - 07:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أليس البدء كان انفجارا وكان منه هذا العالم بكل ما فيه من أكوان في كل جهة ولا أحد يدري بالضبط من أين تبذأ هذه الأكوان ولا أين تنتهي ويقول العلماء أن سبب هذا الانفجار كان جزيء ا صغيرا ( هباءة ) وكان يعاني من انضغاط في الطاقة أدى به إلى ذاك الانفجار العظيم في تلك اللحظة والمشكلة التي لم يهتد العقل البشري إلى الآن إلى فهمها وحلها هي هذا العدد الكبير لتلك الشظايا التي خلفها وضخامتها بالنسبة إلى حجم ذلك الجزيء المتناهي في الصغر. فهل يمكننا القول اليوم أيضا أن في بعض الكلمات المتداولة بيننا ما يمكن أن تكون بمثابة تلك الجزيئات المادية تعاني هي أيضا من انضغاط في الطاقة تنذر العالم بالخطر الداهم إذ نخاف أن تنفجر بنا يوما فتقضي على هذا العالم بكامله ليُستعاض عنه بعالم آخر و قد يكون هذا ممكنا حصوله كما حصل بالفعل في الأول .
لنحذر إذن في اللغة أيضا من هذه الكلمات القنابل والمنضغطة أيضا في الطاقة والمهددة لنا بالانفجار في كل لحظة .
يبدو أن العديد منها قد بدأ يزحف الآن على العالم لتخريبه وتهديمه ولو بدون انتظار من ذلك لأية فائدة ، إنه فقط لابد لعاصفة الكلمات هذه من أن تهب في اللحظة السانحة كما لو هي جيش من الأشباح لا أول له و لا آخر محكوم بروح التغيير اللازمة والدافعة بهذا العالم إلى التحول إلى عالم آخر ربما أفضل منه أو ربما أتعس من يدري ؟ .
بعض هذه الكلمات ما اشتهر بيننا ترديده منذ مدة طويلة في هذا الظرف المتردي من مثل كلمة " الحرمان " التي قد تدفع بالمرء إلى الخلق والإبداع إذا وجد إلى ذلك سبيلا أو إلى ارتكاب الجريمة بأنواعها إن وجد إلى ذلك سبيلا أيضا ومن مثل كلمة " الحاجة " التي يقال عنها أنها أم الاختراع ولعل هذا الهجوم المتوقع على الدنيا كلها هو أبشع اختراع لهذه الأم إذا انفجرت ، وكلمة " الفقر" الذي يقال عنه أنه كافر بالله وأنه لو تمثل لعلي بن أبي طالب رجلا لقتله كما جاء في الأقوال- المتداولة عنه ، وكلمة " اليأس " التي كم كانت سببا في الاكتئاب وفي الإحساس بالتوحّد وحتى في انتحار العديد من البشر، وكلمة " السأم " تلك التي تدفع بالمرء إلى القبول بالأمر الواقع أحيانا كما هو أو الهروب منه إن أمكن إلى واقع آخر أفضل منه ما يتسبب أحيانا للمرإ في "الحرق " غير مضمون العواقب وأحيانا في الاحتراق بالكامل بلا شفقة وبلا رحمة بنفسه .
وللتذكير بما فعلته مثل هذه الكلمات القنابل انظروا في كلمة " برويسترويكا " الروسية التي تعني التغيير والانفتاح على العالم الحر وقد فجّروها في الاتحاد السوفيتي فأطاحوا به وحطموه على الآخر...
وهاهي اليوم كلمة " الإرهاب "التي ابتدعتها إحدى الحركات الدينية لمواجهة العالم الغربي بأفكارها التنويرية في اعتقاها والتي تريد بها هي أيضا تحقيق عولمة قديمة على حساب هذه ال " عولمة " الجديدة الناشئة بمعنى أنها تريد العودة بنا إلى الخلافة الرشيدة والرغبة في استمرار نشاطها وانتشارها على العالم كله لكن " الرأي شباب " كما جاء في الأمثال الشعبية عندنا فقد افتكت العولمة الجديدة هذه الكلمة لتجعل منها كحق أريد به باطل وتجعل منها سلاحا ضد تلك العولمة التي قامت أخيرا في وجهها .وهكذا صارت هذه الكلمة " الإرهاب " تفعل بفعلها منذ مدة طويلة في صالح هذه العولمة الناشئة وخادمة لها في كل جهة من العالم وتتسبب في إفساد العلاقات بين العديد من الشعوب وبين العديد من الدول وتهدد بخطر التصادم حتى بين القوى العظمى في العالم ، أليس إيقاف المعاملات بالغاز الطبيعي بين الدول إرهابا ومنع تصدير الحبوب إلى محتاجيها من الشعوب إرهابا وها أن مثل هذا السلوك الذي قد صار متبادلا بين الدول في المدة الأخيرة قد صار معمولا به حتى داخل الدول نفسها في ما بين فآتها وأحزابها وحتى في ما بين مثقفيها ولا عجب فإن ما يفعله أي جنس ينعكس على انواعه منه وهكذا تتوالد الأبعاد من أبعاد والأجناس من أجناس والأنواع من أنواع والكل هو دائما في الواحد والواحد في الكل مهما اختلفت أو تنوعت أجزاؤه...والنجاح في الأخير للأقوى حب من حب وكره من كره ...



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ محمد الطالبي في موقف حذر
- في مقاومة الموت
- الرد على ما سمعناه في قناة االجزيرة :
- الكشف عن لعبة القدر :
- حول - الحرية - مرة أخرى
- - الله الأكبر -
- العيش المشترك
- - الجذع المشترك -
- من نحن ؟ وما كورونا؟
- تأملات فلسفية .
- راي في السياسة التونسية
- ما بين النهضة والنهضة
- الإعلام في تونس بين الماضي والحاضر
- مواضيع فقط للتفكير والتأمل :
- وذكر فإن الذكرى تنفع المستيقظين :
- من هو المعبود في الحقيقة ؟
- الكتاتيب والروضات القرآنية
- في ذكرى ميلاد الاتحاد المغاربي
- قراءة نقدية في شخصية يوسف الصديق الثقافية
- د. محمد الطالبي في موقف حذر .


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد اللطيف بن سالم - أليس من الكلمات أيضا قنابل ؟