أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - كزينوفان














المزيد.....

كزينوفان


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 14:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٤٧ - كزينوفان التوحيدي

يعتبر كزينوفان Ξενοφάνης حلقة الوصل أو مرحلة الإنتقال بين المدرسة الأيونية والمدرسة الإيلية، وهناك من يعتبره فيلسوفا دينيا أو لاهوتيا، وهناك من يعتبره فيلسوفا دينيا وطبيعيا في نفس الوقت، وهناك من جانب آخر من يراه مجرد شاعر مهتم بالدين والطبيعة. وربما في البداية يلزم التنويه بأن كزينوفان الايلى Ξενοφάνης الذي يعتبره البعض مؤسس المدرسة الايلية ليس هو كزينوفان الاثينى تلميذ سقراط المولود سنة ٤٣٠ ق.م. كزينوفان الذي يعنينا هنا جاء من كولوفون ολοφώνιος، إحدى المدن الأيونية الواقعة في غرب تركيا الحالية، ولد حوالي سنة ٥٧٠ ومات في حدود سنة ٤٨٠ قبل الميلاد.
ويعتقد بأنه بيغ كعبد من قبل مواطن ثري ينتمي للفيثاغوريين. وبسبب غزو الميديين لآسيا الصغرى والذي أدى إلى سقوط كولوفون، أمضى كزينوفان ما يقرب من سبعين عامًا منفيا في العالم اليوناني الغربي، حيث زار عدة مدن دون العثور على موطن للإستقرار، وظل تائها وحيدًا يتلو أشعاره وقصائدة الفلسفية أينما أتيحت له الفرصة. ومع ذلك ، فقد تم استقباله على مائدة الأغنياء وبعض رجال الجاه والمال والسلطة، كما يتضح من حكاية حديثه مع الطاغية هيرون من سيراكيوز. أثناء تجواله في اليونان، تلا أشعاره التي أعجب بها الجمهور، وتم الاستماع إلى تعاليمه باهتمام كبير. ويمكن إعتباره كرائد، مثله مثل بارمينيديس، من خلال تقديمه لتفكيره الفلسفي في شكل قصائد شعرية.
كزينوفان إذا هو فيلسوف يوناني، شاعر، وناقد اجتماعي وديني. كان ذا شخصية قوية لا تقل في ذلك عن عدوه فيثاغوراس. كان واسع النشاط لا يكل من العمل والترحال، مبتكراً ذا خيال شديد الخصوبة مكنه من الابتداع، ترك أيونيا منذ الخامسة والعشرين من عمره وظل ستة وسبعين عاماً - على حد قوله - يطوف "في أرض هيلاس من أقصاها إلى أقصاها" يجمع منها مشاهداته ويخلق لنفسه فيها أعداء أينما حل. وكان يكتب قصائد فلسفية ويتلوها على الناس، ويندد بهوميروس ويسخر من الخرافات الدينية والأساطير. وهو أول من شن حربا ضارية على التصورات الدينية اليونانية القديمة وفكرتهم عن الآلهة. بالنسبة للقليل من النصوص والمعلومات المتفرقة التي وصلتنا عن المدارس الفلسفية اليونانية في عصر ما قبل سقراط، يعتبر كزينوفان أول من صرح بعقيدته في الألوهية دون غموض او مواربة ودون اللجوء إلى الرمزية والسرية. لذلك يعتبره الكثير من مؤرخي الفلسفة كممهد لعلم اللاهوت فضلا عن أنه أول من نادى بالتوحيد من فلاسفة اليونان رغم ان هناك من أشار إلى ذلك قبله مثل فيثاغوراس .. كذلك يذهب أغلب مؤرخى الفلسفة إلى انه ممهد للميتافيزيقا والنظر إلى ما وراء المادة المحسوسة وترك القول بالعناصر الطبيعية كمبدأ أول للكون على عكس من سبقه مثل طاليس و انيكسيماندريس و انيكسيمانيس. وحسب قول عبدالرحمن بدوي فإنه أول من حارب "الشرك" أي أنه قال بالتوحيد، وبأنه لا داعي لتعدد الآلهة وكثرتها، الآلهة لا يمكن أن يتفق مع مقامها أن تكون خاضعة لأي شيء، كما أن الآلهة من ناحية أخرى ليست في حاجة إلى أن تتخذ خدما وأتباعا، ولهذا فليس هناك إله أكبر تحته أو بجواره آلهه أخرى، بل لا بد من وجود إله واحد ".
وقد أكد قدم الله بدلا من حدوثه، وثباته بدلا من تغيره، وتنزههه بدلا من تشبيهه،وقد قال بقدم الله لأن الحدوث دليل على الفناء، والفناء يتنافى مع الألوهية. وقال أيضا بالثبات الإلهي وعدم التغير الذي هو عادة تغير إلى الأسوأ أو إلى الأحسن وهو ما يتنافى مع مقام الألوهية الذي حاول تنزيهه قدر الإمكان. فأعلن ثورته على المعتقدات اللاهوتية وآلهة الاولمب و رفض تعدد الالهة وتجسيمها وتأنيسها وانتقد اشعار هوميروس و كتابات هزيود التى ساهمت في ترسيخ تلك المعتقدات ورفض ما كان ينسب للالهة من صفات و أفعال مثل الغيرة والصراع على السلطة والكراهية والشهوة والتحايل والتآمر والخداع والتزاوج والتناسل ورأى ان هذا يتنافى مع الكمال الإلهى وما هو إلا نتاج الخيال البشرى وأن الإله الحقيقى هو إله واحد غير متعدد ولا يجوز تطبيق صفات المخلوقات عليه.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة الإيلية
- العقل اليوناني
- لا يعرف مصلحة الأغنياء سوى الأغنياء
- نهاية النبي المحزنة
- ترنيمة لأبوللون
- العودة للماضي
- الدروب الوعرة
- نهاية الرحلة
- الأعداد الصماء
- العدد الذهبي
- الثقوب
- فيثاغوراس والكابالا
- الأعداد في نظام فيثاغوراس
- الطريقة الفيتاغورية
- التصوف، بين الدين والفلسفة
- الطريق المسدود
- دكتاتورية القانون
- خصائص الآلهة
- الديانة اليونانية
- الموت والعدم


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - كزينوفان