أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - حقيقة الصراع في العراق













المزيد.....

حقيقة الصراع في العراق


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لابد من تسليط الاضواء على معمعة الساحة العراقية وتسمية الاشياء ب اسمائها من دون لف ودوران ؛ فقد حاول الكثيرون أن يعطوا للصراع التاريخي والمعاصر في العراق وصفا وعنوانا غير الوصف والعنوان الذي يمثل جوهر الخطر ولب الصراع وحقيقة الامر ؛ محاولة منهم لتزييف الحقائق وقلب الوقائع , او لتنجب مخاطر الاعداء المحتلين وابناء دول الجوار المتربصين – هذا على صعيد الخطر الخارجي - ؛ او لعدم الاصطدام بالفئة الهجينة والغرباء والدخلاء والعملاء المرتبطين بالخارج , او هروبا من الاقتتال مع اتباع الخط المنكوس – هذا على صعيد الداخل - ؛ فاستغلت حكومات الفئة الهجينة ومؤسساتها الاعلامية هذا الواقع المرتبك وحشدت جنودها المؤدلجين وكتابها المنكوسين لتوصيف الصراع المعقد والمتعدد الوجوه والجهات على انه صراع ضد الفرس المجوس او الشعوبية او الرجعية او الامبريالية او الصهيونية او خونة الامة العربية ... الخ ؛ واخيرا تم وصفه على انه صراع بين من اصطف مع المحتل او جاء معه او بسببه ، وبين من وقف ضده ورفض التجربة السياسية الديمقراطية الجديدة برمتها .

وهو توصيف لا يمكن قبوله إذا نظرنا إلى حقيقة الأمر، و طبيعة المستنقع العراقي , وتعقيدات المشهد السياسي ؛ فهؤلاء العملاء والغرباء والدخلاء والمنكوسون يتحاشون الخوض في أصل الصراع وجوهره ؛ ويعرضون الامور على غير حقيقتها الكلية وتفاصليها الجزئية وكما قيل : ( الشيطان يكمن في التفاصيل ) ؛ فالصراع قديم قدم التاريخ انه صراع الحق والباطل والخير والشر والاصيل والدخيل والظالم والمظلوم والحاكم والمحكوم ؛ انه صراع المحتلين والمستعمرين ومرتزقتهم وعملائهم وخدمهم واتباعهم وجنودهم وبقاياهم ... مع العراقيين الاصلاء ابناء البلاد الغيارى ؛ انه صراع العراقيين ضد الاحتلال المغولي والعثماني والايراني والاعراب الغزاة والانكليزي والامريكي ؛ انه صراع الامة والاغلبية العراقية ضد الحكومات الهجينة الطائفية العنصرية المتعاقبة والتي جاء بها المحتل البريطاني ؛ انه صراع العراقيين الاصلاء مع بقايا العثمنة ورعايا الانكليز وشذاذ البلدان العربية الغرباء الدخلاء ؛ انه صراع الحضارة والاصالة العراقية مع كل ما هو دخيل وغريب ... .

مصاديق هذا الصراع متعددة ومتغيرة حسب السياقات التاريخية والارهاصات والتغيرات السياسية والاقتصادية والمخاضات الاجتماعية والتحولات الثقافية والفكرية العراقية ... ؛ الا ان الامر الثابت في المعادلة لطرفي الصراع هو : ان حب العراق وتفضيل مصالحه العليا وتقديم سكان العراق الاوائل والقدامى والاغلبية من الامة العراقية والحفاظ على تاريخها وعاداتها وتقاليدها وانجازاتها والاحتفاء بها يمثل الطرف الوطني الاصيل ؛ بينما يمثل الطرف الاخر : المنكوسون والعملاء والدخلاء والغرباء الذين يعملون لصالح الدول الاخرى ويسعون في الحاق الضرر والاذى بالعراق والعراقيين الاصلاء وتشويه سمعة الامة والاغلبية العراقية وتفضيل الغرباء والاجانب والدخلاء عليها ... .

فمهما حاول البعض من توصيف الامور بأوصاف خيالية لا تمت للحقيقة بصلة ؛ لا يفلح في ذلك ؛ لأننا سوف نطالبه بإيجاد مصداق خارجي واحد على ارض الواقع يصدق دعواه ؛ عندها لن يجد هجين يحب العراق والاغلبية العراقية او دخيل يساعد اصيل قط ؛ اذ كان توصيفه للصراع هو ما ينبغي أن يكون ، لا ما هو عليه الأمر كما هو كائن فعلا.

وعليه لابد لنا من التعامل الجاد والصادق والحازم مع الحقيقة كما هي بلا رتوش , فعلينا أن نتعامل مع الأمور كما هي عليه ، لنعود بها إلى ما ينبغي عليه أن تكون.

ان الصراع بين العراقيين الاصلاء واعداء العراق صراع قديم متجدد ؛ فهو اكبر من الصراع الطائفي والعنصري والقومي والمناطقي والفئوي والسياسي ؛ فالصراع الحقيقي لا ينطبق عليه وصف الصراع الطائفي تمام الانطباق ؛ فالصراع الطائفي قد يفهم منه أنه بين متطرفين ينتمون لدين واحد ... , بينما حقيقة صراعنا مع الاعداء الخارجيين والمنكوسين : انه صراع وجودي انعكست نتائجه واثاره على كافة تفاصيل حياتنا كما عانى منه اسلافنا سابقا ... .

ولا تحسبن صراع ابناء الفئة الهجينة مع الامريكان او العرب او غيرهما ولأسباب معينة وفي مراحل زمنية محددة ؛ صراع مبادئ او بين العدو وعدوه ؛ انما هو صراع اشبه بالمناوشات الشكلية والمسرحيات السياسية و على الاغلب سببه تقاطع المصالح او المطالبة بالمزيد من الامتيازات ، وليس المبادئ والوطنية كما يدعون ؛ وهذا شيء طبيعي بين ابناء الفئة الهجينة وايتام صدام فهم حملوا السلاح ضد الامريكان بأوامر الامريكان انفسهم ؛ عزاءا لهم عما فقدوه من كرسي السلطة المطلقة وامتيازاتها الكثيرة والتي تمتعوا بها طوال 83 عام ؛ بالإضافة الى تحقيق الكثير من الاهداف المنكوسة والمشبوهة ومنها : اشغال الحكومة والجيش العراقي بالعمليات العسكرية , و تحميل خزينة الدولة تبعات العمليات الارهابية والتي كلفت العراق مليارات الدولارات , وتعطيل عملية البناء والاعمار والتنمية , واكمال مسلسل حكومات الفئة الهجينة بقتل اكبر عدد من ابناء الاغلبية والامة العراقية من خلال العمليات والنشاطات الدموية الارهابية , اثر دعوتهم لكل قتلة وذباحة العالم الغرباء والاجانب والدخلاء من امثالهم ؛ اذ دخل العراق عن طريقهم 83 جنسية ارهابية من مختلف اصقاع الارض لتدمير العراق وقتل اهله الاصلاء ؛ كي تخلوا الاجواء العراقية للأجانب السفاحين وشذاذ الافاق الذباحين وشراذم وفلول المرتزقة الارهابيين .

والصراع بين ابناء العراق الاصلاء وبين بقايا العثمنة ورعايا الانكليز العملاء والغرباء والدخلاء من الذين حصلوا على الجنسية العراقية لاحقا ؛ بدأ عام 1920 عند بوادر تشكيل اول حكومة عميلة هجينة غريبة , وعندها اتخذ القرار بتعريب هؤلاء الدخلاء وتخوين الاغلبية والامة العراقية الاصيلة واقصاءها عن مواقع القيادة وحرمانها من الثروات والخيرات العراقية وادخالها في دوامة البؤس والعوز والفقر والحرمان والجهل والتخلف والمرض والامية والسجون والقتل والمطاردات والاعتقالات والحروب العبثية والمعارك الخاسرة ؛ لإهلاك اكبر قدر ممكن من سكان البلد الاصلاء .

فالصراع مع قوى الفئة الهجينة والخط المنكوس والاعداء ... صراع وجود لا صراع امتيازات وحدود ... ان صراعنا معهم اما ان نكون او لا نكون ؛ واما ان يبقى العراق او ينتهي لا سامح الله ؛ ان صراعنا معهم هو مفتاح النصر والسلام والازدهار او قد يكون النهاية المؤلمة .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم صدامية مروعة / 12/ الاعدام بالديناميت ( المتفجرات)
- مقولة وتعليق / 17 / غيرة الحاكم وتوجسه من ابناء شعبه
- بوادر انبثاق روح الامة العراقية
- مقولة وتعليق / 19 / البدايات الرائعة وخيبة النهايات
- مقولة وتعليق / 18 / الاعلام السلطوي
- ضرورة محاكمة البعثيين والصداميين
- بريطانيا واستهداف الاغلبية العراقية
- مقولة وتعليق / 16 / السياسي النادر
- مقولة وتعليق / 15 / الفرق بين الحب الاناني والحب الانساني
- حذار من الكلام
- بعض من ما جرى
- اكتب رياض سعد مقولة وتعليق / 14 / تغير الصديق وانقلابه عليك
- مقولة وتعليق / 13 / الاعتماد على النفس
- ركام من التقاليد الفاطسة والعادات العتيقة
- الحركة الدينية المنكوسة / الحلقة الثانية / اسباب نفي السيد ا ...
- عندما يكون السياسي مهرجاً
- اقتل فلذة كبدك واحصل على مكرمة
- اغتراب المواطن الهجين
- ظواهر كلامية من بلادي / الحلقة الاولى
- محنة الاغلبية العراقية مع القيادة السياسية والدينية


المزيد.....




- وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
- سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس ...
- المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
- السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر ...
- القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل ...
- موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا ...
- محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات ...
- فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف ...
- دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - حقيقة الصراع في العراق