احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7506 - 2023 / 1 / 29 - 14:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
.
في الصراع الدموي الإسرائيلي الفلسطيني، منذ ثمانين عامًا... لم يتوقف سفك الدماء ولن يتوقف، حتى لو بعد ألف آت...حتى الغيب ذاته لا يعلم متى تنتهي المأساة التي، حُلت خلالها كل صراعات البشرية في الكوْن، باستثناء هذا الصراع الخرافي الذي يتوالد كل سنة، وينجب قوافل من المتطرفين وغير العقلانيين، بل والمجانين...فكل عقد تتعقد المسالة وتكبر وكل عقد تصعب وتكاد تستحيل على الحل...ثمانون سنة وضعفها قادم ولن تحل هذه القضية ما دام هناك رجال دين من الجانبين ومادام هناك عنصريين في كل الضفتين، وما دام هناك من ينفخ في النار ويسكب عليها الزيت بين الجهتين...
الحل الوحيد والعقلاني والمتاح ولا بديل غيره، حل الدولتين، شرط الغاء العمائم والصحون الطائرة من فوق رؤوس الفلسطينيين والعرب، ونزع كوفية الحاخامات وجز خصلاتهم...دولتين حرتين علمانيتين، تفصلان الدين عن الدولة، وإن كانت إسرائيل تعترف بذلك لكن الواقع يبدو مختلفًا، أما عن الفلسطينيين، فما داموا مربوطين بعربة الولي والفقيه بإيران وذرعيهما حماس وحزب الله، وما دام العرب منجرين لتمجيد الموت والتصفيق وتوزيع الحلوى والشراب كلما سقط من الطرف الآخر أبرياء كما في الطرف الأول، أجزم ولا بعد ألف سنة ستحل القضية...
سفك الدماء سوف ينهمر...الضحايا فقراء ومعدمين ومهمشين، لا يسلكون حتى طريق لقمتهم، بينما القادة من أمثال محمود عباس وزعماء حماس يبعثون أولادهم للدراسة في جامعات الغرب...فيما يتساقط الأبرياء...قس على ذلك الجانب الإسرائيلي هو الآخر، فما دامت حكومات دينية متطرفة تتشكل على غرار حكومة نتنياهو الأخيرة، فلن يسلم كذلك أبرياء اليهود...
حل الدولتين طُرح منذ ثلاثة أو أربعة عقود مضت وكانت الصورة مختلفة اليوم لو قبل الفلسطينيون بها حينذاك، لكانت الآن دولة فلسطينية تعيش برخاء إلى جانب دولة إسرائيلية...لكن الدين والتطرف والتعصب والمصالح ببقاء الوضع على ما هو عليه للإثراء وتكديس المال... هو سبب شقاء الشعبين اليهودي والعربي...
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#