أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الصالح والمصلح ونظام الحكم














المزيد.....


الصالح والمصلح ونظام الحكم


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7505 - 2023 / 1 / 28 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحد الرسامين رسم لوحة كان يعتبرها أجمل لوحة رسمت لفنان وأراد هذا الرسام أن يعرف رأي وذوق الآخرين من الناس بها فوضعها في إحدى الساحات العامة وكتب على قصاصة من الورق ووضعها بجانب الصورة قال فيها (من رأى خللاً أو ملاحظة في هذه اللوحة فليضع إشارة حمراء عليها) وعاد الرسام في اليوم الثاني فوجد الصورة ملونة جميعها بالخطوط الحمراء لدرجة طمست وشوهت اللوحة بكاملها فأصابه اليأس والإحباط وذهب إلى معلمه يشكو له ما حدث باللوحة وقرر ترك عملية الرسم ... فهدأه المعلم وطيب خاطره وقال له ضع اللوحة في نفس المكان وبجانبها فرشاة وأصباغ مختلفة مع قصاصة ورق أكتب عليها (من رأى خللاً في هذه اللوحة فليمسك الفرشاة وألوان الصبغ وليصلح الخلل) وعاد الرسام في اليوم الثاني فلم يجد أية إشارة على لوحة الرسم فذهب إلى معلمه وأخبره عما حدث فقال له المعلم (كثيرون يرون الخلل في كل شيء وينتقدون ولكن المصلحون قليلون ونادرون).
من خلال هذه الصورة إن كثير من المسؤولين يتكلمون عن الإصلاح ويطلقون الوعود والنتيجة لا يفعلون سوى القشور والظواهر بعكس المصلح الذي يحمل بيده اليمنى المعول ليهدم سلبيات الماضي وباليد اليسرى يحمل البناء والإعمار.
إن الصالح هو الذي يوعظ ويقدم النصائح يدعو إلى الإصلاح أما المصلح لا ينتقد ولا يسخر بالآخرين ولا يؤشر ويشاهد الخطأ ويتركه وإنما يهدم ويبني محله الإبداع والصالح والمشاريع الإنتاجية التي ينتفع منها أبناء الشعب.
إن الظاهرة العراقية منذ أن تكونت بعد عام / 2003 كان جميع حكامها من الإصلاحيين كان نهجهم وسلوكهم من حيث الشكل متعدد الجوانب أما المضمون فكان يقوم على صيغة واحدة (المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية المصلحجية الأنانية) وقد أفرزت هذه القاعدة المآسي والقهر والحرمان وعاش من خلالها الشعب في أجواء الأزمات القاتلة التي أوصلت العراق إلى ما نحن عليه الآن وإذا كانت حكومة السوداني تختلف من حيث الشكل والمظهر فإنها تلتقي معهم من حيث المضمون والواقع من خلال المحاصصة والمحسوبية والمنسوبية والتوافقية المصلحجية ولا زال السوداني غير مستقل بالرأي وطبيعة الحكم فهو يتشاور ويتحاور مع الإطار التنسيقي عن كل صغيرة وكبيرة .. إذن كيف يمكن أن نثق ونصدق بالنهج الإصلاحي الذي يسلكه السوداني من خلال تجربة عشرون سنة من الحكم وإذا كانت كابينته الوزارية ونوابهم ومستشاريهم هم من نفس البيئة التي نشأ وترعرع من خلالها السوداني وأبسط شيء نطالب السوداني به هو الالتزام بالوعد الذي قطعه على نفسه بإجراء الانتخابات المبكرة ؟.. إن السوداني تعهد بهذا الموعد إلا أن الإطار التنسيقي رفضه وجعل الانتخابات أعضاء مجلس المحافظة فانقلب السوداني على كلامه وموعده وسار في خط الإطار التنسيقي وعلى ضوء هذه العملية كيف نصدق بإنجاز الأعمال الأخرى التي تصب في مصلحة العراق وطن وشعب إذا كانت تسبب أضرار وتتصادم مع مصالح ومكاسب الإطار التنسيقي ...؟ والموقف الآخر عندما تحول مكافحة الفساد الإداري إلى شعارات فقط عندما وصل السوداني إلى الخطوط الحمراء التي وضعها الإطار التنسيقي ... وكلاء الوزارات والاستشاريين والمحافظين جميعهم جرت الموافقة عليهم حسب المحاصصة الحزبية ... إذن أين الرأي المستقل للسوداني ؟.
صحيح أن حكومة السوداني سوف تقوم ببعض الإصلاحات الخدمية ومعالجة البطالة وشؤون أخرى وغيرها التي لا تمس مصالح الإطار التنسيقي وتجاوز الخطوط الحمراء.
إن الشعب العراقي يطالب بإجراء انتخابات مبكرة نيابية هي التي تحدد وتفصل لمن يكون الفوز والنتائج ... كما أن الشعب العراقي يطالب بحاكم مصلح وليس إصلاحي لأن المصلح يحمل راية الإصلاح والتغيير وبناء العراق الجديد الذي يصب في مصلحة العراق وطن وشعب والمجرب لا يجرب.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية المدرسة في بناء شخصية الإنسان
- ارتفاع سعر الدولار تكمن وراءه أسباب وليس تبريرات
- التحالفات بين القوى الوطنية هي الطريق والمعبر بالعراق إلى شا ...
- التغييرات الاجتماعية في الصين اللاشعبية في ظل اشتراكية صورية
- ما هو القانون العلمي للعلوم السياسية ؟
- الفقر والبطالة والجوع تحتاج إلى معالجات جذرية وليست ترقيدية ...
- العراق وأزماته المتكررة
- الإناء ينضح بما فيه ..!!؟؟
- ظاهرة الفساد الإداري في العراق
- مع طلبات السيد المالكي في نقد وزارة السوداني من قبل المحللين ...
- الشعب يريد إنجازات إيجابية وليست استحقاقات فشل حكومات الفساد ...
- النظرية الماركسية التي تمثل الاشتراكية العلمية المادية
- بداية نشأة الأفكار الاشتراكية الطوباوية الخيالية
- رئيس الحكومة بين الإنجازات والاستحقاقات
- الصعاليك في الجاهلية
- مدينة الفارابي الفاضلة
- رد على الأخ الدكتور لبيب سلطان المحترم
- حركة جمعية إخوان الصفاء في مدينة البصرة
- حركة القرامطة في ضواحي مدينة الكوفة في العراق
- ثورة البابكيين + ثورة الزنج في العراق


المزيد.....




- أردوغان يتحدث عن دفع تركيا أثمانا كبيرة جراء وقوفها مع السور ...
- ليبيا.. اعتداء مسلح داخل مستشفى غدامس العام
- واشنطن توجه طلبا جديدا لزيلينسكي بعد واقعة توبيخه -المثيرة- ...
- بين الآمال والمخاوف، كيف يرى بعض الأوكرانيين مصير بلادهم في ...
- حظر تجوال في الساحل السوري بعد مقتل 16 عنصراً من قوات الأمن ...
- طبيبة روسية تروي أمام بوتين قصتها المؤثرة عن نقلها جثة زوجها ...
- لماذا غضبت إسرائيل من محادثات إدارة ترامب المباشرة مع حماس؟ ...
- أسرى إسرائيليون سابقون يلجأون لترامب
- نواب بريطانيون يدعون للجنة تحقيق مستقلة
- جرافات تهدم منازل في مخيم نور شمس بطولكرم مع استمرار العملية ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الصالح والمصلح ونظام الحكم