هل يساهم الروبوت في تحسين مهارات التواصل لذوي الهمم بالذكاء الاصطناعي ؟

حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 7503 - 2023 / 1 / 26 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماذا يربط بين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وذوي الهمم ؟
أعتاد الجميع أن يقدم الذكاء الاصطناعي الكثير من الخدمات لتيسير المهام والأعمال، والآن أنها ليست مجرد خدمات تكنولوجية توفر وقتاً على بعض البشر، بل هو تطور قد يضيف كثيراً لعلاج بعض الأزمات النفسية، ومعالجة مهارات التواصل، ومساعدة الجوانب الصحية للأشخاص ومهاراتهم..
فهل يساعد روبوت Chat GPT ذوي الهمم، وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي. ؟

روبوت Chat GPT ومهارات التواصل :
كثيراً ما شعر بعض الأشخاص بصعوبة التعبير عن أنفسهم، كذلك التحدث بطلاقة والتعبير عما يدور بأذهانهم، وفضلاً عن تقديم روبوت Chat GPT إجابات على الأسئلة، اتضح الآن أن لها جوانب عدة تفيد الأشخاص، أبرزها تتضح في ممارسة الحديث بمنطقية مع روبوت يتعامل بطريقة تقترب كثيراً للبشر، فمن لديهم تخوف من الحديث للآخرين يتعاملون بتلقائية مع الروبوت بلا حرج، ومنها يعتادون الحديث حتى ينتقلون للتعامل فيما بعد مع البشر بشكل تلقائي... كما نجح روبوت Chat GPT في الحصول على معلومات هامة في شكل حديث دردشة ما جعلها تلقى اهتماماً أكبر لدى الطلاب وتزيد لديهم الثقة في التقديم والمناقشة.. وهناك 1% من سكان العالم يعانون من مشكلات بالحديث واللغة والتواصل، وعلى الجانب الأخر يتوفر لدينا الآن روبوت مبني على النموذج اللغوي الكبير (GPT-3.5)، قادر على التنبؤ باللغة، فهل سيكمل كل منهما الآخر ؟

كيفية الاستفادة من روبوت Chat GPT ؟
في الأساس يستخدم روبوت Chat GPT مليارات الكلمات لمعالجة النصوص والتنبؤ بالتسلسل التالي للكلمات في سياق محدد لتقديم استجابات تقترب كثيراً من طريقة البشر. والفترة القادمة سيساعد روبوت Chat GPT ذوي الهمم في تسهيل مهارات التواصل والتعبير عن أنفسهم بصورة أفضل في مجالات التعليم والترجمة وإجراء المحادثات التفاعلية، فضلاً عن المساعدة الشخصية في مجالات عديدة مختلفة، فيمكن لروبوت Chat GPT التحدث إلى البشر تماماً مثل شخص حقيقي!، وروبوت Chat GPT يمكنه شرح الأشياء، وتذكر المحادثات السابقة، وحتى الاعتذار إذا ارتكبت خطأ.

الخبراء يفسرون علاقة روبوت Chat GPT بالصحة العقلية :
وكثير من الأشخاص شعروا بإفادة روبوت Chat GPT في الاستخدام بطريقة تجعل الحياة أسهل، والأمر ينطبق على ذوي الهمم، وروبوت Chat GPT أداة مساعدة مهمة لجميع الأشخاص الذين يعانون من التوتر أو القلق أو أي مشكلات أخرى تتعلق بالصحة العقلية. فعندما يُطلب منك معرفة ما تشعر به، فإنه يعطيك نصائح للتخلص من قلقك. إذا كنت بحاجة إلى أي إرشادات من خلال التحدث إلى شخص ما، فسيكون روبوت Chat GPT مستشار الدعم الخاص بك دون الكشف عن هويتك.»
لكن استخدام المعلومات التي تم إنشاؤها بواسطة روبوت Chat GPT لاتخاذ قرارات صحية أو مالية حاسمة دون التحقق الشامل. في حين أن روبوت Chat GPT هو بالفعل منتج بالذكاء الاصطناعي وقد يغير قواعد اللعبة، إلا أنه لا يزال في الغالب عملا قيد التطوير حتى الآن».

هل سيحل الروبوت أزمات التواصل ؟
ولكن هل سيساعد روبوت Chat GPT) ذوي الهمم في تحسين مهارات التواصل ؟
لا شك في مساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم في زيادة قدرة تعبيرهم عن ذاتهم ورفع فعالية تواصلهم مع الآخرين سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع ككل.. ومن أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستيسر تلك العملية بشكل مذهل هي روبوت Chat GPT والتي تمكن المستخدمين من زيادة التواصل الناجح مع الأفراد سواء كتابياً أو صوتياً وبشكل صحيح خالياً من أي أخطاء لغوية على مستوى الشكل والمضمون، فضلاً عن مناسبة الذكاء الاصطناعي لمختلف الأشخاص ومنهم ذوي الهمم بالتعبير الفني أيضاً عما بداخلهم من مشاعر مختلفة في شكل صورة فنية معبرة.
ولا مفر من انتشار روبوت Chat GPT، في الدول العربية، قائلاً: «رغم أن هذه التقنية لازالت حكراً على دول الغرب ويصعب استخدامها في الدول العربية إلا بتقنية الـ VPN، لكن مع الوقت لا مفر من انتشار تلك التكنولوجيا بجميع المجتمعات دون تفضيل.

دراسات عالمية عن إعاقات التواصل و روبوت Chat GPT :
أشارت دراسة أجرتها باحثتان متخصصتان بقسم أمراض النطق، بجامعة التكنولوجيا في سيدني، أن هذا النوع من التقنيات الحديثة قد يساهم كثيراً في حل مشكلات التواصل وصعوبة القراءة، فتساهم بشكل واضح في تعزيز معدل التواصل بشكل كبير.. وتناولت الدراسة أن هذه التقنية ستخرج من إطار حل الوجبات المدرسية وكتابة المقالات، لدائرة أكبر تفيد في تقديم حلول جدية لمشكلات مهارات التواصل.

من أين تأتي إعاقات التواصل ؟
ترتبط صعوبة الكلام والتواصل الاجتماعي بمجموعة كبيرة من الأسباب سواء كانت بفعل: الشلل الدماغي أو مرض العصب الحركي كذلك السكتة الدماغية وغيرها كثيراً. فبشكل عام تختلف أنواع إعاقات التواصل الخاصة بقدرة الشخص على التحدث أو الفهم أو الكتابة.. كذلك قد تؤثر على قدرة بعض الأشخاص في فهم الآخرين أو التعبير عن أنفسهم هم، كذلك تطرقت الدراسة لجانب هام يشير لأن إعاقة التواصل أحياناً تتلخص في أن شخصاً ما بحاجة إلى نص طويل لشرح وجهة نظره، حيث تتطلب كل كلمة مزيدًا من الجهد والوقت لإنتاجها أو كتابتها.

أجهزة توليد الكلام :
وتتوافر بعض أجهزة توليد الكلام، لكنها تكون بطيئة إلى حداً ما، فبصعوبة بالغة تستجيب لإدخال 10 كلمات في الدقيقة، وتقدم حوالي 18 كلمة فقط في الدقيقة، فتكون معدلات التحدث بطيئة، لذا قالت الباحثتان في الدراسة أن روبوت Chat GPT إذا توفر لكل البشر وأصبح بلا اشتراك، ستختلف الأمور كثيراً للفارق الكبير بين قدرة كل منهم.. كما ساهمت المساعدات الصوتية العاملة بالذكاء الاصطناعي مثل : (أليكساAlexa )، و(سيري Siri) في مساعدة الأفراد في التغلب على مشكلات الحديث وساهمت في التواصل بكفاءة أكبر. فهو يتيح الوصول إلى المعلومات بطريقة أسرع وأسهل، وذلك بمجرد التحدث إلى أجهزتهم.

تقديم المعلومات بطريقة تماثل طرق البشر :
وجاء روبوت Chat GPT بمستوى أكبر في تقديم المعلومات بطريقة تماثل طرق البشر في التعامل وتبادل أطراف الحديث، حتى جاءت قدرته فائقة في تتبع وفهم الجمل المكتوبة بطريقة خاطئة، فيقوم بقراءة المدخلات سيئة التنظيم، ويعيد كتابتها، ويعمل على تحسين الكتابة غير الكاملة، ويبسط النصوص المعقدة إلى ملخصات بسيطة للقراء. فتعينهم على إيصال رسالتهم بشكل أكثر كفاءة أو فعالية. ويتيح اقتراح نصوص للتمرن على ما يمكن قوله في المواقف الاجتماعية. بل ويزيد التدرب على المحادثات، مثل: طرح الأسئلة والإجابة عنها، فضلاً عن صياغة النصوص أو تحسينها لرسائل البريد الإلكتروني أو لمهام العمل.

#حسن_الشامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات