|
مسرحية الموجة المهدورة
رياض ممدوح جمال
الحوار المتمدن-العدد: 7501 - 2023 / 1 / 24 - 22:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شخصيات المسرحية :
الام : في الخمسينات من العمر.
العم : في الخمسينات من العمر.
باسم : الابن وهو في الخامسة والعشرين من العمر.
باسمة : الابنة وهي في العشرين من العمر.
الفصل الاول
( صالة متواضعة، تدخل الزوجة مرتبكة، متعبة)
الأم : " تتوقف " يا ويلي ليس هنا أيضاً، ترى أين مضى؟ هذان ولداي جاءا،
ماذا سأقول لهما؟ (يدخل باسم وباسمة، وينظران إلى أمهما)
باسمة : صباح الخير ماما.
الأم : أهلاً ، أهلاً بكما.
باسم : إلى الداخل " البارحة كانت حالته سيئة للغاية.
الأم : بابا ! تعال يا بنيّ.
باسم : " يتوقف " ....
الأم : يبدو لي أن بابا ليس هنا.
باسمة : ماذا! ماذا يا ماما؟
باسم : " يلتفت إليها " ليس هنا؟
الأم : استيقظت قبل قليل، البارحة لم يدعني أبوكما أن أنام، فقد ظلّ طول الليل
يتوجع، ولم أنم إلا الفجر، وحين أفقت قبل قليل، لم أجده في سريره.
باسمة : لعله في الغرفة الأخرى، أو في ..
الأم : بحثت عنه في كلّ أرجاء البيت، فلم أجد له أثراً.
باسم : لابد أنه خرج من البيت، وأنت ما تزالين نائمة، فالباب كان مفتوحاً.
باسمة : يا ويلي، ماما.
الأم : لقد أغلقته البارحة بنفسي، قبل أن أنام. . باسم : عندما أقول لك، إنك تهملينه، ولا كأنه انسان موجود في هذا البيت
تزعلين.
الأم : " تلوذ بالصمت منفعلة " ....
باسمة : أخي ..
الأم : " تتجه إلى الخارج " سأغلق الباب " تخرج ".
باسم : بعد خراب البصرة.
باسمة : أنت تقسو على ماما.
باسم : " يقاطعها " هذه هي الحقيقة، وأنت تحابينها دائماً.
باسمة : وأنت تتجنى عليها، ماما كبيرة السن، ومريضة، ومع ذلك تركنا لها بابا،
وخرجنا.
باسم : " يصمت " ....
باسمة : أردت أن آخذها معي، فرفضت.
باسم : زوجك لا يريدها.
باسمة : وأنت لم تأخذها.
باسم : " يصمت " ....
باسمة : فأين يذهبان؟
الأم : " تدخل قلقة " ....
باسم : ما العمل؟
الأم : " تجلس مغالبة البكاء " ....
باسمة : " تسرع إليها " ماما ..
باسم : البكاء لن يجدي.
الأم : ماذا تريدني أن أفعل؟ لم أعد أستطيع التحمل.
باسم : علينا أن نبحث عن بابا، ونجد حلاً لمشكلته.
الأم : أبوك قد يعود في أية لحظة، فهذه ليست المرة الأولى، التي يخرج بها
من البيت.
باسمة : ماما، أنتِ لم تقولي هذا من قبل.
الأم : لأني لا أريد أن أحملكم هماً فوق همومكم.
باسم : البرد شديد جداً اليوم، والمشكلة إذا كان قد خرج من البيت ليلاً.
الأم : لا أدري متى خرج، أبوكما لم يعد طبيعياً في سلوكه، إنني أفيق عليه
أحياناً، وأراه يدور في الغرفة، ويهذي عن أيام ملاحقة الأمن له، وهروبه منهم
باحثا عن ملجأ آمن يتوارى منهم فيه، وفي الأيام الأخيرة، كان يفزّ من النوم
مذعوراً، وهو يصيح، سيقبضون عليّ، سيقبضون عليّ.
(الباب الخارجي يُطرق، باسمة تلتفت إلى الباب)
باسمة : الباب يُطرق.
الأم : لقد أغلقته قبل قليل، لعله أبيكما.
باسم : " يتجه إلى الخارج " سأفتح الباب، وأرى من يكون " يخرج ".
باسمة : " تقترب من أمها " اهدئي، يا ماما، هذه الحالة ليست جديدة على بابا،
إنه يمرّ بها بين حين وآخر، ثم يتماثل للشفاء.
الأم : لا يا ابنتي، هذه المرة ليست كالمرات السابقة، لقد تدهورت حالته في الفترة
الأخيرة، وأخشى أن ..
( يدخل باسم، ومعه العم مقطباً وحزيناً)
الأم : خيرا يا أبا أحمد ..
العم : ومن أين يأتي الخير؟
باسمة : ما الأمر، يا عمي، أنت تخيفنا.
العم : أبوك، يا ابنتي، في الطب العدلي.
الأم : " تنهار " يا ويلي.
باسم : مسكين أبي ..
العم : لا فائدة من الندب الآن، فلنذهب إلى الطب العدلي، ونرى حقيقة ما جرى.
إظلام
الفصل الثاني
(غرفة الطبيب في المستشفى، الضابط والطبيب والعم وباسم)
الطبيب : "يدفع التقرير إلى باسم " هذا تقرير بسبب وفاة والدك.
باسم : " يقرأ التقرير " ....
العم : وما كان السبب يا دكتور؟
الطبيب : تجمد الدم في عروقه من شدة البرد.
الضابط : لقد وجد نائما على عتبة باب دار قديم لا يغطي جسمه غير بيجامة نوم
خفيفة!
العم : باب دار قديم؟
الضابط : ومهجور، في زقاق ضيق من المدينة القديمة.
العم : " يبدو مصدوماً " آه.
الضابط : لابدّ أن لديكم احداً من معارفكم يسكن هناك.
العم : كلا "يبدو شارد الذهن " ....
الضابط : لقد أبلغوا الشرطة عن فقدانه أكثر من مرة، يا دكتور.
الطبيب : كتب الطبيب المختص تقريرا عن تدهور حالته النفسية والعقلية في
الفترة الأخيرة من حياته.
الضابط : ألم تلاحظوا ذلك في البيت؟ وكيف حدث ذلك؟
باسم : فوجئنا بعدم وجوده في البيت، صباح هذا اليوم، وباب الدار مفتوح. الضابط : حسب أقوال شهود، أنه غريب عن ذلك الزقاق وأنهم لم يروه إلا ليلة
البارحة، يرابط عند ذلك المكان، دون ان يسبب أي ازعاج لاحد، ولكنه يرفض
التدخل لمساعدته، فيهرب ثم يعود مرة أخرى، إلى أن رأوه هذا الصباح، وقد
تكور على نفسه متجمدا كخشبة، يغمره الثلج، وذهبوا إلى مركز الشرطة وبلغوا
عنه. العم : "ينفجر باكيا بنشيج عال" ....
الطبيب : " للعم" نتمنى له الرحمة، ونتمنى الصبر لكم على هذا المصاب.
الضابط : بإمكانكم الان استلام الجثة، وشهادة الوفاة لإكمال إجراءات مراسيم الدفن . (العم وباسم يخرجان، الضابط والطبيب وحدهما)
الضابط : أراك متأثرا أكثر من المعتاد على هذه الحادثة!
الطبيب : منذ أن نقلتم هذه الجثة إلينا في الطب العدلي وأنا أفكر.
الضابط : بماذا تفكر يا صديقي؟
الطبيب : اننا انا وانت نتحقق من اسباب الموت المباشرة لا اكثر، وهذا ما تسمح
به حدود عملنا، ولا يسمح لنا بتجاوز هذه الحدود.
الضابط : لم افهم قصدك جيدا، يا عزيزي.
الطبيب : نحن نقدم تقريرنا، بعدم وجود جريمة قتل، بعد ان نتحقق من عدم وجود
طعنة على الجثة أو سم في داخلها مثلا، ولا شيء غير ذلك، وانتم أيضا تعتمدون
على تقريرنا هذا، وينتهي كل شيء.
الضابط : وماذا غير ذلك، يا عزيزي؟
الطبيب : هناك أمور كثيرة غير تلك الأسباب، تقتل الانسان، لا يكتشفها الفحص
السريري للطبيب ولا يحاسب عليها القانون، بل والادهى، انها لا تعتبر جريمة قتل
، ولا يحاسب مرتكبها اطلاقا.
الضابط : لابدّ أن لك أمثلة على ذلك.
الطبيب : مثل جريمة المرأة التي تقتل زوجها كمدا، هل يمكنني اكتشاف سبب الموت سريريا، وهل يحاسبها القانون على ذلك؟
الضابط : طبعا لا.
الطبيب : هل رأيت؟ انا وانت نتعامل مع الجريمة المباشرة فقط، وليس مع كل انواع الجرائم الاخرى غير المباشرة، وان المجتمع يقتل يوميا الاف الافراد دون أي دليل، ولا يمكن لأدق المجاهر اكتشافها، ويمكن للإنسان ان يموت من الخوف او
الحزن أو مختلف سوء المعاملة وغيرها كثير. الضابط : كلامك صحيح ومنطقي، ولكن يصعب فعل ذلك وتطبيقه في الواقع.
الطبيب : كيف يسهل على الانسان ان يتعمق في اعمق اعماق الذرة، ولا
يستطيع ان يتعمق في احقاق الحق؟
الضابط : نحن لدينا القانون كشريط قياس او مسطرة، وبموجبها نقرر ان كانت
هذه جريمة أم لا. الطبيب : هذا غربال خشن يمرر الكثير من الجرائم دون عقاب. كما اننا مثل
شبكة الصياد، تصطاد الاسماك الكبيرة، ويفوتها الكثير من صغار الاسماك. وهذا
الذي بمقدورنا فعله فقط . الضابط : ولكن واجبنا نحن تنفيذ القوانين لا تشريعها وان التركيز في المهام
شيء ضروري، وفي مجال عملنا، لا نستطيع إلا الحد من الجريمة، وليس اجتثاثها
من الجذور، لان محو الجريمة كاملا، المباشرة وغير المباشرة، مهمة لم تستطع كل
الأديان والأنبياء وحتى الآلهة على تحقيقها.
الطبيب : ولكن ربما سيتحقق ذلك.
الضابط : هذا مستحيل، سعت البشرية لتحقيقه على مدى آلاف السنين، وقد
فشلت والآن عليّ المغادرة، فلدي مهام اخرى، فإلى اللقاء يا زميلي، مع ضحية
أخرى.
الفصل الثالث
(مشهد الفصل الأول، الأم وباسم وباسمة) الام : لم نرَ عمك، يا باسم.
باسم : اتصل بي، وقال انه سيأتي هذا اليوم ليطمئن عليكِ أنت بالذات. الام : المسكين أمضى اسبوعاً كاملاً في المستشفى بسبب الذبحة الصدرية،
ولم يحضر مراسيم التعزية.
باسمة : عمي من النوع الصلب، ويأخذ الامور بعقلانية، ومع ذلك انهار
وأصابته الذبحة.
باسم : ليس هذا فقط ما أثار استغرابي، فهو على ما يبدو يخفي عنا شيئاً لانعرفه.
باسمة : " تنظر إليه متسائلة " ....
الام : ان الراحل أخوه الكبير، وليس هناك ما هو اعز منه عنده.
باسم : كلا، يا امي، أحس أن هناك امراً خافياً عنا، يعرفه عمي فقط.
باسمة : لابد أن هناك ما جعلك تحس بهذا الاحساس.
باسم : لقد صدم وكاد ينهار في اللحظة التي أخبرنا الضابط فيها عن موقع
الدار التي مات على عتبتها والدي.
باسمة : يبدو أن وراء تلك الدار سراً لا نعلمه.
باسم : اه لو رأيت كيف أصبح حال عمي، لدى سماعه عن تلك الدار
وموقعها.
الام : عن أي دار أخبره الضابط؟
باسمة : نعم يا امي، فربما تعرفين انت شيئا عنها.
الام : اين تقع تلك الدار، يا ولدي؟
باسم : انها في حي المكاوي، في المدينة القديمة. الام : صدقوني يا ولديّ، لا علم لي بتلك الدار، وليس لدينا معارف ولا
اقارب في ذلك الحي. باسمة : لعل ابي، في شبابه، كان على علاقة بفتاة كانت تسكن تلك الدار.
الام : ابوك ليس من ذلك النوع من الرجال، يا ابنتي.
باسمة : من يدري، ربما كان على علاقة، قبل زواجه منك يا امي.
الام : لا اعتقد ان اباك، كان يمكن أن يخبئ عني ذلك.
باسم : لكني أعدت شريط حياة ابي، يا امي، فتيقنت انه كان يخفي في
داخله هماً وسراً كبيرين.
باسمة : نعم فقد كان كثير التفكير مع نفسه، ويحب الانعزال، ولا يبوحد السبب.
باسم : وكان مسالما وهادئا، وعلاقته طيبة بالجميع.
باسمة : وانه انسان ناجح في كل شيء، في العمل وفي علاقاته الاجتماعية،
وكذلك مع عائلته.
باسم : مات ولم نتمكن من معرفة سر كآبته وهمومه.
باسمة : مات وأخذ معه سر همه الكبير.
باسم : يا أمي، لا يمكن للزوجة أن يخفى عليها مثل هذا الامر.
الام : مهما فكرت، فلا يمكن أن أظنّ وجود امرأة أخري في حياته.
باسمة : يا امي، كنت ارى ابي شارد الذهن عن الحياة، مثل الذي ينظر الى
لوحة جميلة وفكره بعيد كل البعد عن ما تنظر إليه عيناه.
الام : ليس هناك اي شائبة على تصرفات والدكما، عدا الاسبوع الاخير من حياته. باسمة : ولكن، ما سر تلك الدار؟
باسم : الخبر اليقين، عند عمي، يا باسمة.
باسمة : فعلا، ولعل ذلك الدار هو سبب ذبحة عمي وليس موت ابي فقط . (الباب يطرق، الجميع يلتفتون نحو الباب) باسم : " يتجه إلى الخارج " لعله عمي، سأفتح الباب " يخرج ". باسمة : سنعرف الحقيقة، إذا كان القادم عمي.
الأم : نعم، سنعرف الحقيقة.
باسمة : " تنظر من النافذة " إنه عمي فعلاً.
(يدخل العم حزيناً مقطباً، وخلفه باسم)
باسمة : أهلاً عمي، تبدو في صحة جيدة.
العم : هذا ما يبدو. الام : اهلا بك، يا أبا أحمد، قلقنا عليك كثيرا، صحة وعافية. العم : أشكركِ، ذبحة صدرية، والآن أنا أتماثل للشفاء.
باسم : لم يدخل خالد معك.
العم : لديه بعض المهام سينهيها ويأتي.
باسم : لقد تعب كثيرا في العزاء. العم : هذا واجبه يا ابن أخي الغالي، فالمرحوم عمه. الام : رحمه الله، كان يعتبره ابنه الثاني.
العم : البقاء لله، والبركة في الاولاد.
الام : والبقية في حياتك انت، والبركة فيك، تفضل بالجلوس " لباسمة "
احضري لنا القهوة، يا ابنتي.
باسمة : حاضر يا امي، حالا "تخرج للإحضار القهوة ".
العم : أشد ما يؤسفني الان، هو اني لم احضر مراسيم دفن وعزاء المرحوم
اخي.
الام : انت معذور، والبركة في ولدك خالد، قام بالواجب خير قيام، وان
صدمتك بموت المرحوم ارقدتك المستشفى.
العم : بل سبب موته هو الذي صدمني أكثر. باسم : هل هناك سبب، غير أنه فقد السيطرة على ذهنه، وقادته الصدفة الى
عتبة تلك الدار المهجورة؟
(تدخل باسمة، تحمل صينية فيها القهوة) باسمة : " توزع القهوة عليهم " ....
العم : " يهز رأسه " .... باسمة : " تجلس " ....
باسم : الأمر اذن ليس صدفة. العم : الصدمة هي اني اكتشفت وجود سرّ في قلب المرحوم، حمله خمسين
عاما، في حين تصورت انه اندثر وانمحى.
باسم : ليتك توضح يا عمي، اي سرّ، وهل هو امرأة أرادها ولم يتزوجها؟
العم : السر حب اكبر من كل نساء الارض.
الام : ربما يحسن بنا أن لا ننكأ جراح المرحوم في قبره.
باسمة : كلا يا امي، آن الاوان أن نعرف كل شيء، لم نعد صغارا.
باسم : نعم، من حقنا، بل من واجبنا أن نعرف كل شيء عن أبينا المرحوم. العم : لا مانع من أن يعرفا الان الحقيقة، يا زوجة اخي.
الام : انا لا ارى ضرورة لذلك، فبأيدينا سنهدم ما بنيناه العمر كله، انا
وانت وامك واباك، رحمهما الله.
باسمة : ما هذا السر الذي تخفيانه؟ وهل يعقل أن هناك شائبة بهذا الحجم في
حياة الراحل ابي؟
العم : حاشا لا باك من كل شائبة، يا ابنتي.
الام : لندع صفحة الماضي مطوية، ذلك افضل للجميع.
باسمة : حان الأوان، يا امي، ويجب كشف كل شيء.
باسم : أعتقد ان اخفاء السر، يا أمي، يعقد الامور اكثر من كشفه.
العم : أنا مع أمكما، لا ضرورة لكشفه، فلا فائدة ترجى من ذلك.
باسمة : ارجوك يا عمي، قل كل شيء، نريد أن نعرف السرّ. العم : " يلوذ بالصمت " ....
باسم : قل الحقيقة، يا عمي، أرجوك. العم : " يبقى صامتاً " ....
باسمة : تكلم يا عمي.
العم : الحقيقة، تلك الدار كانت وكرا حزبيا للمرحوم ورفاقه، قبل أكثر من
خمسين عاما، كانوا يحلمون بتغيير العالم. باسم : اي رفاق، واي حزب، يا عمي؟
العم : كان ابوكما يعمل في حزب معارض، وسجن وعذب كثيرا، هو
ورفاقه، ومات الكثير منهم تحت التعذيب، واطلق سراحه مع عدد قليل من رفاقه،
وماتت امي بسببه وهو في السجن، وتم الضغط عليه، من قبلنا نحن جميعا، فترك
العمل السياسي. باسم : ولماذا اخفيتم هذا عنا طوال هذ المدة؟
الام : كان هذا حتى قبل مجيئكم انتما الى الحياة.
باسمة : ولماذا لم يعلمنا أحد منكما بهذا من قبل؟
الام : تعاهدنا جميعا على أبعادكم عن هذه الامور، خوفا عليكم من
الانزلاق الى ما انزلق اليه ابوكما، وعملنا كل جهدنا على ابعادكما عن تلك الافكار.
باسم : وهل كان هو مقتنعا بذلك؟
العم : لم يكن له الخيار، فكان تحت ضغطنا جميعا، وضغط السلطة
ورعبها.
الام : كثيرا ما كان يفز من نومه مرعوباً، من كابوس يرى فيه اولاده
يعذبون، كما عذب هو ورفاقه في السجن.
باسمة : إذن بقي هو متعلقا بأفكاره، ويكبتها في داخله إلى اخر ايام عمره،
ومات حسرة على حلمه في تغيير العالم، مات مقتولا بلا سكين ولا اطلاقة مسدس،
مات كمدا. باسم : لا بد انها افكار عظيمة، فتعلق بها إلى الاخير، وتحمل من اجلها
التعذيب وموت رفاقه وامه.
باسمة : لا بد لنا من الاطلاع على تلك الافكار بشكل جيد.
باسم : وكذلك الحزب، الذي كان منتمياً إليه.
الام : هذا ما كنا نخشاه.
العم : لا يمكن للسد ان يصمد اكثر.
باسم : نحن ولداك، يا ماما، وولدا أبينا الراحل ايضا.
(باسم وباسمة يعانقان أمهما، فتعانقهما بشدة)
ســــــــــــــــتار
#رياض_ممدوح_جمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية -شباب دائم-
-
مسرحية الحــــــصان الطــــــائــــــــر
-
الوحدة في غروب العمر مسرحية مونودراما من فصل واحد
-
المخلعة مسرحية من فصل واحد
-
مسرحية (طلب زواج)
-
مسرحية -الأعداء-
-
بعد فوات الاوان مسرحية مونودراما
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|