صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 00:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المكان: ساحة الطيران
الوقت: السادسة صباح
في الصباح الباكر، وعند مرورك بساحة الطيران، تشاهد "مساطر" العمال، وتشاهد "چنابر" البؤس في الباب الشرقي؛ عمال يجلسون على الأرصفة بوجوه متعبة جدا، مليئة بالاسى، فتقاطيع الحزن واضحة عليهم، ينتظرون ان يأتي أحد ليبيعوا له قوة عملهم، التي لا يملكون غيرها؛ درجة الحرارة منخفضة فالبرد شديد، تراهم يتحلقون على نار اشعلوها ب "طاسة العمالة"؛ يتناولون ال "ريوگات" المختلفة، بين البيض المسلوق والمخلمة والجبن والقيمر والشورية والكبة، بالإضافة الى شرب الشاي، الذي يدفئ الصدور كما يعبرون عنه.
اقرانهم أصحاب ال "چنابر" هم ايضا يفتحون چنابرهم في وقت مبكر جدا، وهم بالعشرات او الاصح هم بالمئات، وفي الحسابات الاقتصادية هم أيضا معطلون عن العمل، فبضاعتهم التي يعرضونها تكاد لا تساوي شيئا، او انها لا تأتي بعائد جيد، وقد تأتي أيام دون ان يبيعوا شيئا. هؤلاء يزدادون يوما بعد آخر، فلا فرص عمل حقيقية للمعطلين عن العمل، تحفظ لهم كرامة العيش.
يزداد واقع هذه الطبقة سوءا يوما بعد آخر، خصوصا بعد مجيء قوى الإسلام السياسي الذيلية النهابة، هذه القوى زادت من معاناة العمال والمعطلين والكادحين والشغيلة، فصار الواقع أكثر بؤسا وقتامة.
اليوم تدار لعبة قذرة جدا، بعملية نهب ليست بجديدة، لكنها تمس حياة هذه الطبقة بشكل مباشر، بصعود الدولار الجنوني، والذي معه ارتفعت الأسعار بشكل حاد جدا، فاختلت ميزانية العمال والمعطلين، فعامل البناء الذي يتقاضى اجرا قدره 25 ألف دينار في اليوم، والذي قد رتب أمور حياته على هذا الاجر، يتفاجأ يوميا بزيادة الأسعار، الى ان يجد ان ما يتقاضاه من اجر لا يساوي شيئا؛ والمشكلة ان أجور العمال ثابتة بمقابل ان الأسعار ترتفع.
الحلول التي تقدمها سلطة الإسلاميين النهابة تقوم على "مداهمة" شارع الكفاح "بورصة الدولار" و "محاصرة" بعض المضاربين، وهذه أسوأ نكتة ممكن ان تسمعها؛ انها تذكرك بحلول صدام أيام الحصار بإعدامه بعض التجار، الذي قال انهم السبب في غلاء الأسعار.
رغم كل تلك الالاعيب القذرة التي تفعلها قوى الإسلام السياسي، الا انهم ما زالوا يرددون دون حياء عبارات "انها مؤامرة" او "الفقر في الدنيا لا يهم".
ان استمرار سلطة النهب واللصوصية هذه بالحكم معناه استمرار المعاناة لجماهير العمال والكادحين والمعطلين عن العمل، يعني ان يبقى مسلسل النهب والسرقة من جيوب الناس؛ ولا خلاص وتأمل حياة كريمة دون التفكير الجدي بالخلاص من هذه الشرذمة.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟