أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - صانع الحياة Life Maker















المزيد.....

صانع الحياة Life Maker


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 7495 - 2023 / 1 / 18 - 17:31
المحور: الادب والفن
    


صانع الحياة Life maker.

بقلم فتحي مهذب تونس.
ترجمة الشاعر والموسيقي الدكتور يوسف حنا. فلسطين.

حجرة قذرة مخيفة مليئة بصور مخلوقات غريبة. ملائكة تجر عربات حديدية ملآى بشواهد القبور , حيوانات برؤوس بشر , وطيور لها سيقان زرافات, وأجنحة غزيرة غريبة ,وهياكل عظمية متنوعة.

فاجأته وهو غاطس في خلوته يتفحص جمجمة من العسير جدا الوقوف على حقيقة إنتسابها لأنثى أم لذكر .

لم يتجاوز العقد الثالث طويل مثل حبل المشنقة. نحيل وأحدب كما لو أنه الكونت لوتريامون في حفلة جنائزية مريعة.

لا تيأسي يا جمجمتي الغالية. سأنفخ فيك من روحي وأعيدك إلى عالم الكون والفساد.

لن أطيق موتك وسكونك ولا شيئيتك الآهلة بصفير العدم.

أنت جديرة بوجه إلاه أبدي لا يقهر.

كان يرتدي قناع شيطان رجيم.

دفن ساقه اليمنى منذ انتحار ساعي البريد في الكاتدرائية المجاورة . صنعوا له ساقا خشبية تشبه مجذاف قارب فرعوني.

ها هو يتمتم وتحلق كلمات غامضة في الحجرة تطفر مذعورة من شفتيه المتورمتين.

ح ي ا ة . ح ي ا ة . ح ي ا ة .

ع و د ي . ب . إ ذ ن ي . ب . ق و . ة . س ح ر ي .

وضع الجمجمة في إناء نظفه بفرشاة أزال طبقة الغبار الذي يطوقه ألصق عينين نابضتين في محجريها إختلسها من جسد إمرأة حديثة الموت.

لاتنسوا أنه كان مولعا بنبش القبور وسرقة أعضاء الأموات.

لم يكن يتاجر بها بل كان يخبئها

في ورشته المعزولة في دوارق من السيراميك.

رائحة الدم والجثث والفناء تضفي على المكان ميسما تراجيديا عميقا.

وضع مكان أنفها أرنبة أنف مهرج سفسطائي. وأدخل طاقم أسنان في فمها الأدرد. راسما بالقلم الأسود حاجبين رقيقين. واعدا إياها بزرع شعر غجري آسر الأسبوع القادم.

كان ضوء المصباح خافتا جدا.

تتسلل عناكب عدمية من عينيه الغائمتين. وإيقاع أمواج متكسرة تضرب قارب هواجسه الكثيفة.

الآن إنتهى كل شيء . الآن أتممت عليك نعمتي وعما قليل ستعودين إلى الحياة. وكذا نتخلص من شأفة الموت والخراب.

الأشياء الجميلة لا يجب أن يطالها الفناء في ملتي واعتقادي .

الموت هو ذئب مخصي يعدو وراء ضحاياه منذ البدايات.

أنا صانع الحياة وباعث الموتى من الأجداث.

أنا الإلاه الذي سيسر العالم من فتوحاته الخارقة.

******************************************

Life maker
By Fathi Muhadub / Tunisia
From Arabic Dr. Yousef Hanna / Palestine

A scary filthy room filled with pictures of strange creatures. Angels pulling iron chariots filled with tombstones, animals with human heads, birds with giraffe legs, strange abundant wings, and various skeletons.

I surprised him, immersed in his seclusion, examining a skull that it is very difficult to identify its affiliation, female´-or-male.

He was not older than the third decade of life, as long as the noose. Skinny and hunched, as if he s Comte de Lautréamont (1) at a terrible funeral party.

Do not despair, my precious skull. I will blow on you from my soul and return you to the world of the universe and corruption.

I will not bear your death and stillness, nor your objective inhabited with the whistle of nothingness.

You are worthy of a face of an eternal, indomitable god.

He was wearing an accursed demon mask.

He has buried his right leg in the nearby cathedral since the postman committed suicide.

They made a wooden leg for him, similar to the oar of a Pharaonic boat.

Here he is murmuring and mysterious words are circling in the room, sputtering in panic from his swollen lips:

ـ L i f e... L i f e... L i f e...

ـ Come back with my permission, with my magical power.

He placed the skull in a vessel, cleaned it with a brush, removed the layer of dust surrounding it, affixed two pulsating eyes in their orbits which he stole from the body of a recently dying woman.

Do not forget that he was fond of exhuming graves and stealing organs of the dead.

He was not trading it but hiding it

In ceramic beakers in his insulated workshop.

The smell of blood, corpses, and annihilation gives the place a profound tragedy.

He replaced her nose by a nose tip of a sophistic clown. And inserted a denture into her edentulous mouth. He drew thin eyebrows with a black pen. Promising her to transplant captive gypsy hair next week.

The lamp light was very dim.

Nihilistic spiders sneak out of his cloudy eyes. The rhythm of the breaking waves hit the boat of his intense obsessions.

Now it s all over. Now I have completed my blessing on you, and you will return back to life. As well as get rid of the scourge of death and devastation.

Beautiful things should not last to annihilation in my beliefs and multitudes.

Death is a castrated wolf running after its victims since the beginnings. I am the life maker and the emitter of the dead from graves.

I am the god who will delight the world through its marvelous conquests.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Comte de Lautréamont was the nom de plume of Isidore Lucien Ducasse, a French poet born in Uruguay. His only works, Les Chants de Maldoror and Poésies, had a major influence on modern arts and literature, particularly on the Surrealists and the Situationists. Ducasse died at the age of 24.

************************



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفهد تحت الأنقاض
- من كتاب لاجىء موريسكي
- صخرة سيزيف
- مالك الحزين
- نهاية تشارلز الضرير
- إلهي
- سنتوج بالفراغ الذي لا يبلى
- أيها النمر الأسود أيها النهار
- رسالة إلى الله
- لتأويل أزهار الجنازة
- أمير نائم في زورق هادىء
- صمتي إوزة نافقة على الرصيف
- قيامة ريتا
- أيها الرب
- أروض متناقضاتي في دار الأوبرا
- التنين الأبله
- حبات هايكوية
- قارئ جيد لأسرار الهاوية
- لأن العدم ينظف البندقية
- ذئاب عذبة لبرية الكلمات


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - صانع الحياة Life Maker