أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم لفته جبر - المواطنة والثقافة














المزيد.....

المواطنة والثقافة


كاظم لفته جبر
كاتب وباحث عراقي

(Kadhim Lafta Jabur)


الحوار المتمدن-العدد: 7495 - 2023 / 1 / 18 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد مفهوم المواطنة كما تطرقنا له في مقالات سابقة مفهوماً مرناً ، كونه لا يمكن أن يوجد بذاته ، الا اذا كان محمولاً لموضوع آخر ، فالمواطنة حق لكل مواطن في البلد الذي يعيش فيه ، اذا كان ملتزما بشروط المواطنة مع الآخر ، ويطبق القانون ويعي مصالحه ، ويحترم ثقافة البلد وتاريخه، فالمواطنة لا يمكن أن تقوم بدون هوية ثقافية ، والهوية الثقافية هي مجموع ما يمتلكه الفرد والمجتمع من عادات وتقاليد وأعراف ، وطقوس دينية , وفن , ورقص وموسيقى ، وغيرهما مما تتميز به جماعة عن أخرى ، فالثقافة تكوّن الهوية الوطنية وتُفرد الأفراد عن غيرهم ، كما ان كلاهما يدلان ( المواطنة والثقافة ) على تَمثل الفرد للوطن سواء كان وطنا أصيلا أو مستوطنا فيه ، اذ أن المواطنة تعبير سياسي جمعي يعبر عن فعل الالتزام وفق ثقافة الجماعة ، وقانون البلد ، لأن الثقافة هي التي تفرد الأفراد وتصنفهم أصناف ،وبما أن المواطنة تشترك مع الثقافة في التعبير عن طبيعة المجتمعات ، لكن الثقافة ذات وجود اجتماعي ، بعكس المواطنة ذات الوجود السياسي ، لذلك لا يمكن قيام نظام سياسي دون تمثيل اجتماعي ، كلاهما يعتمد على الآخر في بناء المجتمعات ، إلا ان ممارسة المواطنة تواجه مشاكلا سوى في الدول الديمقراطية أو غيرها من أنظمة الحكم ذات التنوع القومي ، او العرقي ، أو الطائفي ، فالدول التي تعتمد الثقافة لرسم حدود الوطنية عند الأفراد تجدها دول ممزقه داخلياً يسود فيها الفساد ، والإرهاب ، والكراهية نتيجة المحاصصة ، وانعدام الأمن والنظام ، بسبب تعدد الهويات الثقافية ، و يؤدي كذلك لسيطرة فكر الأكثرية من الجماعات على الأقلية ، ويحجم دور الأقليات السياسي والاجتماعي ، وهذا يؤدي لضياع هوياتهم وبالتالي هجرتهم . ولغرض بناء نظام سياسي قوي ، ومجتمع موحد يؤمن بالمواطنة والمساواة وقبول الآخر ، يجب البحث عن قواسم وطنية أساسية ،وثوابت مشتركة وبثها بين أفراد الوطن الواحد ، بعيدا عن هوياتهم الثقافية . كما ان التطور التكنولوجي والمعرفي في العالم ، أدى إلى تثاقف الشعوب و خلق ثقافات فرعية جديدة مركبة ، وفي خضم هذا التداخل الثقافي نجد عسراً في تحقيق مفهوم المواطنة ، ولكي يتم إيجاد وتحقيق واقع سليم لمفهوم المواطنة يتحتم على الدول ايجاد ثقافة وطنية مشتركة بين أطياف المجتمع ، وهي ما سعت له بعض الدول الكبرى مثل الملكة المتحدة بريطانيا ، أو الولايات المتحدة الأمريكية ، او الهند وغيرها من الدول ذات الثقافات المتعددة ، أو الديانات المتعددة ،أو متعددة الجنسيات مثل دولة الإمارات ، حيث سعت هذه الدول إلى ابتكار خطاب سياسي وطني يبث الوطنية في وعي الأفراد .



#كاظم_لفته_جبر (هاشتاغ)       Kadhim_Lafta_Jabur#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد الايديولوجي (بين السياسي والديني )
- الجمال الطبقي
- ممارسة اللاوعي
- هل اصبح الدين متوحداً في ضل تقدم العقل الإنساني
- هل اصبح الدين متوحداً في ظل تقدم العقل الإنساني
- السلطة بين العقل والعاطفة
- التمذهب والوطنية
- الفن والطقوس الدينية


المزيد.....




- رئيس -الشاباك- في مرمى انتقادات حكومة نتنياهو بسبب قضيتي-الت ...
- السودان: حميدتي يعلن تشكيل حكومة موازية وواشنطن تندد بهجمات ...
- المتحدث باسم الخارجية القطرية يؤكد لـRT أهمية العلاقات مع رو ...
- وول ستريت جورنال: -ميتا- ترفض تسوية قضية احتكار مقابل 30 ملي ...
- شريحة إلكترونية تقود الجيش الإسرائيلي إلى كلبة في رفح
- مجموعة السبع تدعو لوقف -فوري- لحرب السودان وحميدتي يكيل الات ...
- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم لفته جبر - المواطنة والثقافة