أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحكيم بشار - التغيير الديمغرافي في عفرين هل هو مؤقت أم دائم؟















المزيد.....


التغيير الديمغرافي في عفرين هل هو مؤقت أم دائم؟


عبدالحكيم بشار

الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لتغيير الديمغرافي في عفرين

هل هو مؤقت أم دائم؟



نشر مجلس محافظة حلب الحرة بتاريخ 11-12-2022 إحصائية تحت عنوان" الإحصائية السكانية مع المساحة الجغرافية للمناطق المحررة" ومصدرها في ذلك" وحدة تنسيق الدعم، حيث تظهر الإحصائية أعداد من تبقّى من سكان عفرين، ويبلغ تعدادهم نحو 132 ألف نسمة من أصل حوالي 800 ألف نسمة، ويبلغ عدد الوافدين 415 ألف نسمة، أي أن نسبة الوافدين تعادل أكثر من ثلاثة أضعاف من تبقى من أهل مدينة عفرين، وهي أعلى نسبة للوافدين في جميع المناطق التي تقع تحت سيطرة الائتلاف، ولو نظرياً، ولكن هل هذا التغيير مؤقت نتيجة الانزياح السكاني، بسبب العمليات العسكرية التي شنّها النظام السوري على المدنيين، بما في ذلك استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وبالتالي اضطرار الناس إلى الهرب والبحث عن مناطق أكثر أمناً



هذا التغبير الذي حصل اضطرارياً، هل سيصبح دائماً؟

قبل أن نجيب عن هذا السؤال، علينا القول: إن هذا يتوقف على عوامل عدة منها: سياسات المجلس الوطني الكردي، ومدى نجاحه في تجنيب التغيير الدائم، ومدى ارتباط الأخوة الوافدين بأماكن سكناهم الأصلية، وإصرارهم على العودة والتمسك بديارهم الأولى في نهاية المأساة السورية، وهذا يتوقف على مدى قدرة السوريين على التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق الانتقال الديمقراطي في سوريا والذي يوفّر البيئة الآمنة لعملية العودة الطوعية، وبالتالي يمنع التغيير الديمغرافي، ولكن ثمة أسئلة تطرح في هذا السياق،منها:

ما أسباب هذا التغيير الديمغرافي والذي سنسميه بالمؤقت، ومن المستفيد منه؟ ومن الخاسر؟ وماهي هي الحلول؟

برأيي:

ثمة سببان رئيسيان، لهذا التغيير، أولهما: كما ذكرنا اضطرار الكثير من السكان إلى الهرب من جحيم الحرب، والبحث عن مناطق أكثر أمناً، وثانيهما: حزب العمال الكردستاني، إذ إنه بعد هزيمته من عفرين عام 2018 أخرج معه معظم سكان عفرين، وأسكنهم في مخيّمات تشبه مخيمات الاعتقال، إن لم تكن أسوأ

أما الخاسرون بالدرجة الأساس هم طرفان:

أولهما الكرد، بسبب التغيير الديمغرافي الذي يطال مناطقهم، وما يشكل ذلك من خطورة على قضيتهم القومية، ناهيكم عن معاناة سكان عفرين، بسبب اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد، وهكذا بالنسبة إلى أشكال المعاناة الأخرى، حيث لا يسع المجال للدخول في تفاصيل كل القضايا

والخاسر الآخر هم الأخوة عرب السنة ( مع عدم رغبتي من استعمال تعابير طائفية، ولكن لا بد من تسمية الأشياء بأسمائها) لشرح الحقائق التي تعبر عن نفسها كما الشمس، إذ اضطروا إلى مغادرة منازلهم ومساكنهم، تاركين وراءهم أملاكهم وممتلكاتهم وجهودهم منذ عشرات السنين، بل منذ مئات السنين. وحصيلة تعب وشقاء آبائهم وأجدادهم

تاركين وراءهم ذكريات طفولتهم وشبابهم.

تاركين وراءهم قبور آبائهم وأجدادهم

تاركين جذورهم التي رووها بعرق جبينهم، وحافظوا عليها بدمائهم، ولأجيال متعاقبة ليجدوا أنفسهم وقد انقطعوا عن كل ماضيهم وتاريخهم، وتراثهم لقد تم اقتلاعهم من جذورهم بشكل نهائي، ليحلّ محلهم وافدون من إيران وأفغانستان، وباكستان، نتيجة مخطط الحقد الإجرامي والطائفي، كي يعبثوا بتاريخ وإرث من تركوا ديارهم، وليمحوا كلّ آثارهم، ويزيلوها من الوجود، وبالتالي ليمحوا آثار ومعالم آلاف السنين

ثمّة سؤال آخر:

من هم الرابحون؟

والإجابة باختصار

هم خصمان في الظاهر، وحليفان حقيقيان في الواقع

لا بل أحدهما مجرّد أداة لدى الآخر

وأقصد بهما حزب العمال الكردستاني. الأداة الطيّعة لدى إيران والنظام السوري

حيث يخلو عمله من أية أجندة قومية كردية أو وطنية سورية

وكل همّه هو الاستثمار السياسي، لمعاناة النازحين من سكان عفرين، وأدلجتهم على أفكار حزب العمال الكردستاني الخاوية، وتجنيد الشباب والقاصرات والقاصرين لصالح قنديل

أما المستفيد الآخر فهو النظام السوري، وسيده إيران. إذ لم يخف النظام ولأكثر من مرة أنه يكفيه أن يحكم سوريا المفيدة،

وهو يدرك ماذا يقول، ونحن نعي ماذا يقول؟

حيث يهدف من نظريته هذه، إلى إحداث تغيير ديمغرافي حقيقي في مناطق العرب السنة. في محافظات: دمشق وريفها وحمص وحماة واللاذقية، وزرعها بعنصر غريب، هم من شيعة ايران وأفغانستان وباكستان، بعد أدلجتهم، بحقد طائفي مقيت.

ما هو الحل،إذا؟



مازال الوقت متاحاً للحل إن أُحسن التدبير، من قبل الجهات المعنية، وهناك لا بد من اقتراح بعض الحلول، لمنع التغيير الديمغرافي، سواء في عفرين، أو فيما يتعلق بالمسكن الأصلي للأخوة الوافدين

وهو ما يمكن تخليصه، بما يلي:



1-على المجلس الوطني الكردي جعل عودة أهالي عفرين ورأس العين من أول أولياته، ووضع البرامج والآليات، والبحث عن الأدوات التي تحقق أو تساهم في تحقيق ذلك، بشكل فعال

وألا يكتفي بمجرد إصدار بيانات، وتصريحات لا تغني من جوع ولا تسمن

2-الائتلاف الوطني الذي بات مشغولاً بنفسه أكثر من انشغاله بقضايا السوريين الجوهرية،

يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عما يحصل، ولكي يقوم بواجبه، فإن عليه أن يوفر البيئة الآمنة لعودة مهجّري عفرين، ويوقف كل التجاوزات التي تحصل فيها، ويعيد للسكان الأصليين ممتلكاتهم، باعتبارها تقع في المنطقة التي يديرها الائتلاف.

وكذلك فإن على الائتلاف القيام بكل ما يستلزم من ندوات وورشات عمل، وإصدار منشورات توعوية لتشجيع السكان الوافدين للعودة إلى مناطقهم الأصلية، منعاً للتغيير الديمغرافي فيها، أو على الأقل، السعي للتأكيد على عدم قبول الاستقرار النهائي في مناطق الآخرين، والعودة إلى مناطقهم، إذا توافرت أدنى شروط العودة، وتحمل العديد من صعاب العودة ومشاكلها، لأنها في المحصلة أهون من اقتلاع هؤلاء الوافدين من جذورهم.

3-الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تمارس الضغط اللازم على قسد، للسماح بعودة من يودّ العودة من نازحي عفرين إلى ديارهم، بل التشجيع على ذلك وعدم انتظار الحل السياسي النهائي في سوريا

الذي قد يطول.

نحن أمام ظاهرة خطرة في المجتمع السوري، تستهدف البنية السكانية والتركيبة الديمغرافية، وإن كان لها طابع مؤقت، من حيث الظاهر، ولكنها في حقيقتها عملية ممنهجة ومبرمجة، يشارك فيها أكثر من طرف، بقيادة إيران، وبالتعاون والتنسيق مع النظام السوري، وعلينا جميعاً كقوى ثورة ومعارضة، التصدّي لها من خلال وضع وتنفيذ برامج حقيقية، مع توفير الأدوات اللازمة لمنع هذا التغيير.



#عبدالحكيم_بشار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن وطنية ابراهيم اليوسف أتحدث
- عن وطنية إبراهيم اليوسف أتحدث:


المزيد.....




- كيف ردت الصين على ترامب بعد فرضه الرسوم الجمركية؟
- نبيذ الكوبرا وخصيتي الثعبان.. إليك وجبات غريبة يأكلها الأشخا ...
- واشنطن تضغط على كييف: لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول ...
- بعد صورة الشرع متوجها إلى الرياض.. إغلاق حساب للرئاسة السوري ...
- البحرية الإسرائيلية تعتقل صيادا لبنانيا عند نقطة رأس الناقور ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته شمالي الضفة الغربية
- سموتريش يطالب نتنياهو بتدمير -حماس- و-نصر كامل- في غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ 3 غارات جوية على شمالي الضفة الغ ...
- علماء روس يبتكرون نظاما للتحكم بكثافة البلازما
- Lenovo تعلن عن حاسبها الجديد لمحبي الألعاب الإلكترونية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحكيم بشار - التغيير الديمغرافي في عفرين هل هو مؤقت أم دائم؟