أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - بداية نشأة الأفكار الاشتراكية الطوباوية الخيالية














المزيد.....

بداية نشأة الأفكار الاشتراكية الطوباوية الخيالية


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7491 - 2023 / 1 / 14 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تفكك المشاعية البدائية وبدء مرحلة الرق والعبودية أصبح المجتمع ذا طبيعة طبقية وأصبح المجتمع الإنساني مجتمع طبقي وانقسم الناس فيه إلى أغنياء وفقراء وملاكين زراعيين وعبيد وأرقاء لا يملكون إلا قوتهم وجهدهم الجسدي وازدادت المظالم والقهر والحرمان على الإنسان وأصبحت طروفه وحياته ومعاناته واستعباده محور المفكرين والفلاسفة وأهل العلم والمعرفة يبحثون ويفكرون عن مخرج وطريقة تنقذ الإنسان من معاناته وتلك الحياة المأساوية البائسة وانقاذه من كابوس الحرمان والجوع والفقر والاغتراب والاستعباد فظهرت أفكار في تلك المرحلة من القرن التاسع عشر للميلاد ذات طابع طوباوي اشتراكي وكانت تدور وتعالج وتتمحور حول الإصلاح الاجتماعي وتكاد لا يوجد كتاب واحد يصدر إلى الملأ ونشرت بين الناس إلا وكانت أبحاثه ومحتوياته تدور حول الإصلاح الاجتماعي وانقاذ الإنسان من محنته وكانت أبحاثها وأفكارها خيالية تصب بالعدالة الاجتماعية والروح الإنسانية وقد تزامن مع تلك الفترة ظهور الصناعة وتطورها واندفاع أرباب العمل والتجار والصناعيين واستغلال الأطفال والنساء في العمل في الورشات الصناعية مدة اثنا عشر ساعة بأجور واطئة ومن أجل جني الارباح الفاحشة بكل الوسائل الانسانية وغير الانسانية وكان القهر والجوع والمرض والعمل القاسي من حصة الفقراء والكادحين من قبل ارباب العمل والاقطاع والملاكين الزراعيين في الريف مما دفع ذلك الوضع المزري والاستغلال الفاحش الغير انساني المفكرين والفلاسفة والكتاب على الكتابة والتعبير عن تلك الاوضاع المأساوية التي يعيشها الانسان ويستغل من قبل ارباب العمل الصناعيين والاقطاع والملاك الزراعيين كما ظهرت جمعيات ومنظمات انسانية تحمل افكار ذات طابع انساني واشتراكي يدعون الى العدالة الاجتماعية وانصاف هذه الشريحة الواسعة من البشر انقاذهم من ظلم واضطهاد واستغلال الطبقة البورجوازية الصناعية.
كانت الافكار الاشتراكية في بادئ الامر افكار مثالية قليلة الوضوح الا بمقدار احلام وتمنيات اوضحها اشتراكيون مثاليون تحرك مشاعرهم الروح الانسانية من طراز (سان سيمون وبرودون واوين) بالرغم من ان هؤلاء ليس فيهم واحد يمثل مصالح تلك الشريحة الواسعة من الكادحين التي افرزها التطور الصناعي التاريخي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي حيث كانوا يستوحون افكارهم من مبدأ الأخوة الانسانية والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات وكان يمثل هذه الافكار فلاسفة فرنسيون ولا يتعدى طموحهم وتمنياتهم هذا الحد كتحرير الطبقة الكادحة وتحرير البشرية من كابوس الفقر والجوع دفعة واحدة من الظلم الاجتماعي وجشع الطبقة البورجوازية وانما كانت اشتراكيتهم انسانية خيالية مثالية ليس فيها الا القليل من المرتكزات المادية العلمية وكان قصورها في تفهم وتفهيم الحقيقة وقد تعددت وتنوعت تلك الافكار الاشتراكية مثل الاشتراكية الديمقراطية والاشتراكية النقابية والاشتراكية التعاونية والاشتراكية التبادلية والاشتراكية الاصلاحية والاشتراكية المسيحية ومن هذه الفوضى في مفهوم الاشتراكية انبثقت الاحزاب الاشتراكية في الدول ذات الانظمة الدستورية وخيل لبعض الناس ان الاشتراكية يمكن تطبيقها ضمن نطاق هذه الانظمة دون الرجوع الى المبدأ العلمي المادي التاريخي ودون المساس بنظام بقاء وسائل الانتاج في حيازة رأس المال وحده وعلى الرغم من تكون الفكرة الاشتراكية فقد بقيت مجرد فكرة في الضمير تتجاذبها تيارات سياسية واتجاهات ويتزعمها زعماء احزاب سياسية او زعماء منظمات شعبية من امثال (لاسال وبيبيل ولينخت) بغية الوقوف ضد الدكتاتورية والاستبداد والطغيان .. ومع ان الاشتراكية لهؤلاء كانت اكثر عملية من اشتراكية (سان سيمون وبرودون واوين) ولكنها لم تكن عملية الا بمقدار ما توحي به السياسة والمصالح الخاصة في هذا البلد او ذاك لان العنصر السياسي غالبا على العنصر الاقتصادي والمعيشي.
ان الظروف السيئة لعملية الانتاج الرأسمالي والظروف المأساوية للطبقات الكادحة والعمال من ابناء الشعب حاول الاشتراكيون المثاليون ان يستخرجوا منها حلولا للمشكلات الاجتماعية التي ظلت كامنة في الظروف الاقتصادية غير المتطورة من داخل العقل البشري لان المجتمع في نظرهم يريد حلولا صائبة وليس افكارا ترفيهية واحلافا تخديرية وترقيدية طوباوية .. ولكن العقل الانساني لا يمكن ان يبقى جامدا وثابتا على تلك الاوضاع المأساوية وانما يبقى الفكر يبحث عن حلول ونتائج جذرية لهذه الاوضاع المأساوية .. ان النتيجة التي يعمل بها العقل الانساني يتجاوز بها الاخطاء للأفكار السابقة التي لا تؤدي الى نتائج مقنعة وثابتة وانما هو يتكفل برسم الحلول الصحيحة والصائبة بعيدا عن الرغبات والاخطاء والتجارب الماضية ولهذا كان من الضروري التوصل لاكتشاف نظام اجتماعي جديدا اكثر كمالا وواقعية او فرضه على المجتمع من خارجه او بواسطة الدعاية او بفرض التجارب النموذجية عليه كلما امكن ذلك .. لان النظم الاجتماعية السابقة كانت تحتوي في باطنها وظاهرها مثاليات اشتراكية طوباوية تخديرية وترقيدية بالرغم من ان اصحابها كانوا يبذلون جهدا ويمعنون في شرحها واستكمال تفاصيلها وكانت النتائج الانزلاق اكثر فاكثر في الخيال والاحلام الطوباوية التي كانت تمثل (الوعود تداف في عسل الكلام) وبالرغم من هذه الافكار الاشتراكية الخيالية التي كانت ذات طابع طوباوي الا انها خلقت وعيا عاما اصبحت كلمة الاشتراكية تتعمق في النفوس باعتبارها تشكل الامل والطموح الواسع والكبير في الخلاص النهائي من ظلم واستعباد رأس المال الاستغلالي للإنسان واصبحت تمثل التفكير العميق الذي غرس في النفوس والعقول للطبقة العاملة والكادحين مما دفع اهل الفكر والمعرفة في البحث عن اشتراكية علمية حقيقية مادية تمثل الخلاص من الظلم والى سعادة الانسان ورفاهيته التي تمثل الطريق الواضح والصحيح والامل المنشود الذي تتطلع اليه القلوب والنفوس الحائرة المعذبة التي تنشد وتتشوق الى حياة حره سعيدة تنعم بالأمن والاستقرار والاطمئنان والمستقبل المشرق السعيد لجميع ابناء المعمورة.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس الحكومة بين الإنجازات والاستحقاقات
- الصعاليك في الجاهلية
- مدينة الفارابي الفاضلة
- رد على الأخ الدكتور لبيب سلطان المحترم
- حركة جمعية إخوان الصفاء في مدينة البصرة
- حركة القرامطة في ضواحي مدينة الكوفة في العراق
- ثورة البابكيين + ثورة الزنج في العراق
- الحركات الاجتماعية في العراق والجزيرة العربية (الزنج والقرام ...
- المحاصصة الحزبية ونظام الحكم في العراق
- الاستثمار والعوائق والمعرقلات التي تمنع عمله في العراق
- نتائج الانتخابات أفرزت حكومة صدرية سلبت منها وليس انتزعت أكث ...
- عملية خاطئة يجب التصدي لها ومحاسبة الوزير عنها
- الأزمات المتكررة وعدم تجاوزها طبيعة من طبائع النظام الذي لا ...
- الفساد الإداري في العراق أسبابه ونشأته ومعالجته
- الواقع يكشف الحقيقة وليس التهديد والترهيب
- أهمية القاعدة التنظيمية السياسية في سلوك وعملية الأحزاب السي ...
- هكذا وبكل بساطة يعود العراق إلى مربع الصفر
- العراق المستباح وشعبه المذبوح يرزح تحت كابوسين الفساد الإدار ...
- التهديد والترهيب أصبحت عادة وأسلوب للسياسيين في إكمام الأفوا ...
- ميناء الفاو معادلة وتعويض عن نفط العراق


المزيد.....




- -خطير للغاية-.. حقائق عن إعصار بيريل
- شاهد: دمار في كييف نتيجة قصف روسي
- يورو 2024: إسبانيا تكتسح جورجيا وتلتقي ألمانيا في ربع النهائ ...
- انتخابات فرنسا.. أقصى اليمين يتصدر
- 18 وزيرا من الحاليين لن يكونوا فيها.. برلماني مصري يكشف موعد ...
- إصابة 18 جنديا إسرائيليا بانفجار مسيرة فوق هضبة الجولان
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه مقر الفرقة 91 في ثكنة بران ...
- روسيا تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي
- كأس أمم أوروبا: إسبانيا تقسو على جورجيا وتتأهل لمواجهة نارية ...
- لبيد يؤكد: نعمل مع قادة المعارضة لإسقاط حكومة نتنياهو


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - بداية نشأة الأفكار الاشتراكية الطوباوية الخيالية