أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - اضاءة على رواية: إلى أن يُزهر الصّبّار














المزيد.....

اضاءة على رواية: إلى أن يُزهر الصّبّار


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 08:13
المحور: الادب والفن
    


"عندما ينتصر الحبّ.. يُزهر الصّبّار"

الأديبة النّصراويّة ريتا عودة تفاجئنا دائما بكلّ ما هو مختلف... فاجأتنا في الشعر، وها هي تفاجئنا في روايتها الأولى: "إلى أن يُزهر الصّبّار".

بلغة سلسة شاعريّة وبلا مقدّمات تقدّم ريتا نفسها كروائيّة متمكنة تتقن صياغة الكلمات... تتقنها للدرجة التي تجعل القارئ يشعر أنّه أمام قصيدة شعريّة وليس نصًّا نثريا.

يتداخل الشّعري مع النثري بحيث تذوب الفوارق بينهما خصوصا وأنّ الروائيّة -وبذكاء شديد-اعتمدت الجمل القصيرة والومضات الشّعريّة الكثيفة التّعبير.

قدّمت ريتا روايتها على ألسنة أبطالها الثلاثة: آدم، حوّاء وحياة وجعلت كلّ منهم يروي ذات الحكاية من وجهة نظره، لكنّها وهي الكاتبة الأنثى، لم تكن محايدة خلال عمليّة السّرد. استطاعت أن تسرد على ألسنة رواتها الثلاثة كلّ ما تريده من أفكار ورؤى ووجهات نظر، خصوصا فيما يتعلّق بالحياة والحبّ والموقف تجاه ما يحدث في المجتمع.

أشارت ريتا أيضا إلى المسكوت عنه في مجتمعها، خاصة قضيّة زواج المسيحيّة من مسلم وما يكتنف هذه القضيّة من متاعب وتحديّات ولعلّها هنا كانت تقدّم تجربة شخصيّة إلى حدّ ما.

نحن أمام رواية مركّبة رغم بساطتها الظاهرة. يتداخل فيها الحبّ مع الحقد والحياة مع الموت والطمع مع الزهد، لكنّها رواية تفيض بالعشق. بل لعلّها حكاية العشق الأزليّة منذ خلق الله آدم وحوّاء إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها. هي رواية تنبض بالرّومانسيّة لتعيدنا إلى أجواء كبار الكُتَّاب والشّعراء.

وأنت تقرأ ريتا عودة تجد نفسكَ مرغما، تستعيد في الذّاكرة" الأرض الخراب" لإليوت و"أوراق العشب" ل والت ويتمان و " الجبل السّريّ" لتوماس مان، بل تجد في بعض أجزاء الرواية عوالم غرائبيّة تُشبه إلى حدّ بعيد عوالم فرانز كافكا !!!

تُركِّز الكاتبة على معنى الوجود مقترنا بالحبّ. تتحدّث باستفاضة على لسان أبطالها عن الحُبّ بصفته المُعادل الموضوعي للحياة. لكنّها لا تنسى في خضمّ ذلك أن تؤكّد على فكرتها الأساسيّة التي تنضح بها سطور الرواية وهي انّ حبّ الأرض والوطن ينتصر على أيّ حُبّ آخَر.

ثمّة مسألة أخرى مهمّة تجدر الإشارة إليها: ممّا لا شكّ فيه أنّ الكاتبة لديها إلمام واضح بعلم النّفس فقد استطاعت ببراعة شديدة أن تتغلغل في أعماق أبطالها لتُخرج لنا كلّ ما يختلج فيها من صراعات وتحدّيات ومشاعر.

تشعر وأنتَ تقرأ الرّواية أنّ الشّخوص كائنات حقيقيّة، كائنات من لحم ودم. تكاد تشعر بأنفاس حوّاء واختلاجات حياة وعذابات آدم. قدّمت ريتا أبطالها على طريقة كبار الكتّاب. لم تترك ثغرة في تكوين شخصياتها إلاّ أغلقتها لتأتي الشّخصيات مكتملة وناضجة وحقيقيّة إلى حدّ بعيد.

باختصار، نحن أمام رواية مدهشة، يتّضح فيها إسقاط الأسطوري على الواقعي، والديني على الخرافي، فقد وظّفت الكاتبة باحترافيّة عالية قصة الخَلق لتقدّم رؤية مذهلة اختلط فيها العاطفي بالوطني والخاص بالعام.

جاءت الرواية متفرّدة في لغتها الشعرية والشّاعريّة لتؤكّد للقارئ أنّه أمام كاتبة متمكنة من أدواتها ومن قدرتها على السّرد المبني على خلفيّة ثقافيّة متميّزة جدًّا.

بالتأكيد، نحن أمام رواية مختلفة، يتداخل فيها التّجريبي مع الكلاسيكي والشّعري مع النّثري فيبدو النّصّ كأنّه قصيدة طويلة.

إنّها رواية تنم عن ملكة أدبيّة راقية، وعن كاتبة تشقّ طريقها بثقة لتكون في صدارة الكاتبات العربيّات.

=========================

رواية: إلى أن يزهر الصّبّار// الأديبة ريتا عودة، حيفا
اضاءة على الرواية// بقلم الروائي بسام ابو شاويش ، غزّة

11.1.2022



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِن جوفِ الحُوتِ أكتبُ// ومضات
- شَغَبُ الأسئلة// قصَّة قصيرة
- لم أحْلُم بِنُجُومٍ تَسْجُد لِي//ومضات
- (( أُحبُّكَ الى ما بعد بعد الحُلُم ))
- أنا لا أكتب لكي أقاتل نيرون/ومضات
- قلبُكَ حِصَانُ طرْوَادَة/ومضات
- العاشرة عشقًا// ومضات
- من أدب الرسائل
- قطرة مطر // قصّة قصيرة
- أنا أنتَ...ونبوءة
- كأنّها سنة زوجيّة/ ومضات
- ((مذود قلبي))
- أعيشُ فيكَ
- -محكومون بالأمل-/نصّ قصصيّ
- لا أحد إلاَّكَ //ومضات
- نبضُ العشقِ// ومضات
- رواية -بورتريه قديم- بسام أبو شاويش//قراءة انطباعيّة
- أنت البسطُ وأنا لكَ المقام/ ومضات عشقيّة
- أحبُّكَ والبقيّة تأتي...
- سنونوّة حرّة// لمحة نقديٌة


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - اضاءة على رواية: إلى أن يُزهر الصّبّار