|
تعليقا على المحاولة الانقلابية للنازيين الجدد في المانيا / الهجوم على الديمقراطية بين الأمس واليوم*
رشيد غويلب
الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 00:21
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بقلم: بتينا يوركنز**
ترجمة: رشيد غويلب
“إن الذين تابعوا التغطيات الإعلامية يوم أمس كمراقبين صامتين، شعروا بالغربة قليلاً واستمتعوا بالتفاعل بين السلطات ووسائل الإعلام وما يسمى بجمهور تويتر أيضا، لأن الحدث برمته لا يبدو وكأنه إحباط لانقلاب وشيك كان من الممكن أن يهز جمهورية المانيا الاتحادية من أساسها، ولكنه بدا، مثل حيلة علاقات عامة منسقة جيدًا بين وزارة الداخلية الاتحادية والسلطات الأمنية. ... لتمنح الحكاية بأكملها المواطنين، الذين تشتت تركيزهم بهذا الشكل او ذاك بسبب مخاوف التضخم، وارتفاع أسعار الغاز، مزيدا من الانتباه. لقد كان الإجراء برمته، بالنسبة للجميع تقريبًا، “أكبر عملية لمكافحة الإرهاب في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية”. 3 آلاف منتسب وضابط شرطة، مداهمات في ألمانيا والنمسا وإيطاليا واعتقال 25 متآمر. يا للهول، لقد تم انقاذ الديمقراطية”.
جيسكو تسو دونا / جريدة “برلينر تسايتنغ في 8 كانون الأول 2022 في السابع من كانون الأول 2022، تم تفتيش أكثر من 130 مسكنا في جميع أنحاء ألمانيا، وتم اعتقال 25 شخصًا. ينتمون لأوساط ما يسمى بـ “مواطني الرايخ” (مجموعة نازية جديدة-المترجم)، بما في ذلك أرستقراطيون من ذوي الأحلام الملكية، ومن يسمون بـ”ذي الأفكار العرضية”، ويمكن أن ينتمي بعضهم إلى حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف (يحتل الموقع الثالث في البرلمان الألماني-المترجم)، وينحدرون من قوات الشرطة والجيش، وكذلك منتسبون سابقون في قيادة القوات الخاصة. ويقال إن هؤلاء الذين تم العثور بحوزتهم على الأسلحة فقط، بل على قوائم “أسماء المعادين” أيضا، قد أعدوا هجوما على “نظام الدولة”. المعلومات عن شبكات اليمين المتطرف في المجتمع والسياسة، بما في ذلك مؤسسات الدولة كالقوات المسلحة والشرطة والمخابرات، معروفة منذ فترة طويلة. نعم - علينا أن نأخذ عملاء ومنظمات اليمين المتطرف والرجعيين وجماعاتهم على محمل الجد. نتفق مع الصحفي أندرياس شبايت، الذي اشتهر بتحقيقاته المناهضة للعنصريين والفاشيين ومواطني الرايخ لسنوات عديدة: “مرة أخرى، يشارك اشخاص في شبكة خططت للإرهاب. إنه أمر مثير حقًا. لا يجيدون استخدام السلاح فقط، بل يعرفون أيضًا كيفية تحضير وكيفية تنفيذ هجوم. “(نشرة اخبار القناة الألمانية الأولى 8 / 12 /2022 وقالت جانين فيسلر، الرئيسة المشاركة لحزب اليسار الألماني لقناة فينكس: “ما يجعل مثل هذه الشبكات خطيرة بشكل خاص هو أن لها صلات في الجيش والشرطة والقضاء”. والشبكة صاحبة “خطط الانقلاب” التي ألقي القبض عليها تخضع للمراقبة منذ أكثر من عام. ليس لأن أفرادها معروفون، منذ زمن طويل فقط، بل قنوات الاتصال والتخطيط “للهجوم” أيضا. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو الصرخة المفاجئة في وسائل الإعلام والتصريحات التي تشير إلى عدم علم أحد بها. وهذا مرتبط بمطالبات، مثل: قال قسطنطين فون نوتس، عضو كتلة الخضر البرلمانية، للمكتب الصحفي البروتستانتي (9.12.22): “البرلمان هو قلب ديمقراطيتنا”. و: “يجب أن تكون حماية مبنى البرلمان، والموظفين وأعضاء البرلمان الشغل الشاغل لجميع الديمقراطيين”. يطالب رئيس مكتب حماية الدستور (المخابرات الألمانية)، توماس هالدينوانغ، بقيام المخابرات بتدقيق سير الأشخاص الذين يتم قبولهم في الأجهزة الأمنية الاتحادية وفي الولايات أيضا. المستشار الألماني شولتس ينفخ في نفس القربة ويسمي ذلك إجراءً مفيدا: “القرارات المستقلة لجهاز المخابرات الاتحادي والولايات، والقائم على أساس قانوني”. (القتاة الأولى 9/12/22) إنهم يريدون جعل الذئب المرتدي لفرو الحمل وليا للأمر، وفي الواقع يذهبون أبعد من ذلك، في جعل التطفل على الآراء ممارسة مرة أخرى، وكسبب ويوظفون شبكات اليمين المتطرف. رئيس الاتحاد الألماني للموظفين المدنيين، أولريش سيلبرباخ، يتبنى هذا التوجه أيضًا ويطالب: “أي شخص لا يقف بكلتا قدميه بثبات على أرضية دستورنا ليس له مكان في الخدمة العامة، وهذا ينطبق على الموظفين وكذلك العاملين في قطاع الدولة”. وليس واضحا في هذه التصريحات من هو المحسوب على “الديمقراطيين”، ومن يحسب على “أعداء الدولة”. وهنا يكمن بيت القصيد. ولا تجري الإشارة إلى أن الهجمات على الديمقراطية في الدول الرأسمالية متأصلة في النظام، وتشن الحكومات باستمرار هجمات جديدة. إن سياسات جميع حكومات المانيا الغربية منذ عام 1945، وحكومات المانيا الموحدة منذ عام 1990 مليئة بهجمات على الديمقراطية. ويمكن توضيح ذلك ببعض الأمثلة: تمت إعادة تسليح الجيش الألماني عام 1954 وتبني العسكرة ضد إرادة السكان، وجرى اعتقال معارضي هذه السياسة - كان ذلك هجومًا على الديمقراطية. حظر نشاط الحزب الشيوعي في المانيا عام 1956 وأجبر الشيوعيون على العودة إلى العمل السري - كان ذلك هجومًا على الديمقراطية. وكانت الموافقة عام 1964 على تأسيس “الحزب القومي الألماني” (النازي) أيضًا هجومًا على الديمقراطية. “قوانين الطوارئ” لعام 1968، والتي لا تزال سارية المفعول حتى اليوم والتي “تم تنقيحها”، هي هجوم على الديمقراطية. الحرمان من ممارسة المهنة في بداية السبعينات - كان وما زال هجومًا على الديمقراطية. حتى لو قام المستشار الالماني الأسبق آنذاك فيلي برانت، في الوقت نفسه، بالعمل من أجل ما يسمى بـ “المعاهدات الشرقية”(الانفتاح على البلدان الاشتراكية – المترجم) في نفس الوقت، والتي دعمناها سياسياً، يجب ألا نضع دوره في إصدار” المرسوم المتطرف “ تحت البساط، والذي كان يستهدف بشكل واضح الشيوعيين والآخرين الذين يقفون على يسار الحزب الاجتماعي الديمقراطي. في أوائل التسعينات، أضرمت النيران في مساكن اللاجئين والعاملين الفيتناميين المتعاقدين في ضاحية ليشتنهاغن في ميناء روستوك في شرق المانيا، ومساكن لعائلات تركية في مدن مولن وسولينغن ومناطق أخرى في غرب المانيا، وتعرض الناس للاضطهاد والقتل لأسباب عنصرية. ومع ذلك، فقد ألغت الحكومة الألمانية المشكلة من جناحي الاتحاد المسيحي والحزب الليبرالي الحر، وبدعم من الحزب الديمقراطي الاجتماعي المعارض حينها حق اللجوء في ألمانيا في عام 1993 (المقصود تحجيم فرص الحصول على حق اللجوء السياسي- المترجم). لقد كان هجوما على الديمقراطية. على الرغم من التصريحات التي تكاد تكون روحانية حول الرغبة في المساهمة النشطة في مناهضة العنصرية والسياسة اليمينية، بقي سارازين (قيادي معادي للأجانب – المترجم) في الحزب الديمقراطي الاجتماعي لفترة طويلة. هل أن دعوة وزير الداخلية الألماني الأسبق سيهوفر إلى “الحد من توافد اللاجئين” كانت ديمقراطية؟ إن نظرة عميقة تجعلك تفهم أن الرئيس السابق لجهاز المخابرات الالماني، هانز جورج ما سن، ينشط الآن في “اتحاد القيم”، الجناح الأكثر رجعية في الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، وله علاقة وثيقة مع حزب “البديل من اجل المانيا” اليميني المتطرف، الذي استغنى عن مرشحه الخاص في الدائرة الانتخابية، في الانتخابات البرلمانية العامة، ودعا أنصاره للتصويت لمرشح الحزب الديمقراطي المسيحي هانزجورج ماسن. إن جرائم القتل التي نفذتها منظمة “الحركة القومية الاشتراكية” النازية الإرهابية، وضلوع من يسمون بـ “حماة الدستوريين” (جهاز المخابرات) لم تتم، حتى اليوم معالجتها بشكل نهائي، وما هو علني منها، يجب أن يظل طي الكتمان وفق إرادة الحكومة. لم يكن الجناة ثلاثة فقط، لقد كانت شبكة تلقت المساعدة في مؤسسات حكومية. لا تزال هناك مساكن لاجئين تشتعل فيها النار حتى اليوم. كيف تعمل الديمقراطية هناك؟ في الوقت نفسه، جرى ويجري تجريم الاحتجاجات اليسارية، بعض الأمثلة خلال العشرين عامًا الأخيرة: قوبلت الاحتجاجات الأوربية لحركة “لنحتل” عام 2012 ضد البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت / ماين بعنف الشرطة، وتعتبر الاحتجاجات التي قام بها عشرات الآلاف من المتظاهرين في مدينة هامبورغ في عام 2017 ضد اجتماع مجموعة العشرين مثالاً على القمع والعنف الذي تمارسه الدولة، كان رئيس حكومة هامبورغ في ذلك الوقت، المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس. ويجري حاليا تجريم نشاطات “تحالف الجيل الأخير” الألماني النمساوي للدفاع عن البيئة، الذي يستخدم العصيان المدني، لإجبار الحكومتين الألمانية والنمساوية على اتخاذ إجراءات جدية لمواجهة ازمة المناخ. وتم إجراء عمليات تفتيش لمنازل النشطاء، وهناك محاولة لتصنيف التحالف “كمنظمة إرهابية”. في ولاية بافاريا، تم تعديل قانون مهام الشرطة بحيث يمكن فرض الاحتجاز الوقائي من قبل الشرطة لمدة تصل إلى 30 يومًا دون محاكمة، ويتم استخدامه حاليًا ضد نشطاء الدفاع عن المناخ. كل هذا هجمات على الديمقراطية! ولكن الآن، وارتباطا بخطط الانقلاب، هناك صراخ في وسائل الإعلام يرى أن هناك “هجوم على الديمقراطية”. على الأقل، منذ جرائم القتل التي نفذتها “الحركة القومية الاشتراكية”، أصبح تورط المخابرات في هياكل اليمين المتطرف واضحًا. ومن المهم أن نطالب الآن بتوضيح كامل! أن وجود مجموعات يمينية متطرفة في الجيش والشرطة تؤكد ضرورة هذه المطالبة. ومن غير المفهوم تماما أن يعتبر الآن نشطاء يساريون، في ضوء “خطة الانقلاب” عمل جهاز المخابرات ضروريا، إن عمل المخابرات الداخلية ليست حلا، ضد “الهجمات على الديمقراطية”، بل إنها المشكلة! وبل التالي يجب حلها. إن جميع الأمثلة التي ذكرت تبين: الحكام لا يرون في العين اليمنى! ومعهم أجهزتهم البوليسية التي تعمل لمصلحة النظام. وهذا لا ينطبق على المانيا فقط، بل في كل بلد أوروبي. إن حقيقة اعتقال ضابط سابق في الجيش الألماني أثناء حملة التفتيش على جماعة “مواطنو الرايخ” الألمانية النازية في مدينة بيروجيا بإيطاليا، في 7 كانون الأول، تبين أن الشبكات اليمينية المتطرفة نشطة في جميع أنحاء أوروبا والعالم أيضًا. عندما يقال لنا إن الحكومة تفعل ما يكفي ضد العنصرية واليمين المتطرف، علينا النظر بدقة في كل مؤسسة. ولنكن واضحين علينا المشاركة مع القوى الأخرى ضد التطورات الجارية في معسكر اليمين المتطرف والنازية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ *- نشر في موقع «شيوعيون» في 15 كانون الأول 2022 *- الرئيسة السابقة للحزب الشيوعي الألماني، عضو قيادة جمعية اليسار الماركسي
#رشيد_غويلب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فشل محاولات الغرب لاسقاط الحكومة الشرعية / نهاية مهزلة الحكو
...
-
اصرارا على سياسة التجاوز على حقوق الأكثرية / الرئيس الفرنسي
...
-
بعد فشل عنف الفاشيين الجدد / البرازيل .. لولا دي سلفيا يتولى
...
-
قوى اليسار العالمي في عام الحرب وصعود اليمين المتطرف/ انتصار
...
-
ضرورة الحفاظ على مسافة واضحة من الليبرالية الجديدة*
-
ستعدادا لعام الانتخابات المحلية والبرلمانية المقبل اردوغان ي
...
-
الامبريالية والمقاومة.. رؤية عالمية
-
في انسجام مع سياسات البيت الابيض /الحكومة اليابانية تهيء لمض
...
-
في مواجهة جرائم الفصل العنصري الإسرائيلية / التضامن مع الشعب
...
-
بمشاركة وفد من الاتحاد العام لنقابات عمال العراق / المؤتمر ا
...
-
المنتدى الاجتماعي الأوربي يعود الى مدينة التأسيس
-
زخم جديد للتكامل الإقليمي في أمريكا اللاتينية
-
الرأسمالية تعيد انتاج ممارسات فاشية*
-
كيف تتعامل أوربا وألمانيا مع الصين الطموحة؟
-
يسار امريكا اللاتينية سيلهم العالم / تأثير فوز لولا في البرا
...
-
عصر ذهبي تقليدي جديد - اليمين المتطرف والرأسمالية المتخلفة
-
لم يسبق للكونغرس الأمريكي ان ضم هذا العدد من النواب التقدميي
...
-
تحالف عريض ومتنوع الأشكال / في ايطاليا مئات الآلاف: هدنة فور
...
-
ماذا يعني أن تكون يساريا اليوم؟*
-
اعتبره المتابعون مهمة بعيدة صعبة المنال / لا بديل للحوار بين
...
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|