البيت على قد أحلامنا ..والعيشة على قد الحال ..! (2 من 2 )

أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كنا نعيش لسنوات طويلة أحلام العودة الى مدينتنا والسكن في بيتنا الذي أحببناه بشدة ..وكانت أشد فرحتنا حينما سقط النظام في 9 نيسان عام 2003 وصار الحلم الذي عاش معنا كل تلك السنين قريب المنال وكأنه واقع وصرنا منذ الايام الاولى ننتظر عودته لنا من قبل مغتصبيه او الذين اشتروه من غير علمنا ومعرفتنا بما آلت اليه أموره..ثم بدأت أحلامنا تتبخر أمام التغيير المأساوي الذي أعقب سقوط النظام , لكن أخي جمال كافح وبعناد ومنذ أواخر السنة الاولى للسقوط وصار يبحث في الدوائر ويسأل عن طريقة الحصول عليه ..ثم تجمعت لدينا المعلومات عنه وهي أن السلطة الغاشمة قد استولت عليه وسلمته الى أحد أعوانها الذي قام بقطع جميع الاشجار في الحديقتين وترتيب الارض وبناء غرف عليها ثم قام ببيع الدار الى شخص آخر بنى عليها طابق ثاني وباعه لشخص ثالث ..والذي عرفنا بشكل غير مباشر بأنه الآن علم ان هذا البيت يعود لناس في المعارضة وهو اشتراه ولم يكن يعرف ملكيته الحقيقية إلاّ الآن ..! المهم حينما كان أخي يراجع قالوا له أن بيتكم قد تم البناء داخله وفوقه وعليه يجب عليكم دفع مبلغ 35 مليون دينار لتعويض للشخص الثالث حتى يخرج وتقوم الدولة بتعويضه عن بقية البيت ثم تقومون بمعاملات اعادته اليكم..!! مسخرة ..اليس كذلك يعني حتى نستلم بيتنا يجب علينا دفع مبلغ البناء الاضافي !..أما مبالغ ايجارات سكن الوالدة طيلة هذه السنوات في بغداد ..لا أحد يحسبها ولا يوجد حساب للمدة التي عاش فيها هذا الشخص وغيره وغيروا معالم بيتنا حسب هواهم ومصالحهم ..وحينما استشارنا أخينا جمال قلنا له ..تصرف أنت فقال راح اتنازل وأطالب بالتعويضات عن البيت.. فوافقنا بألم ..وكتابنا وكتابكم وجرت لسنوات الى أذار عام 2022 حينما تم اقرار التعويض بمبلغ 75 مليون دينار بالوقت الذي انهار فيه الدينار العراقي ونحن اربعة إخوة وإثنين من الاخوات زائداً إبن أختي الشهيدة ..وهذا المبلغ صرفنا عليه ربما مبالغ تعادل قيمته من المراجعات والسفر للعراق ومعاملات تحريك الدعوة مع هيئة دعاوي الملكية ..الذين كنت ازورهم باستمرار ولما أسألهم يقولون.. لا توجد تخصيصات للصرف الآن ..الخ ثم أعود بعد سنة وبعد سنتين وهكذا .. وأخيراً رحت أستلم المبلغ المخصص لي وحينما شاهدت الموظفة وكانت محجبة ومدججة بالذهب قلت مع نفسي ..والله هذه حرامية ..فكانت تعد معي مبلغ 800 الف دينار كل مئة الف وبسرعة جنونية ثم لاحظت في آخر مئة الف أن المبلغ هو 75 ألف ..حيث أنها خبأت ورقة حمراء فئة 25 الف داخل الدرج وحسبت المبلغ ثلاث مرات وكنت أقول لها ناقص ورقة وحينما تأكدت من أنني اراقبها بدقة سحبت الورقة وبخفة من الدرج ولصقتها بالمبلغ وسلمتني إياه قائلةً ..أخي أذا تشك بينا ..قم أنت بعملية الحساب ..فقلت لها ..ماكو داعي بعد أن رأيت بعيني أنها اعادت الورقة للمبلغ لكنها أصرت ان احسبه فحسبته أمامها وانصرفت ..! علماً أنني قبل عدة سنوات من هذا التاريخ إستلمت بعض المستحقات وهي مئة ورقة حمراء أي مبلغ مليونين ونصف وكان المبلغ مرزوم بشدة بأسلاك نايلون..فقالت لي الموظفة وكانت غيرها ..عيني إحسب المبلغ قبل ان تخرج فكان معي أخي الذي قال وبضحك..لا ..هذا ما يقدرون على فتحه وسرقته ..فقلنا لها ..خلاص رايحين ..وبعد يومين سافرت الى اربيل وقمت بعد الاوراق ثلاث مرات فكانت 99 ورقة فئة 25 الف وليست مئة ورقة ..!! العجيبة وفي زمن العجايب أنه كان في البنك ثلاثة شرطة ومفوض يحمل نجمة صغيرة..كان أحد هؤلاء يأمر وينهي ويصرخ بوجه المفوض ..ها خليهم يجلسون ..لا يقفون بالممرات ..رتب المراجعين ..ألخ وهذا المفوض بخوف يقول له ..صار أنا ارتبهم كما تحب وراح تشوف ! وكأن الشرطي هو المفوض والمفوض ما هو إلاّ شرطي بسيط..كان متخاذلاً يخشى الشرطي ..بعد لحظات اقترب المفوض مني وهمس بأذني قائلاً ..ديروا بالكم علينة ..آني هواية داريتكم اليوم ..! يعني يريد رشوة الف لو أقل وشاهدت ان بعض الذين قبضوا نقوداً وبخلسة وضعوا بيده الف دينار او خمسمئة ..! زمن عجيب شرطي يقود مفوض والمفوض ياخذ رشوة لا يرتضيها الشرطي لنفسه !..واود الاشارة هنا الى ان المتر المربع لبيتنا الآن على أقل تقدير يكون سعره مليون دينار ..للارض فقط وهو مساحته 135 متر مربع فكيف تم تعويضنا نحن السبعة ب 75 مليون دينار وبعد ان انهار الدينار العراقي ..وهل هذا السعر معقول للبيت كله زائداً الارض التي بني عليها . وأين صار مصير الاثاث وكل محتويات البيت قبل مصادرته يا ترى .!.أم أنه سعر الزمن الاغبر ..في وطن تسوده الفوضى وانعدام العدالة والقانون ..

#أمير_أمين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات