فتنة الشعراوي

بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7486 - 2023 / 1 / 9 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دار في مصر أزمة حوار كان مداره داعية اسلامي أخذ جزء من الانتشار ، ولعل بداية الازمة والفتنة تسرب خبر من وزارة الثقافة المصرية ان المسرح القومي اعداد أمسية عن الشيخ الشعراوي أشبه بالليلة المحمدية التي قدمها المسرح القومي منذ عشرين عام مضت وكانت بدايتها بتلاوة ملحمة البردة التي كتبها الإمام البوصيري في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم وصاغ أمير الشعراء احمد شوقي علي نهجها في قصيدته الشهيرة نهج البردة .
ولكن الخبر الذي تم تسريبه الي مجلس النواب المصري وذلك في نهاية شهر ديسمبر ٢٠٢٢وبدايات شهر يناير ٢٠٢٣ وقدمت السيدة فريدة الشوباشي عضو مجلس النواب استجواب حول ذلك ونفت وزيرة الثقافة ذلك الخبر وقامت الدنيا علي حين غرة للمجد في الشيخ الشعراوي وتدين الحملة التي يقودها العلمانيين ضد رموز الإسلام، وهنا نستجلي بعض النقاط:
١ كيف تسرب الخبر وماهو سر تلك الهالة التي ثارت حوله في توقيت ما أثير حول عدة قضايا خلافية تمس مرتكزات قومية مثل الصندوق الخاص بأدارة أصول قناة السويس في إطار إشراك القطاع الخاص في إدارة مؤسسات الدولة ،وكذلك ردود الأفعال الغاضبة التي حدثت عقب اعتداء ضابط قوات مسلحة علي ممرضة واطباء بمستشفي حكومي مما أعطي انطباع سيء حول الشعور بالتعالي من بعض منسوبي الجيش في ظرف احتقان بسبب الازمة الاقتصادية، وكذلك فشل الإعلام الرسمي في تقديم تغطية الحدث بل منع النشر حول تلك القضية وكذلك محاولة تشويه القطاع الطبي بزيارة محافظ أسيوط لاحدي مستشفيات محافظته ومجازاة الأطباء والممرضات وذلك في اليوم التالي لحادث الاعتداء من الضابط لي الممرضات .
وذلك التساؤل حول من اقترح وبالتالي طبيعة صانع الثقافة في مصر ومدي ادراكهم لخطورة ما يصنعون خاصة في التعدد الديني ورحابة التاريخ الديني المصري ومن هنا لابد من إعادة صياغة وعي موظفي الثقافة المصرية
٢ لماذا الجدل المثار حول الشيخ الشعراوي ولماذا هو تحديدا علما بأن مصر مر عليها مشايخ عظام كان منهم الشيخ شلتوت والمراغي وكلاهما استاذ للشعراوي وكم جهة تسعي لخلق صورة ذهنية حول الشيخ الشعراوي كنموذج ، وهنا تثور الشكوك الخاصة بالمستقبل، هل هو نزوع حكومي مصري لخلق نموذج بديل للقرضاوي ،ام إجهاض لمحاولة الإسلام السياسي لكونه البديل المعقول للقرضاوي كنوع من الرمز خاصة وانه توفر فيه شرط رئيسي هو كرهه لعبدالناصر ذلك الرجل الذي أخرجه الإسلام السياسي مدعوما بحلم السادات الطوباوي عن الملة علاوة علي انتصاره لفكرة الاممية علي حساب مفهوم الوطن، يزيد من ذلك الرهان مساحة الانتشار بفعل إذاعة أحاديث عبر التلفاز علاوة اللغة المبسطة التي طرح بها أفكاره وهي لغة الحياة اليومية خاصة في ظل الخلط الطبيعي لدي المتلقي مابين الداعية والفقيه وأن المجدد للدين ليس شرطا ان يكون فردا بل جماعة وأن يكون فقيها وشرط إنتاج الفقيه يشترط عوامل كثيرة متعلقة ببناء المجتمع دينيا في مناخ حضاري معين وله شروطه الخاصة.
في ظل واقع حرصت الحكومات العربية علي نجهيله والهائه في لقمة العيش كان لزاما ان تدار الحياة الثقافية في عالمنا الثالث بطريقة الهروب للأمام وتجاهل الادران لتصبح امراضا مزمنة في وعينا للعالم ويصبح التاريخ أقرب بحكم الاصرار علي تقبيح الواقع تقبيحا منظما
وهكذا تدار الأمور فعلي الأرض السلام.

#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات