|
كلمة الأمين العام للمنبر الديمقراطي التقدمي الدكتور حسن مدن في الحفل التأبيني للقائد الوطني الكبير أحمد الذوادي
حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 09:55
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
أيتها الأخوات .. أيها الأخوة أيتها الرفيقات والرفاق
في البداية أتوجه بمشاعر الشكر والتقدير إلى جميع الأخوة والأخوات الحضور ، الذين أتوا هذا المساء ليحيوا ذكرى القائد الوطني الراحل احمد الذوادي ، هذا الرجل الذي شكل علامة كبرى في تاريخنا الوطني الحديث من خلال موقعه في قيادة جبهة التحرير الوطني ومن ثم المنبر الديمقراطي التقدمي ، ومن خلال دوره الوطني العام كونه من أبرز الشخصيات الوطنية في البحرين المعاصرة ، هو الذي قاد واحدا من أهم وأعرق تياراتها ،الذي ينتشر أعضاؤه ومناصروه اليوم في مختلف قرى ومدن البحرين ويؤثر في الحياة السياسية والفكرية في المجتمع البحريني ، مستندا على ما سطره من صفحات مجيدة في تاريخ الحركة الوطنية البحرينية ، وكان أحمد الذوادي قائد هذا التيار هو المثال في التضحية وفي العزيمة التي لا تلين وفي التمسك بخط النضال الوطني الديمقراطي الذي لم يحد عنه أبدا وفي مختلف مراحل النضال ومنعطفاته على مدار خمسة عقود ونيف . لقد كان هذا الرجل الفذ نموذجا للقائد السياسي بعيد النظر الذي يجمع بين الروح الكفاحية المبدئية التي لا تعرف المهادنة وبين الواقعية السياسية في مزيج خلاق بين صلابة الجوهر ومرونة الشكل، مظهرا النفس الطويل في العمل السياسي الذي لا يضعف أمام الصعاب ، ولا يستعجل حرق المراحل ، ولا يستعيض عن التحليل العميق للظروف والأوضاع بالشعارات المجردة ، والى هذا النهج بالذات الذي جسده الذوادي خير تجسيد في حياته وفي عمله يعود الفضل الأكبر في المكانة التي يحتلها تياره في تاريخ البحرين وراهنها وفي مستقبلها بالتأكيد . هذه الروح ظلت ملازمة لأحمد الذوادي على الدوام ، فكان الأقدر دوما على تحسس المتغيرات والمستجدات ، والأقدر على التعاطي معها بما عهدناه فيه من بعد بصيرة وتأن وتواضع جم، بشهادة خصومه قبل رفاقه ، بما يعنيه ذلك من قدرة على التحرر من الأحكام الجاهزة ، والاستعداد الدءوب لقراءة المتغيرات والتعاطي معها بشكل خلاق . لذلك ليس غريبا ، أيها الأخوة والأخوات ، أن يكون هذا الحضور في حفل تأبينه ، تذكيرا بما كانت البحرين كلها ، باتجاهاتها المختلفة لأبنائها وبناتها ، وبأوساطها الشعبية والرسمية عن تقديرها لشخصه ، لحظة رحيله عن الدنيا منذ نحو ثلاثة شهور ، ويوزع في هذا الحفل الكريم كتاب سعينا ، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، أن نوثق ما كتب عن الفقيد الكبير في الصحف والمنتديات من قبل الكتاب والسياسيين والأدباء والمثقفين في البحرين وفي الخليج العربي والوطن العربي كله ، مما يظهر المكانة الكبرى لأحمد الذوادي ، سيف بن علي ، في قلوب وعقول أبناء شعبه وكذلك أشقائنا في البلدان الأخرى ، وهي مكانة تثير في نفوسنا نحن أعضاء وعضوات المنبر التقدمي كل مشاعر الفخر والاعتزاز أن نكون جنودا في التيار الذي قاده أحمد الذوادي، وهي ذاتها المشاعر التي حفزتنا على التخطي السريع لما كان من شأنه أن يلحق الضرر بوحدة منبرنا وبدوره السياسي في المجتمع ، وهو دور يشكل محط رهان الخيرين والشرفاء في هذا البلد ، وبالأخص رفاقنا في جمعية العمل الديمقراطي وغيرها من الجمعيات والشخصيات الوطنية والديمقراطية ، بصفة ذلك ضرورة من ضرورات النهوض بدور التيار الديمقراطي في البلد ، الذي ، وعبر التعاون مع كل قوى الشريفة في البحرين ، يشكل ضمانة من ضمانات التطور الديمقراطي في البحرين ، وحماية المشروع الإصلاحي من المساعي المحمومة لإفراغه من محتواه من قبل القوى المعادية للإصلاح ، والتي يزعجها إن شعبنا بعد عقود القمع الطويلة استنشق أوكسجين الحرية ، لذا تريد إعادتنا القهقرى إلى مرحلة تكميم الأفواه ، وتدفع بالمجتمع نحو التناحر المذهبي والطائفي البغيض . إن الخيار الوحيد الذي لا يوجد سواه للانتقال بالبحرين إلى آفاق جديدة مشرقة هو في تعزيز روح المصالحة بين الدولة والمجتمع ، وإرساء أسس الشراكة بديلا للتضاد والتناحر ، والاتعاظ من دروس الماضي التي كلفت البحرين كثيرا وأعاقت نموها وتطورها ، وهذا يتطلب المضي قدما في طريق فصل السلطات وتقاسم السلطة مع الشعب من خلال تفويض السلطات التشريعية كاملة لمجلس النواب ، والتوجه الجاد نحو التنمية المستدامة المتوازنة التي تأخذ بعين الاعتبار المحتوى الاجتماعي ممثلا في مراعاة مصالح الفئات الكادحة ، والنهوض بأوضاعها المعيشية وتحسين مستوى الخدمات الاجتماعية في مجالات السكن والصحة والتعليم والثقافة وسواها . إننا ، أيها الإخوة والأخوات ، نحيي هذا المساء ذكرى قائد ناضل طوال حياته من أجل تعزيز الوحدة الوطنية للشعب ، وبنى هو ورفاقه تنظيما تقدميا للبحرين كلها ، لكل طوائفها وشرائحها الاجتماعية ، بصرف النظر عن الجنس والعرق والأصل والمذهب ، معتبرا البحرين لأبنائها جميعا ، ومسلحا بالأفق الإنساني الشامل الذي يتخطى التقسيمات المفتعلة التي يستغلها المستغلون لتكريس هيمنتهم ، وحري بنا أن نؤكد على هذا الدرس الحيوي الذي قدمه لنا أحمد الذوادي والجيل الذي ينتسب إليه ، ذلك الجيل الذي خرج من معطف حركة هيئة الاتحاد الوطني التي قهرت الفتنة الطائفية التي يسعى البعض لإعادتها إلينا اليوم ، والتي تتطلب التصدي لها قبل أن تتفاقم عبر التأكيد على صيغ العمل الوطني المشترك الذي يرفض التقوقع في شرنقة الطائفة والمذهب ، ومن هذا المنطلق فان المنبر التقدمي يعبر عن دعمه الكامل لكتلة الوحدة الوطنية الانتخابية التي أعلن عن تشكيلها بعد ظهر اليوم لخوض الانتخابات القادمة ، وسيقدم أعضاءه وأصدقاءه لمرشحي الكتلة كل الدعم الذي نستطيعه ، لأننا نرى فيها نواة لإطار انتخابي وطني يمكن أن يتسع لكل الذين لا يريدون للبحرين أن تنقسم طائفيا أو مذهبيا كما يريد لها البعض من غلاة المتعصبين والمنتفعين ، خاصة وان المخاوف قد ازدادت حيال هذه المخاطر بعد تداول التقرير الذي صار يعرف باسم " تقرير البندر" ، والذي لا يجوز أن يجري التصرف بعده كأن شيئا لم يكن . ففي المجتمع اليوم حالة من القلق من التوجهات التي كشفت عنها وئائق هذا التقرير ، ولابد من إزالة هذه الحالة عبر طي هذا الملف من خلال تحقيق مستقل ونزيه حول ما ورد فيه ، خاصة وان الأمر يتصل بأشخاص على صلة مباشرة بإدارة الانتخابات القادمة ، التي هي اليوم موضع اهتمام المجتمع كله ، الذي يعنيه أن تتم العملية الانتخابية بعيدا عن أية تدخلات ترمي للتأثير على مخرجاتها . يمكن للتحقيق المستقل الذي تتبعه أو تترافق معه إجراءات إدارية تتصل بالأشخاص المعنيين فيه أن تترك أثرا ايجابيا لدى القوى المختلفة ، وتبدد بعض غيوم الشك والريبة التي تلبد بها فضاء العلاقة بين الدولة والمجتمع ، أما إحالة البندر نفسه للقضاء بتهم لا صلة لها بما ورد في التقرير ، ومن ثم منع الصحافة المحلية من تناول الموضوع فإنها لن تقدم جوابا واحد شافيا على سلسلة من الأسئلة التي ينشغل بها المجتمع . علينا أن نواجه الحقيقة ، لا أن نبحث عن مخارج للهروب منها ! أيها الأخوة والأخوات بإحيائنا هذا المساء لذكرى المناضل أحمد الذوادي ، ومنذ أيام قليلة لذكرى المناضلة الراحلة ليلى فخرو ، نهدف أيضا إلى التأكيد على أن على هذا الوطن دين يجب أن يوفيه لهؤلاء المناضلين ، في خطوة للتصالح مع تاريخنا المشترك ، أعني تاريخ الوطن كله ، الذي تبقى حركتنا الوطنية بقادتها ورموزها جزءا لا يتجزأ منه . ومن على هذا المنبر نناشد جلالة ملك البلاد أن يأمر بإطلاق اسم الراحل الكبير على أحد شوارع البحرين تخليدا لذكراه ووفاء لدوره وتعريفا بالأجيال القادمة بهذا الدور . ختاما ، أيها الأخوة والأخوات ، أتوجه بكلمتي هذه إلى فقيدنا الكبير ، لأقول له يا أبا قيس ، لم نأت هذا المساء لنبكيك ، وأنت الذي علمتنا الصبر على الشدائد والمحن ، وإنما لنعاهدك إننا سنواصل السير على الطريق التي هديتنا إليه ، وسيظل هذا الطريق مزحوما بخطى رفاقك ومحبيك وخطى شبان وشابات قادمين لن يروا سوه إطلالة محياك في الصور ولكنهم سيقرؤونك كتابا لن تفلح أية قوة في محو سطوره ، ورغم شعورنا بفداحة غيابك عنا في هذا الظرف الصعب ، حيث ليس بوسع أحد أن يملأ الفراغ الذي خلفته ، لكننا نعاهدك بأننا سنصون الأمانة التي خلفتها إلينا بكل ما أوتينا من جلد وقوة ، وان رايات هذا التيار الذي كنت أبرز من بذر بذوره في أرض البحرين المعطاء ستظل خفاقة في سماءنا ، منارة للأجيال القادمة .
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوجد بديل: الخيار الوطني!
...
-
لكن ماذا عن التقرير؟
-
الليبرالية المبتذلة
-
وفاء البحرين لابنها البار
-
المجتمع المدني أم المجتمع الأهلي ؟
-
عن الاستخفاف بالشارع
-
من الذي حجب موقع »الحوار المتمدن
...
-
هل تريد الدولة مصادرة الفضاء الأهلي؟
-
لماذا لا نغلق هذا الملف؟
-
برنامج المنبر: البديل الديمقراطي
-
ثلاثون عاماً على حل المجلس الوطني ̷
...
-
جورج حاوي
-
تغيّر الشكل وظلّ الجوهر
-
هذا القانون.. لماذا؟
-
ما هو مشترك بين الشعب
-
الذاكرة التي هُشّمت
-
فقدانــــــــــات العائــــــــــد..!
-
لا فسحة للحلم
-
!هل نسمع العراق؟
-
مربى تشيخوف
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|