أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم علي فنجان - التمايز في اللغة او رسم الحدود بين المذكر والمؤنث














المزيد.....

التمايز في اللغة او رسم الحدود بين المذكر والمؤنث


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 16:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(اللغة هي المرآة الصادقة التي تعكس صورة واضحة لما عليه افراد المجتمع من ثقافة ونظم وعادات وتقاليد واتجاهات) ... برونيسلاف مالينوفسكي 1884-1942.

اغلب التعريفات للغة تعطيها طابع اجتماعي، أي انها نتاج عمل وممارسة جماعية؛ قليلة هي الأبحاث التي اشارت الى انها نتاج فردي، فهي أداة التواصل الأكثر أهمية بين البشر، لهذا فأن هناك علاقة قوية وفاعلة بين اللغة والمجتمع، تتجلى تلك العلاقة بمعرفة من يهيمن على انتاج اللغة، بالتالي لا يمكن ان يقال ان اللغة حيادية، فهي تٌمايز في سلوكها الاجتماعي بين الانسان والانسان الاخر، على أساس الجنس والعرق واللون والطبقة.

في المجتمع الذي نعيش به، هناك تمايز واضح بين المرأة والرجل، وعلى كل المستويات، فهناك رسم حقيقي للحدود بين المذكر والمؤنث؛ في الملبس وفي طريقة المشي والجلوس وفي طريقة التحدث.. الخ، أي ان هناك ضوابط وسلوكيات اجتماعية معينة وضعها المجتمع لأفراده ليسيروا عليها، وتحديدا وضعها الجزء المهيمن من المجتمع، وقد غدت هذه الضوابط والسلوكيات "قانونا طبيعيا"، او كما يقول عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو 1930-2002 "تحول التاريخ الى طبيعة" او كما يقول في مكان آخر: "انه يشرعن علاقة هيمنة من خلال تأصيلها في طبيعة بيولوجية هي نفسها بناء اجتماعي مطبّع"، فعندما يقال على سبيل المثال "البنت الصغيرة لا تتحدث هكذا" فهو يرسم حيزا ثقافيا لسلوك البنت، ومن خلال "المراكمة والتكثيف" يجعل الواقعة الثقافية حالة طبيعية، وبلغة أخرى إعادة انتاج علاقات الإنتاج دائما وابدا وقنونتها هي الكفيلة بإبقاء تلك التمايزات وتلك الصور.

اذن "التذكير والتأنيث مفاهيم ثقافية وتصورات ذهنية وليست قيمة طبيعية" كما يذكر عيسى برهومة في كتابه "اللغة والجنس"، لكن جرى تفريغ الجسد المؤنث من اللغة، بسبب كما يقول عبد الله غذامي في "ثقافة الوهم": "ان ذلك عائد الى التصور الثقافي الذي يرى ان جسد المرأة خال من الفعل"، وقد كشفت اللغة عن ذلك التصور الثقافي بشكل واضح جدا في الكثير من مفرداتها: "فوق، تحت| جامد، رخو| مستقيم، منحني| جاف، رطب| قاس، ناعم| ساخن، بارد...الخ والتي تقود النساء الى تصور سلبي عن جنسهن الخاص بهن" بورديو. بل أدى الى تقسيم للعمل بين الجنسين على مدار التاريخ.

لا يوجد دليل علمي بيولوجي على ان الصوت مثلا يختلف عند الرجال منه عند النساء، لكن هيمنة الخطاب؛ و "ما هو صواب يعتمد على من يهيمن على الخطاب" كما يقول فوكو؛ نقول هيمنة الخطاب الذكوري وعلى مر التاريخ الطويل حدد صوت المرأة، وجعل له نبرة معينة: هادئ، لين، ناعم، خافض، لطيف، رقيق، ذو نغمة موسيقية. بعكس صوت الرجل: اجش، قوي، صادح، عال؛ اما في هذه المجتمعات فالخطاب الذكوري حجب صوتها تماما "صوت المرأة عورة"، و"تكلم الرجل نيابة عنها، كلاما ينسجم مع فحولته وسلطته الذكورية"، كما يقول هيثم سرحان في "خطاب الجنس".

لا يمكن تخيل انه كانت هناك فروق لغوية في المجتمعات البدائية، خصوصا منها الموغلة في القدم، فهذه الفروق هي نتاج ثقافة طويلة وصل اليها الانسان في مرحلة ما، فبدأ يعطي لكلماته معان محددة بحسب السيطرة والهيمنة، فصارت لتلك الكلمات سلطة " اه منك يا سلطة الكلمات العجيبة، فبالإيمان البسيط في وسعك اكتساء المعنى الذي نهوى" وليم وردزورث.

اخيرا، وكما تقول المؤرخة غيردا ليرنر في كتابها الرائع "نشأة النظام الابوي" وبشكل جدا صادق:"فأن السجل المدون والمفسر لماضي السلالة البشرية هو سجل جزئي فحسب، لأنه يحذف ماضي نصف البشرية، وهو مشوه، لأنه يروي القصة من وجهة نظر النصف الذكري من البشرية فحسب".



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الڨيروس الليبرالي)
- (حق الشعوب الجيدة التنظيم في الحرب)
- عبد اللطيف الراوي و (الفكر الاشتراكي في الادب العراقي)
- مخاطر ازمة.... ومخاطر حرب
- بصدد مؤتمر (الفلسفة والعيش المشترك) بحث قاسم جمعة نموذجا
- الثامن من شباط و (الحقد الأسود)
- توني بلير وانحطاط المثقفين
- هل صحيح ان العنوان خاطئ؟ خواطر مستاء
- المتحذلقون
- (أهمية ان يكون الانسان جادا)1
- كيفية كتابة مقال عن الماركسية؟
- من تجرأ وانتقد رزكار والديموقراطية؟
- بغداد تغرق في الظلام
- الشيوعي العراقي ومجلس حكم بول بريمر
- الشيوعي العراقي وتغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ -من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي والانتخابات المبكرة- وقت مستقطع
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ- من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ -من السيد الرئيس الى الس ...
- الشيوعي العراقي ورحلة البحث عن منقذ: من السيد الرئيس الى الس ...


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم علي فنجان - التمايز في اللغة او رسم الحدود بين المذكر والمؤنث