أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا محافظي - الجرائم الفرنسية بالجزائر...ليست للمزاد














المزيد.....

الجرائم الفرنسية بالجزائر...ليست للمزاد


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 07:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحولت مسألة اعتراف فرنسا بجرائمها التي اقترفتها بالجزائر منذ احتلالها سنة 1830 م موضوع الساعة عند حديث عن العلاقات الفرنسية الجزائرية هذه الأيام. و معروف إن معاهدة للصداقة بين البلدين كان من المفروض إن يتم إمضاؤها نهاية سنة 2005 م غير إن ذلك أرجئ مرات ومرات بعد أن طالب الرئيس الجزائري من فرنسا الاعتراف بجرائمها كشرط مسبق لأية معاهدة صداقة. و كان من شأن ذلك إن حدثت بعض التشنجات في العلاقات حتى على المستوى الرسمي.

مطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها هو – من دون شك – حق للشعب الجزائري الذي لا يزال جزء كبير منه يسترجع ذكريات الاستعمار المرة حين يخلد إلى النوم و يسمع أنين المعذبين و بكاء الثكالى و المقهورين آنذاك. كما انه دين للغائبين من الشهداء في ذمة الحاضرين الذين لا يمكن أن يتسامحوا فيه احتراما لأرواح من قدموا نفسهم فداء لحياة الأجيال اللاحقة. هو قبل كل شيء أمانة يحملها الضمير الجزائري الجماعي تجاه تاريخ هذا البلد و تاريخ هذه الأمة و التزام أخلاقي يقف إجلالا أما سيل التضحيات على مدى سنين طويلة و لا يمكن إن يكون بأي حال من الأحوال سلعة توضع في المزاد لمن يعرض أكبر مبلغ أو سلاح مساومة لمن لا سلاح له .

أقول هذا الكلام بعد قرأت في الصحف أن رئيس لجنة التشريع و القانون بالبرلمان التركي هدد باستصدار قانون يجرم الأعمال الاستعمارية الفرنسية بالجزائر في حال أبقت فرنسا على عزمها بعث قانون يجرم تركيا على المجازر التركية في حق الأرمن في ظل الدولة العثمانية بين سنة 1915 م و سنة 1917 م. هذا الاشتراط التركي، و إن كان البعض يراه خطوة أولى في تحالف أو جبهة تركية جزائرية من أجل مواجهة التعنت الفرنسي الذي يرفض الاعتراف بتاريخه المظلم، فانه في وجهة نظري لا يعدو غير استغلال غير أخلاقي لتاريخ أمـة و ضمير شعب من اجل معالجة ظرف سياسي جديد، و لا ينبثق بأية حال من الأحوال من إرادة جدية صادقة في إعادة الاعتبار لتاريخ الأمة و إجبار فرنسا على إظهار الحقيقة كما ينبغي أن تكون عليه. الاشتراط التركي يعني أنه لو تراجعت فرنسا عن القانون المجرم للمجازر التركية في حق الأرمن و لو تراجعت عن شرطها هذا من اجل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي، فان تركيا ستسحب ورقة الضغط الجديدة التي تلوح بها حاليا. يعني أن الأمر ليس مبدئيا و لا ينبع من أمانة سياسية و فكرية تريد تصفية عادلة لقضية تاريخية شائكة و إعادة الاعتبار لكـرامــة شعب و كرامة أمة.

نحن من جانبنا نقول أننا كشعب عانى سلفه من قهر الاستعمار الفرنسي الوحشي و من همجية عسكره و مدنييه في الجزائر طيلة أكثر من قرن من الزمن، و لا يزال خلفه من ويــلات و آثار ذلك القهر و تلك الهمجية، لا نقبل المساومة بتاريخ امتنا و بضميرها،و لن نتنازل عن المطالبة بضرورة إجلاء الغبار عن تاريخنا سواء انضمت تركيا إلى الاتحاد الأوربي أو ترأسته أو صارت حتى إمبراطورية جديدة عليه. تاريخنا ملكنا و لن يكون سلعة تعرض في المحافل هنا و هناك من اجل المزايدة و المساومة و هو أمانة الشهداء في أعناق الإحياء الذين لا يهمهم كثيرا الانضمام إلى الاتحاد الأوربي أو غيره من التكتلات بقدر ما تهمهم كرامتهم و بقدر ما يهمهم شرفهم.



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من اسرائيل ، مصدر فناء الكيان
- لو كان لهم حظ من حزن كلاشنيكوف !
- درس من اليابان
- ؟ GOOGLE EARTH ماذا وراء
- منا تعلموا هدر حقوق الانسان
- هجرة أدمغتنا الى فرنسا
- مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي
- من لافريقيا ؟
- الجزائر تعانق فلسطين
- هوان على هوان
- قوقل يقود حرب الخصوصية…فهل يربحها ؟؟؟
- تجار الموت
- تجار الموت
- التغيير من الخارج
- عندما يرعبنا … طير
- الوتر الثامن
- لا بدّ من رضاهم
- الديمقراطية الملكية
- تاريخنا يغور في الأرض عبر القبور
- أمة مسلوبة الارادة


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا محافظي - الجرائم الفرنسية بالجزائر...ليست للمزاد