حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1700 - 2006 / 10 / 11 - 09:52
المحور:
الادب والفن
للشاعر الإيراني الكبيرأحمد شاملو-( 1925-2000)0
سنعود نلتقي مرة أخرى حماماتنا ،
وسيصافح الحنين الجَمال.
سيأتي يوم ٌ تستحيل فيه أقلّ أنشودة قبلاتٍ،
وكل ّ إنسان أخا للإنسان.
يومَ لن توصد أبواب البيوت،
وسيتحول القفل إلى أسطورة،
ويكفي المرء َ أن يعيش بالقلب فحسب.
يوم َ يكون معنى أي ّ كلام حبّا،
لئلا تبحث َ عن الحروف في سبيل آخر الكلمات.
يوم َ يكون لحنُ كلّ كلمة حياةً،
لئلا أتعبَ في البحث عن القافية لأجل آخر قصيدة.
يوم َ تغدو كل شفة أغنية، وأقلّ ُ انشاد قبلة.
يوم َ تأتين تكونين الآتية أبدا، ويتساوى العشق والجمال.
يوم َ نعود ننثر الحبّات لحماماتنا،
و سأظل منتظرا ذاك اليوم
حتى اليوم الذي لا يبقى من حضوري حضورٌ.
الشاعرة الخالدة فروغ فرخزاد
معصية
لو كنتُ الله لناديتُ الملائكة ليلةً لكي يطلقوا مدار الشمس في أتون الظلمات،
ولأمرت ُ الفلاحين في بستان الدنيا بغضب أن ينزعوا أوراقَ القمر الصفراءِ من أغصان الليل،
** ** ***
ولعبثت ْ أصابع ُ غضبي الهادر في منتصف الليل وفي ستائر عرشي العظيم بالدنيا وقلبتْها على عقب ،
ولرمت ْ يدي المنهكة الجبال َ في فوهة المحيطات الفاغرة بعد آلاف السنين من الإنطفاء.
** ** ** **
ولحللت ُ عقد الحبال في أقدام آلاف الكواكب المحمومة،
ودفعت ُ دماء َ النار في شرايين الغابات الهامدة،
ولمزقت ُ ستائر الدخان لكي ترقص ابنةُ النار في عنفوان الريح سكرانة في أحضان الغابات.
**** ** **
ولنفخت ُ في ناي السحر لريح المساء،
لكي تنهض الأنهار من أسرّتها مثل أفاعي عطشى، وتصب ّ في قلب سماء الليل المظلم
تعبانة من عمر قضتْه فوق صدر التزحلق المرطوب.
*** ** **
ولطلبت ُ من الريح بلطف أن تجدف الزورق السكران لعطور الورود الحمراء في شط الليل المحموم.
ولفتحت ُ القبور لتختفي فيها آلاف الأرواح الحائرة في أقبية الأجساد.
.** ** **
فلو كنت ُ الله َ لأصدرت ُ أمرا إلى الملائكة ليلة ما أن يسخنوا ماء الكوثر في كبد قارورة الجحيم،
ويخرجوا بقطيع الأتقياء من رياض الجنة إلى مراعي البرية الأكثر اخضرارا.
** ** **
لقد أنهكني التقوى في منتصف الليل في سرير الإبليس،
إنني ألوذ إلى سفوح خطيئة جديدة،
أمضغُ بهاءَ تاج الالهية الذهبيّ،
فما أظلم حضن هذه الخطيئة!
ويا لهذه اللذة المؤلمة!
ترجمة: حميد كشكولي
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟