أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير / 25















المزيد.....

سهد التهجير / 25


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


الضحك، يرسم مساره بين الجموع، يغذيها وينتشي بالمأساة.
تبتسم الاسنان المخلوعة من اللثة حتى يخرج اللسان متقدمًا على الشفاه.
وصل الحال الى الحد الذي تبتسم فيه على الألم عندما يقع فيه غيرك، تفرح عند موت مظلوم او قطع يد او سحب جثه متعفنة وجدت بعد مضي فترة على اختفائها، دلت رائحتها عليها.
تفرح من الداخل على كل شيء غير طبيعي أو سيء
لا تعلم ما سبب ذلك الفرح، هل هو الجنون؟!!
ام الثبات الانفعالي لحماية الدماغ.
يتكيف الدماغ أمام الصدمات النفسية حتى تعتاد النفس والجسد على الحبس والقهر والألم وتعتبره ليس دخيلاً او مرضًا او تدميرًا بل تعتبره شيئًا تكوينيًا نشأ مع الذات والجسد، يتم ذلك بمساعدة الدماغ نفسه الذي رفض الصدمة سابقًا لكنه جعلها الان جزء من كيان الفرد.
القدرة على التكيف تعاكس الأخلاقيات، فلا أخلاقيات منهجية في البقاء والوجود.
يوجد فقط ان نبقى احياء مهما كان وبأي مستوى!!!!

تشد اهدابها ببواقي المكياج والعطور، تنتعش ولا تبرح مكانها على موضع النهدين، تتدلى بينهما قلادتين ترتبطان بسلسال واحد، نصف شجرة وهلال تقطعان شوطًا لتطويق الرقبة، تترنحان عند ملامسة الأصابع، تتخللهما وتدير وجههما ذات اليمين وذات الشمال.
برغم هذه الثورة العارمة تبقى الاقراط بموضعها مغروسة اسفل الأذنين، طفلٌ صغيرٌ يرتديها وعجوز شارف الموت يقتنيها، تنظر لهما العيون و تبصرهما بالجوع والعطش والحكة.

تملك الأموال وتبعث الوسطاء لأجل شراء العقارات
تستغل نفوذها المتنامي بعدما وضعت يدها على أغلب بيوت الطبقة المتوسطة
ترمق أحد البيوت فيصبح لها بلمسه يد.
إنها (لمعة الغرابية) أربعينية الهوى، بجسد طويل نحيل، تطبق بيدها على أحد الصغار وتأخذه معها بكل موضع، ولأن القوة تأتي بالشهرة، أصبحت لمعة الغرابية أحد أعيان المنطقة وعند التوغل أكثر في حياتها ستكتشف أنها عاقر وان الصغير هو تعويض لما تحس به من نقص فلديها أمومة فائضه.

مهما علا شأنك في الوطن فلا يمكن أن يغفر لك عدم الإنجاب.
الإنجاب معجون ومهروس بداخل الطبقية
لا يمكن أن تفصل الإنجاب عن العقول بل إن الفرد ان لم يفعل في حياته شيئا سوى الإنجاب ثم يموت، فيكفيه ذلك فخرا.
اما الفرد الذي يصل لمراتب عليا دون إنجاب فلا يمتلك الاحترام أو التقدير بإنجازاته في المجتمع الطبقي.

يختلف الإنجاب باختلاف الطبقات وأخلاقها
فالطبقة المهمشة تنجب العديد والعديد والعديد ولا يتوقف أحدهم أو احداهن حتى يأتي الموت.
فالأنجاب في عقلية الطبقة المهمشة انجاز عظيم امام أقرانه في المجتمع وان كان مخبولا او سيء الخلق او معدوم الحال والمال.
تكون لكل عائله أكثر من عشرين فردا من الأبناء والبنات
وتتباهى الأسر المهمشة بعدد الأطفال التي تلمكها بل تنبذ الأسر التي يقل فيها عدد المواليد عن ستة!!!

تبتهج الحكومة لزيادة المواليد في الطبقة المهمشة فذلك يعني مزيدًا من العبيد للعمل في مناجم الفحم والحجر والنفط والزراعة وبسعر زهيد وأحيانًا بقضمه من الطعام اللذيذ الغالي.

اما في الطبقة المتوسطة فالحال يقارب الطبقة المهمشة لكنه بشكل منظم قليلا لان الحكومة لا تستطيع توفير وظائف او كهرباء او ماء او غذاء لكل مولود في الطبقة المتوسطة لذا يعارض مفتي شريعة النور الإنجاب وسط الطبقة المتوسطة ويدعو إلى تقليل المواليد في حين بالوقت نفسه يدعو لزيادة المواليد في الطبقة المهمشة!!!!!!!
هذا يفسر النهج الإنجابي للشعب ودور الحكومة فيه وما غايتها الأساسية؟!!!
اما في الطبقة العليا فممنوع الإنجاب اكثر من اربعة لأصحاب الكيانات الحاكمة ويمنع إعطاء توريث سلطة لأحدهم كي لا يتحول الحكم إلى وراثة ولكي ينقطع إرث الحاكم بموته فوق الصولجان، فيرثون امواله لا سلطته.

- بكم البيت يا حزاز الغيشه؟

- ٩٠ مليوناً.

- انا لمعة الغرابية يا حزاز!!!!!

- سأبيع لك النصف انا واخي عسفان، ب ٥٥ مليوناً.

- والنصف الآخر!!.

- انه للأخوات.

لم تكن لمعة الغرابية قادرة رغم سطوتها ونفوذها المالي على تقدير البيوت وسوق الطابوق، يمكنك أن تشعر بأنها اتخذت من شراء البيوت هواية إلى أن وصلت إلى الهوس.

يغزو التفكير (بعد الفشل في القضايا المصيرية في الحياة) الدعوة إلى التفاهة او الإكثار من الشراء
اي شيء وكل شيء، لعلها تعوضه النقص الحاصل في مكنونات حياته الفاشلة فيجعلها ناجحة بالاستيلاء من الغير وشراء ما تقع عليه عينيه وان كان بلا فائدة تذكر او لا احتياج له في حياته.
انها مغامرة الوقوع في اي شيء يترك انطباعا بتفوقك لدى الغير في مجال آخر غير الذي فشلت فيه لتعوض مكانتك المهزوزة في مجتمع المظاهر البراقة.

تم بيع نصف البيت إلى لمعة الغرابية واجتمعت الاخوات في النصف الآخر.
ضاق النصف بسكانه وطفحت مياه المجاري وتنوعت القوارض حتى استوطنت وشاركتهم فيه.
بمساحة 60 مترا وفي غرفة واحدة متهالكة ايله للسقوط تجتمع الاخوات مع عناصر أسرة كل منهما.
فقد اخذت لمعة بالتشاور مع حزاز النصف الأجمل والانظف والأكمل بناءً من البيت.

- ما النتيجة يا أخت حزاز وعسفان، لقد تم رمينا في الضَحْضاح؟!!!

- المهم، اننا تخلصنا منهما وارتحل كل منهما بجانب.

- وكيف نعيش في مكان تشاركنا فيه القوارض والقطط ونصفه محجوز لبحيرة من مياه المجاري والفضلات.
بلا حمام وبلا مطبخ مجرد غرفه واحده تتحدى السقوط تخلخلت جدرانها وأصبحت كالمنخل يتخللها المطر والزواحف.

- الصبر لا لنا الا الصبر.

- كيف اصبر والعمر يمر.

- الرضا بالموجود، لأننا أن لم نأخذ هذا النصف لكنا الآن في الشارع لا مكان يؤوينا.

تهدأ النفس عند تذكر الأهوال بعد التمرد، ولكن الرغبة، براقه تزغلل الأهداب، تجعل السرور يفتح الباب، تدفعك نحوها ......تحتج الحناجر بالصدى الفارغ من الكلمات أو الفعل الجسدي الدال عليها.
فلا سبيل سوى أن تُكتب فوق الورق، فيكون التدفق من الفكر إلى التجسد وكل شيء يتجسد فإنه يكون تحت رقابة الإله والحاكم والمفتي.
لذا يعانق الغبار الكتب المخالفة فتكون مدفونة في صندوق من الحديد ممزوجة بالصدأ والرائحة النفاذة.
بينما كتب العفلطيات توزع بالمجان وتكون مذهبة ناعمه الملمس لنصره الإله والحاكم والمفتي.
ولأن المفكرين يمثلون القلة في التهميش والعدم لذا فإنهم يستخدمون هذه الكتب بعد الانتهاء من التبرز فيحتضن ملمس ورقها الناعم المؤخرات وفي المساء وخصوصًا عند منتصف الليل، تستخدم لأجل الاستمناء لان ملمسها يساعد على اطالة القذف والشعور بالنشوة، كأنها لحظة من الحقيقة.

التعبير عن الرفض والاستلاب والقهر والكبت الداخلي ترمى بداخل النشوة الجنسية كأنها الملاذ الوحيد للوجود الإنساني، يجد فيها اطمئنانه واستقراره النفسي وان كانت سوى لحظات.

تختفي الملذات من منطقة التهميش والعدم ويتسلط شعور اليأس إلى القلوب، حتى الاستمناء لم يعد يعطي شعورًا بالسعادة.
أصبحت الثوان المعدودة للقذف معضلة مؤرقة لا تخرج بسعادة، تعطب الجسد والدماغ والخيال...........!!!!
كل شيء تعطل ولم يعد ينتصب كما كان زمان،
وقل للزمان ارجع يا زمان!!!

لا شيء يرضي الزوجة الناهمة للجنس الا الانتصاب، لا حب يربطها بذاتك او عشرة تجعلها تصبر على حالك!!
ولا شيء يعوضها عن العضو المنتصب، لا يدٌ تدخلها في محجرها السفلي فتشفع او مداعبةٌ فتخضع!!!!
ويقل الاحترام ويختفي الحب والود والسرور وكل الوان الحياة الضاحكة باختفاء ذلك المنتصب المغوار!!!
وقد تنقلب على ذاتك وتقتلها وتفنى وتنسى.



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير / 24
- سهد التهجير/ 23
- سهد التهجير/ 22
- سهد التهجير/ 21
- سهد التهجير / 20
- سهد التهجير / 19
- سهد التهجير/ 18
- سهد التهجير/ 17
- سهد التهجير/ 16
- التاريخ الحيوي والسياسة الحيوية
- عربة الكتب الخشبية
- خصية الفداء ترفع راية النصر
- هربرت سبنسر/ ٥
- هربرت سبنسر/ ٤
- هربرت سبنسر/٣
- هربرت سبنسر/ ٢
- هربرت سبنسر / ١
- المثلية الجنسية ( نظرية الكوير والبناء الاجتماعي للجنسانية)
- المثلية الجنسية في تاريخ الفلسفة
- سماح ادريس ... شجاعة استكمال المسيرة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير / 25