جعلوني عازفا على أوتار الكيف والكاف والكفاف

محمد فوزي هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 18:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

ما بين العزف على الأوتار وتيرة، وبين العزف عن الزواج مجبرا حصورا وحصيرا، (هو السم في إناء من العسل بغزارة)، هل سيفيد أن تعرف هل أقصد الغزارة تعود إلى العسل أم السم؛ فالنتيجة حتمية واحدة.
إلى الذين قدر الله لهم أن تكون زمام التشريع في رقبتهم يحاسبون عليها يوم القيامة أقول لهم مثلما قال الرجل لعمر بن الخطاب " اتق الله يا أمير المؤمنين فوالله ما الأمر كما قلت.
(لست كعادتي مؤيدا أو منتقدا) هل سيفيد أن النفي عن عادتي أم تأكيد على أنها عادتي؛ هكذا تحمل في طياتها كلماتي الضدان معا، جعلوني على كل حال جعلوني عازفا على أوتار الكيف والكاف والكفاف والزفاف
يواجه المجتمع المصري قانونا مصيريا وله من الفوائد جمة لكن نتائجه العكسية طفت على السطح مبكرا، بينما كنت أستمع لسورة الملك برواية الكسائي من خلال هاتفي الذي اشتريته بالقسط (350 شهريا) ومازال هناك شهران لم يتم سدادهما
(سامعك بتقولي يعم احنا ومال تليفونك اللي بالقسط خش في الموضوع ومال القانون بتليفونك)
أنا لم أخرج عن سياق الموضوع أنا ومثلي كثيرون عازفون عن الزواج ليس إلا لعدم قدرتهم المادية برغم نزاهتي ونجاحي في عملي بل ان من يبحث عن دعاية وإعلان يجدني رقم 1 مطبعة الزعيم برغم أنني لم أمتلك أي أجهزة تعينني في عملي و لا أمتلك شقة ولا حتى لدي شقة بالإيجار فما بالك بالذهب والفرح ثم ما استجد من أموال يتم دفعها للمأذون والصندوق والتحاليل وغيرها من النفقات التي يتحملها الشباب وفق قانون الأحوال الشخصية الجديد الذي بصدد اقراره من قبل مجلس النواب الذي يتمتع أعضائه بالانتماء إلى الطبقة الأرستقراطية البرجوازية
إنني لم أدخن سيجارة واحدة طيلة حياتي وبالتالي لم أتناول المخدرات والكحوليات بل إنني صاحب مبادرة تجريم التدخين تحت سن 22 والذي لم يستمع أي مسئول لمبادراتي التي تطرح حلولا جذرية للمجتمع المصري فلست ضد التحاليل لكن تلك الأموال التي سيتم دفعها في حين أن أمثالي غير قادرين على أن يكون لديهم شقة ولو بالإيجار منهم من يسكن مع أصحابه ومنهم من يسكن مع أهله ومنهم مثلي من يفترش الأرض لينام.
نعود إلى هاتفي بالقسط الذي تم انتشاله من يداي وأنا استمع إلى القرآن الكريم بميدان الجيزة على بعد خطوات من رجال المرور والأمن وإذا باثنين على دراجة بخارية قام من بالخلف بانتشال هاتفي ولم ينجدني أحد وهذه أولى النتائج العكسية للشباب الجناة والضحايا في آن واحد، يسرق من أجل أن يتزوج أو يتناول المخدرات أو يشتري دواء أو يدفع إيجار لشقته، الدين الحقيقي تمثله المقولة الشهيرة التي تنسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه) الدين الحقيقي في تطبيق حد الكفاية الذي هو مشروع حياة كريمة والذي تحدثت عنه كثيرا في مقالاتي وفي لقاءاتي لكن هناك الكثيرون مثلي لا يطالبون بحد الكفاية لا يطالبون بالحياة الكريمة التي تشمل تسعة بنود وهي ( الطعام ، والملابس، والسكن، و موارد الإنتاج المطلوبة ، ووسائل الانتقال ، والتعليم، وسداد الديون، والزواج، و الحق في الترفيه ) بل أمثالي يطالبون فقط بحد الكفاف لا الكفاية التي تقتصر على متطلبات الحياة الأساسية من مطعم وملبس ومسكن.
هل تقتصر آثار القانون على حد السرقة فقط برغم كما تفضلت فوائده آثاره الجمة على المجتمع والوطن، بالعكس ستزداد حالات الإجرام وتناول المخدرات والمسكرات والفواحش والتحرش والزنا ومشاهدة الفيديوهات الجنسية
كما تعودتم في نهاية مقالاتي فانا لست أنتقد بل أضع حلولا لعل هناك من يستمع لي وأكون أديت مسئوليتي فأنا لست جهة تنفيذية فقط أقدم حلولا وأطروحات
أولا هناك العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخيرية التي تدفع ملايين الملايين للإعلانات عبر الفضائيات وعبر اللافتات بشكل مستفز للفقراء والكادحين لماذا لا يتم الاستعانة بتلك الأموال التي تذهب للفضائيات لصندوق الأسرة المصرية، لماذا لا يكون هناك مراقبة على تلك الجمعيات والمؤسسات فهناك من المؤسسات التي تأخذ أموالا بغير حق تحت بند والعاملين عليها، لماذا لا تكون أموال الزكاة في قناة شرعية واحدة وتكون أولوياتها هي تيسير الزواج على غير القادرين مثلي.
نعم من يقيم فرحا صاخبا ولديه المقدرة من حق الدولة أن تأخذ منه لكن من لديه عدم القدرة ويريد أن يتزوج بلا صخب وبلا اسراف تساعده الدولة في ذلك.
التحاليل الطبية تتكفل بها الدولة ووزارة الصحة ويتم سدادها من صندوق الأسرة المصرية من خلال أموال الزكاة.
أما المواطن فلا تختار نائبا يمثلك لن يهتم بك وبأبنائك وبجيرانك وبقضايا مدينتكم، بل على كل دائرة أن تجعل النائب يوقع على ضمانات وبرنامج تشريعي وتطويري إذا أخل بنوده يكون لأهل الدائرة الاستغناء عن خدماته وعزله من البرلمان وبذلك سيراجع عضو البرلمان نفسه قبل أن يتخذ أي قرار لأنه سيجد من يقف أمامه.

#محمد_فوزي_هاشم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات