عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 20:12
المحور:
الادب والفن
هرب أصحابي ، ما أن خرجتْ من اللامكان ، أما أنا فقد جمّدتني مكاني نظرتها الثابتة . أمعنتْ النظر إلى كل شيء حولها ، فاكتشفتْ أننا سرقنا ملابسها ، التي كانت منشورة على حبل الغسيل . كانت ثمة وردة ، قطفتُها من حديقتها ، لكنها وقعتْ من يدي ربما من فرط الرعب ، أو ربما من فرط الجّمال ، الجَمال الذي كان يتشمّسُ في نمش وجهها .
لم تقل شيئا . أشعلتْ سيجارة ، من خلال دخانها تجرأتُ على التنفس ، لأنني شعرتُ بالاختناق ، وكانت تلك فرصتي لإلقاء نظرة مختلسة إلى وقفتها الباسلة ، مستعدا للامتثال لأي أمر .
لا أتذكر كيف فهمتُ أن عليّ أن اخلع ثيابي . ولا أعتقد أنها أمرتني بذلك . ربما لأنه الحل الذي خطر في عقلي الطفل : ثيابي مقابل ثيابها ، فامتثلتُ ، ثم مشيتُ عاريا ، لكنها ، قبل أن أتسلق السياج ، وأقفز عائدا ، إلى الزقاق الذي أتيت منه ، أوقفتني بحزم : " خذْ ثيابك " ، ثم أعطتني الوردة .
بعدها ابتسمتْ ، فتحتْ باب البيت لأخرج ، ودخلتْ غرفتها ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟