من ذا يَهتَمْ!

رمزى حلمى لوقا

الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 12:55
المحور: الادب والفن
    

مَن ذا يَهتَمْ !



…



لا تَقلَقْ .. مُتْ ..

مَن ذا يَهتَمْ !



بِضعَةُ أشبَارٍ مِن عَفَنٍ

سَتَعُودُ لِحُضنِ الأُمْ .

قد طَالَ ضَجِيجُكَ يَا وَلَدِي والكَونُ أَصَمْ .



يَتَسِعُ العَالَمُ

يَتَمَدَّدُ

والقَلب يَضِيقْ .

إذ تَبحَثُ عن دِفءِ المَاضِي

فَيَخُونُ صَدِيقْ .

والصِّدقُ حَبِيسٌ في صَدرِكَ

والغَدرُ طَلِيقْ .

وقَمِيصُ الفَاقَةِ يَتَفَصَّدُ والجُورُ يَعُمْ .



لا تَقلَقْ .. مُتْ ..

مَن ذا يَهتَمْ !



مِرآتُكَ لا تَعكِسُ وَجهًا إلَّا ويَمُوتْ .

وعُرِيُّكَ أو عَارُكَ يَخلُو مِن وَرَقَةِ تُوتْ .

وزَئِيرُكَ لا يَعلُو أبَدًا عن مَحضِ سكُوتْ .

والأَخُّ قَتِيلُكَ لا تَنسَىٰ

والقَبرُ يَضُمْ .



لا تَقلَقْ .. مُتْ ..

مَن ذا يَهتَمْ !



لا تُشبِهُ في طَبعِكَ غَابَةَ .. فَالضَّبعُ أَحَنْ .

لا يَقتُلُ ضَبعًا أو يَغدُرُ والنَّابُ أَسَنْ .

والمَاءُ الصَّالِحُ لا يَروِي

ما بَدَأَ بِظَنْ .

والطَّبعُ الآسِنُ فِي جَوفِي أو جَوفِكَ دَمْ .



لا تَقلَقْ .. مُتْ ..

مَن ذا يَهتَمْ !



مَائِدَةُ القَيصَرِ في بَلَدٍ لا تُخلو أَبَدًا مِن حَلوَىٰ .

فَالخَمرُ يُرَاقُ على نَهدٍ يَتَرَاقَصُ في شَبَقٍ يُروَىٰ .

والجُوعُ ضَرِيبَةُ أحقَادٍ في بَطنِ المَائِتِ يَتَلَوَّىٰ .

والقَيصَرُ يَقتُلُ مَن يَغتَمْ .



لا تَقلَقْ .. مُتْ ..

مَن ذا يَهتَمْ !



بِأزِقَةِ وَهمِكَ أعيُنُهُم

قَاضٍ ورَقِيبْ .

أسئِلَةٌ تَترَىٰ في عُنفٍ والصَّمت يُجِيبْ .

تُنتَزَعُ أظَافِرُ أحلَامِكَ وصُرَاخُكَ ذِيبْ .

تُنتَزَعُ الفِكرَةُ فَالفِكرَةُ والشَّائِهُ لَمْ .



لا تَقلَقْ .. مُتْ ..

مَن ذا يَهتَمْ !



طُوفَانُ العَالَمِ لو يَأتِي ما عَادَ يُبِيدْ .

والفُلكُ إذا طَالَت لُجَجٌ قد بَاتَ قَعِيدْ .

فَالشَّرُ تَنَقَّلَ في صَمتٍ

في كُلِّ وَرِيدْ .

ونِفَاقُ العَالِمِ عن عَوَزٍ

قَد عَادَ بِذَمْ .



لا تَقلَقْ .. مُتْ ..

مَن ذا يَهتَمْ !



مَحفَلُكُم في سَقفِ غيومي يَأتِي بِشَوَاذْ .

يَنتَعِلُ العَالَمَ كي تَعلُو نَجمَةُ أستَاذْ .

ماسُونٌ فَوقَ رَوَابِينَا يَقتَلِعُ المُوسِرَ والشَّحَّاذْ .

مَحكُومٌ أن يَبقَىٰ العَالَمُ في قَبضَةِ هَمْ .



لا تَقلَقْ .. مُتْ ..

مَن ذا يَهتَمْ !



…

كلمات

رمزي حلمي لوقا

ديسمبر 2022

#رمزى_حلمى_لوقا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات