اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7475 - 2022 / 12 / 27 - 20:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
44 مليار دولار دُفعت من أجل شراء "تويتر"، و طبعاً يظنُ معظمنا بأن "إيلون ماسك"، شخص ذكي و ناجح وصاحب عدة شركات هو من دفع المبلغ، وهو من إشترى تلك المنصة. هكذا أخبرونا ! موضوع شراء آيلون ماسك لتويتر أمر لا يحتاج لذكاء بل لبحث صغير بين سطور الخبر و على النت و سنعثر على من إشترى تويتر! إنه بنك عائلة "مورغان". وعندما نعثر على الشاري الحقيقي، نشعر كم نحن خدعنا بالأخبار المزيفة الذين يريدون لنا سماعها وتصديقها.
لماذا دفعت عائلة مورغان 44 مليار دولار لشراء منصة لن تعود بالربح المادي عليها ولا بعد ألف عام؟ لا أحد منا سأل نفسه ذلك السؤال.
لماذا إشترت شركة الفيسبوك التي يظن أغلب منا أنها لشخص ذكي ناجح و وضعوه كدمية فيترينا إسمه "مارك ذكذوك نبرغ" شركة "واتساب" ب 18 مليار دولار أي اضعاف ميزانية دولة متوسطة الحال، ومئات أضعاف تكلفتها التي لم تتعدى 900 ألف دولار؟
كيف تقنع هؤلاء بأن ماسك ومارك ومن تسمعون عنهم ليسوا سوى موظفين و واجهة، والأسياد تعمل من وراء الستار؟
مسموح لنا أن نرى الخدم والموظفين، وغير مسموح أن نرى الأسياد! نرى آيلون ماسك، ولا نرى عائلة مورغان. نرى مارك الذكي ولا نرى مجموعة بلاك روك التي تملك 6،5 ترليون دولار، ترليون وليس مليار (الناتج القومي لدولة روسيا الاتحادية)! و لا مجموعة فانجارد التي تملك 6،2 ترليون! و هم أصحاب الفيسبوك من وراء الستار، وما عليك سوى تكليف نفسك عناء البحث لكي تعرف المالك الحقيقي للفيسبوك و تويتر و واتساب و غيرهم ! نرقى في الواجهة الوليد بن طلال ولا نرى شركات مردوخ المالك الحقيقي لمجموعة روتانا و( mbc ) ومعهم 60 % من الجهاز الإعلامي العالمي!
والأذكى من ذلك! أننا نظنُ بأن لعبة المال العالمي هي بمتناول الجميع ومن السهل تجميع الثروات الطائلة، يكفي أن تكون ذكياً فقط! والأمثلة لا تنتهي.
عملية السيطرة على التجمعات البشرية كأجساد، أمر مستحيل، و لكن السيطرة على العقول من خلال وسائل الإعلام والسوشل ميديا أصبح أمر يسيراً، ومن يسيطر على العقول يقود الأجساد إلى حيث يريد، و تلك المنصات التي تجمعت في أيادي فئة معروفة من البشر تعمل و ستعمل على هندسة عقولنا بحسب كل مرحلة و كل بلد.
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟