أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - لعراق: الدعوة الى اقامة الاقاليم مرة اخرى














المزيد.....

لعراق: الدعوة الى اقامة الاقاليم مرة اخرى


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاد الحديث في الأيام الأخيرة، عن إقامة الأقاليم في العراق، بعد أن أسدل الستار عليها منذ سنوات، ولو أن الحديث عنها يتم بطريقة خجولة وغير واضحة بالمرة، صاحبته الدعوة إلى اتفاقات جديدة، على قاعدة توافقات بين اللاعبين في المشهد العراقي.
كأن العراق عراق حديث العهد، ولم يكن دولة حضارية عمر حضارتها أكثر من ثمانية آلاف سنة، ولدهور سحيقة مضت، وهو راسخ ومتجذر في الوجود عبر سفر تاريخي خالد. إن الدعوة لفيدرلة العراق، أو في الحقيقة بلقنته، هي دعوة للتقسيم والتشظي والإضعاف، وهي دعوة يشك في نزاهتها.

الدعوة لفيدرلة العراق، أو في الحقيقة بلقنته، هي دعوة للتقسيم والتشظي والإضعاف، وهي دعوة يشك في نزاهتها

في لقاء مع أزهر شلال، وهو كاتب صحافي ومراسل إخباري، على قناة البغدادية قبل عدة أيام؛ تطرق فيها إلى موضوع إقامة الأقليم (السني). قال مؤكدا؛ إن كلا من علي حاتم أمير قبيلة الدليم الزبيدية كبرى قبائل الأنبار ومحمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب، كانا قد اجتمعا مع مسعود بارزاني، وبحثا معه موضوع إقامة إقليم (سني) في شمال وغرب العراق، وكبداية يكون بإقامته في الأنبار. وأضاف أزهر شلال؛ أن مسعود البارزاني نصحهما بالوجود في الأنبار والبدء بإجراءات إقامة الإقليم هناك. وفي اللقاء ذاته أوضح قائلا؛ هناك من السنة من يعارضون إقامة إقليم الأنبار.. السؤال الآخر وهو الأكثر أهمية وإثارة للكثير من الأسئلة الأخرى المرتبطة بالسؤال الأساس هذا؛ ما هي الأهداف والغايات التي تدفع الساسة الكرد إلى التحريض على إقامة الأقاليم في العراق، أي تجزئة العراق على شكل أقاليم أو فيدرلة، وهذا التوجه في حقيقته ليس فيدرلة أو إقامة أقاليم على غرار ما هو موجود في أماكن أخرى من العالم، بل هو إذا ما جرى العمل به، من وراء الأبواب المغلقة؛ كونفدرالية وليس فيدرالية. كيف يكون شكل الإقليم، هل هو يشبه إقليم كردستان العراق، الذي هو دولة مستقلة داخل الدولة من الناحية العملية والواقعية، والجميع يعلم بهذا في الداخل العراقي وفي المحيط الإقليمي والدولي، إن دعاة إقامة الإقليم إذا ما تم لهم ـ لا سمح الله ـ ما أرادوا وسعوا إليه، واستقر الوضع؛ سوف يطالبون بأن يكون الإقليم كما في كردستان العراق. العراق دولة واحدة على مر العصور، ولم يكن كما يدعي البعض زورا وبهتانا؛ صناعة، أي أن العراق صناعة بريطانية، بل الواقع أن العراق موجود حتى قبل أن توجد بريطانيا ذاتها، إذا ما سألت أي عراقي في الوسط أو في الجنوب أو في شمال أو غرب العراق عن رأيه بفيدرلة العراق، سوف يكون جوابه وبكل تأكيد؛ هو الرفض التام، إلا من كان مؤدلجا في هذا الاتجاه قبل زمن ما. اعتقد أن هناك وراء الأكمة ما وراءها من مشروع مبيت لبلقنة العراق.. ومن وجهة نظري أن هذا المشروع سوف يكون نصيبه الفشل لا محالة، كما فشلت مشاريع أخرى غيره لا تختلف عنه في النية أو الهدف، بل إن مَن يدعو له سيخسر رصيده الشعبي. إن هذا هو ما يجعل أصحاب الدعوة إلى إقامة الأقاليم لا يجهرون بها، بل يلفونها بغطاء من الغموض، لإدراكهم أن الشعب يرفض هذه الدعوة، التي هي محل شك كبير جدا، كما يرفض الداعين لها أيضا. وعلى الساسة الكرد وبالذات مسعود البارزاني، أن يفهم جيدا؛ أن التحريض على بلقنة العراق، لن يجني الكرد منه أي فائدة، بل العكس هو الصحيح، أي أن كردستان إذا ما تمت فيدرلة العراق ستلحق بهم أضرار بالغة من دول جوار العراق. إن الحنكة السياسية وفن إدارة الأزمات؛ ليس في اللعب على المتناقضات المحلية والإقليمية والدولية، واستثمار الفرصة التي صنعتها وتصنعها إلى الآن؛ المشاريع المخطط لها؛ لإضعاف العراق كدولة واحدة، بل هو في الابتعاد عن هذه الخطط كليا، وأن لا يسمح المسؤولون في كردستان العراق أيا كانوا؛ بان يكون إقليم كردستان ورقة ضغط وأداة تحطيم لوحدة العراق، لأن هذا لا يصب أبدا في مصلحة الشعب العراقي ولا في مصلحة الشعب الكردي كجزء أصيل ومهم جدا من شعب العراق ومن كيان الدولة العراقية. في قناعتي المؤسسة على قراءة المشهد المحلي والإقليمي والدولي؛ فإن الداعين إلى فيدرلة العراق في المقبل من الزمن سيكون مصيرهم الفشل حتى قبل الشروع في تنفيذها. والسبب أن كل دول الجوار، وبالذات دول جوار العراق الإسلامية، إيران وتركيا سوف تقف إلى الضد من هذا المشروع، ليس قبل البدء به، بل حتى قبل التفكير فيه، لأن إيران وتركيا على الأخص يؤثر في كيانهما الجغرافي مشروع بلقنة العراق. حتى المملكة العربية السعودية لا يصب في مصلحتها مخطط بلقنة العراق؛ لدوافع الرفض له نفسها من قبل إيران وتركيا. ملاحظة لا بد منها في نهاية هذه السطور؛ هي أن أزهر شلال لا يمكن أن يدلي بهذه التصريحات في مقابلة متلفزة، إذا لم يكن متأكدا مما قال في المقابلة من حقائق..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة السوداني: اختبار صعب في ظروف مؤاتية
- روسيا- تركيا - ايران: اتفاقات وشراكات على قواعد هشة
- خطط الصين الطموحة: ضعف هيكلي وخلل بنوي ومؤسساتي
- الصين: خطط طموحة المدى والأمد
- التأريخ: يصنع الحاضر والمستقبل معا
- القنبلة القذرة: تعامل مزدوج مع تأثيراتها المدمرة
- الحرب في اوكرانيا: صراع امريكي روسي
- العراق: تشكيل حكومة الخدمة الوطنية!
- اتفاق اوبك+ في خفض الانتاج: تأثير جدي على انتخابات التجديد ا ...
- روسيا- تركيا- ايرن: علاقة مصالح
- علاقة ايران وتركيا مع العراق: علاقة مغانم..
- أزمة تشكيل الحكومة العراقية: انفراج اضطراري في القادم من الا ...
- الصراع الامريكي الروسي على الاراضي الاوكرانية: صراع حافة اله ...
- العراق: مأزق تشكيل الحكومة
- الحرب في اوكرانيا: قاعدة انطلاق نحو نظام عالمي جديد
- الصفقة النووية: لعبة نباديلة بين الإحياء والإلغاء
- رحيل إيزابيث الثانية، ملكة بريطانيا: تصريحات وكتابات وتحليلا ...
- الاستغلال الامريكي لهجمات 11سبتمبر: نتائج عكسية
- مؤتمر القمة العربية المرتقب: الى اين؟
- العراق: مأزق تشكيل السلطة التنفيذية


المزيد.....




- من أكبر معرض سيارات بالصين.. شاهد تأثير الحرب التجارية بين ب ...
- مصر.. الحكومة تدرس فرض ضريبة على المنتجات المُحلاة بالسكر.. ...
- قبيل استئناف المحادثات النووية... إيران ترد على العقوبات الأ ...
- لماذا قرر محمود عباس استحداث منصب نائب لرئيس منظمة التحرير ا ...
- سموتريتش يهدد نتنياهو ويدعوه للعد حتى الـ90.. ما علاقة -حماس ...
- وزير الدفاع السوري يبحث مع وفد عسكري أردني آفاق التعاون الأم ...
- 3 دول أوروبية وازنة تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات إ ...
- ابنة رئيس وزراء فرنسا تفشي سرا أخفته 40 عاما عن والديها
- بيسكوف: بينما تتحدث الولايات المتحدة وروسيا عن السلام يطالب ...
- الكونغو الديمقراطية.. تعثر محادثات السلام بين الحكومة و-حركة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - لعراق: الدعوة الى اقامة الاقاليم مرة اخرى