أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قصة القطّة سمّورة في ندوة اليوم السّابع















المزيد.....

قصة القطّة سمّورة في ندوة اليوم السّابع


ديمة جمعة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


ناقشت ندوة اليوم السّابع الثّقافيّة المقدسيّة قصّة الأطفال"القطّة سمّورة" للكاتب المقدسيّ صقر السّلايمة، ورسومات عصام أحمد، تقع القصّة التي لم تصدر عن دار نشر، ولم يكتب عليها تاريخ إصدارها في 32 صفحة من الحجم المتوسّط.
افتتحت الأمسية مديرة النّدوة ديمة جمعة السّمّان فقالت:
وكتب جميل السلحوت:
صقر السّلايمة: عرفناه منذ حوالي أربعة عقود كفنّان مسرحيّ أوّلا، وبعدها ككاتب للأطفال، وقد صدرت له حتّى الآن اثنتا عشرة قصّة ومسرحيّتان للأطفال، كما هو مثبت على غلاف القصّة الأخير.
عصام أحمد: هو ابن الشّاعر الرّاحل أحمد عبد أحمد، وعرفنا عصام كرسّام كاريكاتير وبعض الرّسومات الأخرى.
مضمون القصّة: تتحدّث القصّة عن الطّفل سامي الذي أنقذ قطّة صغيرة"قطيطة"، من أيدي أطفال عذّبوها، واعتنى بها ورعاها.
فكرة القصّة جميلة جدّا، وتدعو إلى الرّفق بالحيوان، وهذا ليس جديدا على ثقافتنا العربيّة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:" عُذِّبت امرأة في هِرَّة سَجَنَتْها حتى ماتت، فدخلت فيها النّار، لا هي أطعمتها ولا سَقتها، إذ حبستها، ولا هي تَركتْها تأكل مِن خَشَاشِ الأرض."
والقصّة تربويّة وتعليميّة، فقد أنقذ الكاتب القطيطة من أيدي أطفال على يدي الطّفل سامي، وهذه دعوة للأطفال إلى عدم الإعتداء على الحيوانات الضّعيفة، كما فيها دعوة إلى الأطفال الحاذقين؛ كي يتدخّلوا لحماية الحيوانات التي قد تتعرّض لاعتداء الآخرين عليها، وكما شاهدنا في القصّة أنّ الكبار أيضا مطالبون بحماية الحيوانات الضّعيفة، ففي القصّة تبرّع أبو كامل صاحب البقّالة بالحليب للقطيطة، وتبرّع الجزّار أبو طنّوس باللحم لإطعامها أيضا، كما أثنى والدا الطّفل سامي على ابنهما لحمايته للقطيطة، وأخذها والده لطبيب بيطريّ لعلاجها، ففحصها وقدّم لها الدّواء، وأوصى سامي بتحميمها والحفاظ على نظافتها، وقبلهم أثنت المعلّمة على سامي وطلبت من تلاميذها أن يصفّقوا له كمكافأة له لإنقاذه للقطيطة.
وفي القصّة دعوة بضرورة الإنتباه والحذر من الحيوانات الضّالة خوفا من أن تكون حاملة لأمراض معديّة، كما رأينا في القصّة كيف حمل سامي القطيطة بعد أن غطّى كفّيه بأكياس النّايلون.
ملاحظات: خلت كلمات القصّة من التّشكيل، ومن وضْع الشّدّة على الحروف المشدّدة، وتشكيل الكلمات في قصص الأطفال هامّ وضروريّ كي يسهل على الأطفال قراءة الكلمات، والشّدة عوض عن حرف، وعدم كتابتها خطأ إملائيّ.
والرّسومات رغم جماليّتها إلّا أنّ فيها خللا واضحا، فمثلا اسم القصّة" القطّة سمّورة"، وجاءت في الرّسومات بلون برتقاليّ. ورسومات الأطفال وهم شخصيّات القصّة، ظهرت وكأنّها رسومات لكبار على ظهروهم حقائب، انظر الرّسمة على الصفحة أربعة على سبيل المثال.
وقالت دولت الجنيدي أبو ميزر:
قصة جميلة للأطفال كتبت بلغة سهلة وبأسلوب جميل، مغزاها الرفق بالحيوان ، بطلها الطفل سامي الذي يصحو مبكرا، ويلبس ملابسه ويتناول طعامه ويودع أمّه ويذهب الى مدرسته، وفي طريقه يرى أطفالا يعذبون قطّة ويلقونها وسط الشارع لتدوسها السيارات المارّة، فينهرهم ويلتقطها ويطعمها ويسقيها ويأخذها هو ووالده عند طبيب بيطري؛ ليعالجها ويعود بها إلى البيت ويعتني بها وبنظافتها ونظافة بيتها الصغير.
في هذه القصة التوجيهية التربوية يظهر أن التربية أوّلا تبدأ من البيت فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر، فالأمّ أثنت على ابنها وشجعته على الرفق بالحيوان، وكذلك دور المعلمة في المدرسة التي طلبت من الأطفال أن يصفقوا لسامي لعمله الإنساني بإنقاذ القطة، وشارك في العمل الإنساني صاحب البقالة أبو كامل الذي تبرع بالحليب، والجزار أبو طنوس الذي تبرع باللحم لإطعام القطة.
وفي هذه القصة رسائل توجيهية وتربوية منها:
- تعليم الأطفال الرفق بالحيوانات وعدم الإعتداء عليها.
- دور الكبار في رعاية الأطفال وتوجيههم.
- مشاركة البيت والرفاق والمدرسة والمجتمع في تربية جيل مهذب يحسن التصرف.
- تعليم الأطفال ان لا يلمسوا الحيوانات الضالّة خوفا ان تكون حاملة للجراثيم والأمراض المعدية.
- تعليم الأطفال تشجيع بعضهم على الرفق بالحيوان والعمل الإنساني.
– اللجوء دائما الى الأطباء والمختصين في معالجة الأمراض في الوقت المناسب وسماع توجيهاتهم.
- تعليم الاطفال طريقة إعطاء الدواء للحيوانات بخلطه مع الماء الذي تشربه.
- ضرورة الاهتمام بنظافة الحيوانات ونظافة بيتها الصغير.
رسومات القصة جميلة ومعبرة وبالوان زاهية تفرح الأطفال. ولكن كوْن القصة للأطفال الصغار فصورة الطفل تبدو أكبر من صورة طفل صغير.
وقال الدكتور عزالدين أبو ميزر:
القصة للكاتب صقر السلايمة وهو فنّان مسرحي وكاتب، وسبق أن كتب مسرحيات وقصصا للأطفال.
قصص الأطفال دائما لها مقاصد وأهداف تختلف من كاتب لآخر، وكلها تهدف إلى تنشئة الطفل تنشئة سليمة.
وعلى أسس متينة من الأخلاق والقيم السامية والتربية الصحيحة، ليصبح المجتمع بأكمله يوما ما سليما معافى من كل سوء.
والكاتب بحسب جرأته ومقدرته يحاول أن يظهر ما يريد إيصاله من أهداف بشكل محبب؛ ليرسخ في عقول الأطفال، وينطبع في ذاكرتهم، ويصبح أساسا يقوم عليه بناؤهم المعرفي والشخصي والثقافي والوطني والتربوي عليه.
والكتابة للاطفال ليست بالعمل الهين كما يعلم الجميع والكمال لله.
وكل كاتب يقع في أخطاء وهفوات تغيب عنه وينتبه إليها غيره، فيحصل التكامل.
وقصة كاتبنا هدفها الأساسي الرفق بالحيوان الذي هو القطة سمورة.
والهدف الثاني تثبيت هذا المفهوم من قبل المدرسة والبقال واللحام وأهل البيت والطبيب البيطري، وتبيان المخاطر الطبية وطرق الوقاية والعلاج، وبما قاموا به من مساعدة وتشجيع لما قام به الطفل سامي من عمل رائع، وذمّ الأطفال الذين كانوا يصغرونه سنّا، والذين كانوا يعذبون هذه القطيطة الصغيرة. كل ذلك بلغة سهلة وبسيطة.
وقالت هدى عثمان أبو غوش:
يطرح الكاتب قضية العنف تجاه الحيوانات من خلال الفتى سامي، الذي يعتني بالقطة سمورة، ويحميها بعد تعرضها للأذى من قبل الأطفال في الشارع.
جميل أن يتطرق الكاتب لفكرة الرفق بالحيوان ونبذ العنف،لكن الكاتب لم ينجح في معالجة مشكلة العنف القائمة وما حدث أنه فقط قام سامي بالصراخ على الأطفال ممّا دفعهم للهروب خوفا منه.
أتساءل هل هكذا نحلّ المشاكل ونجعل المشكلة قائمة بلا حلّ جذري؟ لا يوجد في القصة ما هو تربوي أو تعليمي يردع العنف، لو كنت طفلة لظل القلق يساورني من هي الضحية القادمة مادام الجناة لا شيء يردعهم، في هذه القصة، أرى القطة هي تشبه المرأة العربية التي تتعرض للعنف والقتل دون التوصل لحل للحد من تلك الظاهرة.
إن القصة تحتاج إلى تعديل؛ لترتقي إلى القصة الإبداعية وعناصرها من خيال وعنصر التشويق والحل وغيرها، وأيضا الابتعاد عن السرد الذي يشبه الحديث اليومي.
هناك جملة أراها خاطئة ويجب تعديلها"أخذ سامي القطة معه إلى المدرسة"هذا تشجيع لأن ننقل القطة أو أي حيوان مسكين من مكان غير نظيف ومعقم إلى مكان نظيف، وهل يسمح بالمدارس إدخال الحيوانات إلى غرفة الصف؟
وردت كلمة "شقاوة""وحمايته لتلك القطة المسكينة من شقاوة هؤلاء الأطفال"أي شقاوة هذه؟كان يجب على الكاتب استبدالها بكلمة عنف فالفرق شاسع.
استوقفني مشهد سامي وهو يشتري اللحمة للقطة سمورة من الملحمة، السؤال هل يتم شراء اللحمة للقطط من الملحمة؟ استغربت جدا فهذا لا يليق، للعلم هناك محلات خاصة للحيوانات فيها تباع الأغذية الخاصة بها. جاءت الرسومات جميلة.
وقالت نزهة الرملاوي:
برسومها اللطيفة وفكرتها الانسانية الدالة على الرفق بالحيوان، سعدنا بقراءة قصة القطة سمورة للكاتب الفنان صقر السلايمة، ورسوم الفنان عصام أحمد، الذي رافق النص المكتوب برسومه والوانه التي لفتت انظار المتلقين.

قبل الحديث عن القصة، لا بد من الإشارة إلى المنهجية التي اتبعها الكاتب الفنان صقر السلايمة في قصصه الموجه للأطفال والتي تعنى بالجانب الإنساني في المجتمع المحلي، آخذا بعين الاعتبار القيم التي يجب أن تذوتها قصصه المكتوبة في نفوس الأطفال مثل قيم الرحمة والتعاون والإحسان إلى الحيوان، وغرس صفات عظيمة كصفات النخوة والتطوع والشجاعة في قلوب اليافعين والصغار.

لقد اعتدنا على قراءة قصصه المنبثقة من البيئة المحيطة بشغف، إذ لم تكن غريبة عن الواقع، كما في قصة ماجد يخدم الحيّ، وزهرة الحياة والقطة سمورة.
اعتنى الكاتب بجمله السلسة وأسلوبه البسيط وطريقته المباشرة البعيدة عن التكلف في سرد القصة، إضافة إلى تنبيه المتلقي للرأفة بالحيوانات الضالة التي تتعرض للأذى والضرب من قبل الآخرين، من خلال الحوار، وترك الحيوانات دون اعتناء وإطعام يعرض الانسان نفسه إلى غضب الله، وعدم احترام المجتمع له.

صور الكاتب مشهد ضرب الأطفال للقطة بإتقان، فلا يجوز الإساءة إلى مخلوقات الله، ويجب علينا رفع الظلم والأذى والضرر عن تلك الكائنات التي تحسّ وتشعر وتتألم، ولكن لا تستطيع البوح بألمها، فلا تشكو لأحد.

نوّه الكاتب إلى تشجيع الأهل لصغارهم على الرأفة بالحيوانات، والاهتمام بذهابها إلى الطبيب البيطري لمعالجتها وتطعيمها من الأمراض فلا يصاب حامل الحيوان بالعدوى، وتعديل سلوكهم السّيء، واستبدالها بالاحسان إلى الحيوانات والرفق بهم.

لقد كانت شريعتنا الإسلامية السباقة في الاعتناء بالحيوانات والرفق بها، وذلك من مظاهر حضارتها التي سبقت حضارات العالم الحديث، والتي تعتبر الرفق بالحيوان من مظاهر تحضرها ورقيها. شكرا للكاتب الذي صاحبنا بجملة من القيم التي نستمدها من ديننا ومبادئنا.



#ديمة_جمعة_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية قناطر وألوان تعانق السماء في ندوة اليوم السابع
- قصّة الأطفال-إضراب الجميلات- في اليوم السابع
- رواية -الأسير 1578 - في ندوة اليوم السابع
- قصة -ميمي والصبي الأحدب- في اليوم السابع
- رواية اليافعين-مايا-في ندوة ليوم السّابع
- رواية -مايا- لليافعين.. دروس مستفادة للصّغار والكبار
- طير نبيهة الجبارين الطائر في اليوم السابع
- رواية - ذاكرة على أجنحة حلم- في اليوم السابع
- في الذكرى ال 46 لمجزرة تل الزعتر: بحضور القامة الأممية الكبي ...
- -وطن على شراع الذّاكرة- في اليوم السّابع
- رسائل من القدس وإليها في اليوم السابع
- -رسائل من القدس وإليها- وصلت بسلاسة دون حواجز
- قصة رحلات أبي الحروف في اليوم السابع
- - همسات وتغاريد- عدلة خشيبون في ندوة اليو السابع
- همسات وتغتريد- نصوص كتبت بحبر من دموع
- رواية -احتضار عند حافة الذاكرة-في اليوم السابع
- مصطلح الأدب النسوي بين الرفض والقبول على طاولة اليوم السابع
- رواية -الصّامت-لشفيق التلولي في اليوم السابع
- على بوابة مطحنة الأعمار في اليوم السابع
- -سلمى الذّكيّة- على طاولة اليوم السابع


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديمة جمعة السمان - قصة القطّة سمّورة في ندوة اليوم السّابع