أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمار أسامة جبر - تلاميذ بن عسقلة














المزيد.....


تلاميذ بن عسقلة


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 13:49
المحور: المجتمع المدني
    


يحكى أنه وعلى فراش الموت أوصى -أحد كبار اللصوص في العهد العباسي- أدهم بن عسقلة، أتباعه وصية خلدها التاريخ*، وتوالت أجيال الشطار والعيار واللصوص الى أن وصلنا ﻷتباعه ومريديه في القرن ٢١، الذين ضربوا بعرض الحائط وصية كبيرهم بن عسقلة فانقلبت الآية، ليصبح العيارون والشطار هم علية القوم وأصحاب الحل والعقد، فلم يكن العهد بين العيارين والشطار إلا عهد شرف بينهم للأخذ من الغني المكتنز الذي اعتقدوا في تلك الفترة أنه يجوز الأخذ منه ﻷمتناعه عن أداء فرض الزكاة، وشرعوا في تنفيذ ما تعاهدوا عليه من نهب وسلب مع الحفاظ على الوصية الخالدة لبن عسقلة.

لكننا لو نظرنا إلى العساقلة الجدد، لوجدنا الحال غير الحال، فمن مريدين عرايا لا تسترهم إلى الخرق البالية، الى أثمن ما حاكته أيدي المهرة ولوجدناهم يخونون العهود وينقلبون على بعضهم، وتحولوا من تنظيم يعمل تحت مواثيق وعهود، الى جماعات وأفراد أغاروا وتغولوا على المال والعرض والشرف، وخانوا الأمانة والميثاق، وأحلوا الدماء في سبيل الدينار والدرهم وكل ما يلمع في نظرهم ذهب فهم غربان تُغير على كل شيء، ولا تجد في وجوههم حياء يذكر.

ويظن ظان أننا كدول عالم ثالث، نغرق في الديون التي لو عمل كل كهل وطفل وشاب وامراة لن نستطيع سدادها بأي طريقة، ولكننا لم ننظر إلى كروش العساقلة، كيف تنتفخ يوماً بعد يوم، ولا نجد على أبوابهم الى زبانيتهم وجلاديهم ومن يدورون في فلك العسقلة، لم يرضوا بالفتات والتقشف بل سرقوا أوطاناً بأكملها، وأمعنوا في الإفساد والتخريب، لم يبنوا ﻷوطانهم حجراً إلا وكان لهم فيه حسنة، والحسنة تضاعف بعشر أمثالها، وهي عند العساقلة بمليون حسنة.

ضاعت الأوطان وتشتت الخلق، وتغيرت الألسن التي تنطق ضاداً، حتى ما عدنا نميز ابن عمنا من غريمنا، مات بن عسقلة وماتت أخلاق وشرف العيارين والشطار -الذين لا أقر أبداً بصحة ما عملوه- لكن لص يسرق نصف ما يملك الرجل، ولص يحفظ أحاديث مروية عن كبار الأئمة ولص يسأل تاجراً عن مسائل في الزكاة ، ولص يحفظ أحوال اللصوص منذ النبوة الى عهد العباسيين، وبل الأعجب ما فعله أبو الهيثم الطرار الذي جلد ثمانية عشرة ألف جلدة ولم يعترف، حتى قيل أنه لو ادعى أحد العيارين النبوة لكانت معجزته تحمل وجع السياط، الذي أمسك بثوب إمام السنة بن حنبل، ويقول له تحملتها في سبيل الدنيا وغواية الشيطان فاصبر يا إمام على ما ابتليت طاعة للرحمن، ليدعو بن حنبل له بعدها، وإذا نظرنا عن يميننا أو شمالنا فهل نجد بين عيارين جلدتنا بن عسقلة أو أبو الهيثم أو عثمان الخياط وغيرهم من الذين الف فيهم الجاحظ كتاب أخلاق الشطار، ونقم عليه أبو منصور البغدادي وقال فيه "علم بها الفسقة وجوه السرقة".

أما لاتباع بن عسقلة القدامى من عودة!!

*وصية أدهم بن عسقلة: " أيها الأحبة لا تسرقوا امرأة ولا نبيلاً ولا جاراً، وإذا سرقتم بيت أحدهم فاسرقوا نصفه واتركوا له النصف الآخر ليعتاش عليه مع أهله، ولا تكونوا أنذالاً ولا ظلمة أو قتلة، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد" .



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المونديال والقضية الفلسطينية
- دجاجة حسين
- تجوع يا سمك البحر
- اخر جمهوريات الموز


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يدين حظر إسرائيل أنشطة -الأونروا-
- أوروبا تبحث تخفيف قيود التعامل مع المهاجرين
- طائرتان تجسسيتان بريطانيتان حلقتا قرب غزة أثناء تبادل الأسرى ...
- مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة: لماذا تعزز مصر جيشها؟
- أوروبا تبحث تخفيف قيود التعامل مع المهاجرين
- -الأغذية العالمي-: الاحتياجات الإنسانية هائلة مع عودة النازح ...
- لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة
- الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم.. اعتقالات وتدمير ونزوح للس ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة والقدس
- مفوضة الخارجية الأوروبية تدين اعتقال المحتجين في جورجيا


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمار أسامة جبر - تلاميذ بن عسقلة