أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لخضر خلفاوي - *انطباعات حول الكتابة: هوس القارئ بالكاتب أو القارئ الذي يقرأ بالخطإ …!














المزيد.....


*انطباعات حول الكتابة: هوس القارئ بالكاتب أو القارئ الذي يقرأ بالخطإ …!


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 01:24
المحور: الادب والفن
    


-كتب:لخضر خلفاوي*

"…ظاهرة متفشية في الأدب و العربي خاصة بحكم أننا مجتمعات نتميّز بالعاطفة المفرطة ..مع اتاحة و تمكّن وسائل التواصل و نسف المسافة التي كانت تُبعد بين المبدع الكاتب و القارئ؛ ألا و هي ظاهرة ( هوس القارئ بكاتبه أو بكتابه )… علما الإحصائيات تؤكد أن هوس القرّاء من جنس الإناث يفوق كثيرا نسب هوس القرّاء الذكور بكتّابهم .ظاهرة هوس القارئ بكتّابه و وقوعه في عشقهم و غرامهم ليست ظاهرة مستقلة أو حديثة العصر ، فهذا الانحراف و الاضطراب السلوكي بدأ يظهر جليا مع انتشار الصّناعة " السينمائية التلفزيونية " ، حيث يحدث أن يقع مشاهدون لأعمال سينمائية في هوس و عشق ممثلا ما و لكن كانت هكذا حالات غير متفشية بشكل واسع شبه هامشية .. و كان بعض المهووسين المبالغون في عشقهم و هوسهم بممثل ما يحاولون الوصول إليه مهما كان ، فكانوا يعتمدون على أهم وسيلة متاحة في تلك الحقبة و هي ( الرسائل ) البريدية ، حيث يتلقى بعض من الفنّانين من وقع عليه هوس معجبينه رسائل كثيرة دورية تفصح عن إعجاب بِكل حميمية و مشهرة بغرامها و حبها له .. محدودية وسائل التواصل بين الفنّان و معجبيه وقتها قبل حقبتنا هذه ساعدت " المرضى " بشخصياتهم المفضلة -مع السن و النضج - على تجاوز محنة الوقوع في غرام ممثلهم و فنانهم للأبد و يتماثل معظهم للشفاء من هذا الاضطراب السلوكي النفسي .
-الهوس الذي يصيب القارئ بكاتبه في البدء تبدأ العلاقة طبيعيا كأيّ ( علاقة القارئ بالكاتب من خلال كتاب ) علاقة عادية ، يكون الهدف المبدئي و الأساسي هو ( الاطلاع ) و القراءة كسلوك معرفي ثقافي ضروري .. فيحدث إن حدثت ( كيمياء غريبة ) أن يجد القارئ نفسه المتابع لأعمال كاتب ما متورّط و مدمن بكل ما يكتبه كاتبه ، قد يكون أسلوب الكاتب من بين أسباب أسر القارئ بشرط أن يكون ذلك القارئ يمثّل أرضية نفسية خصبة و عاطفية و فكرية هشة ، ضعيفة ..يتحوّل التورّط و الإعجاب بالكاتب إلى حبّ و عشق ، بحيث يصبح القارئ لا يهدأ له بال و لا يرتاح نفسيا إلا إذا غاص في عوالم كاتبه و سرده و اقتفاء أثر كل ما يتعلق بالكاتب و حياته ، فيتزحزح -مرضيا -و ينتقل القارئ ( المُصاب بهوس الكاتب ) من منزلة القارئ بالعقل و بالفكر مع الحيادية العاطفية المشاعرية إلى التّورط في عشق و حب كتّابه و تختلط مشاعره و يصبح مدمن ( كاتبه ) لا كتاباته ، و يُسقط القارئ المَرَضي المهووس بكاتبه كل الحدود و الفوارق الاجتماعية و العمرية و الاقتصادية و الجغرافية و العقائدية و يهب نفسه و حياته -في اعتقاده الهَوَسي - لكاتبه المعشوق … و يصبح القارئ المهووس بكاتبه مدافعا بكل ( عميانية ) على خياراته و على كاتبه و لا يتقبّل أي تعرض نقدي له ، فيبدو له أنّ عرض و شرف و سيرة كاتبه من عرضه و سيرته و شرفه و لا يجوز المساس بها ! بل هناك من وقع في غرام و عشق و حب كُتّاب ماتوا و اندثروا منذ عشرات السنين !. و يصبح القارئ العليل ( بهوس الكاتب ) لا يرى نفسه إلا شخصا و بطلا رئيسا من شخوص كل منجز لكُتّابه ، بل هناك حالات من المصابين ب( الهوس بالكتاب ) حيث تصبح هذه الحالة تغار حتى من " شخوص منجزات كتابها و من علاقات الكاتب الواقعية و الافتراضية في الساحة العربية و المشهد العربي . و لأنّ معظم مبدعو العالم العربي و كتابه ( أوغاد و ليست لهم ضمائر مهنية و أدبية حية ) ، استغلوا هذه المسافات المنسوفة بينهم و بين القرّاء و المعجبين بفعل وسائل التواصل الاجتماعي ليكونوا عنصرا مفصليا في تحريف ( علاقة الكاتب بالقارئ ) و يشجعون مُستغلّين هؤلاء القرّاء المرضى الذين يعانون ( السّبي الشعوري و الحرمان العاطفي ) نظرا لهشاشة فكرية و تربوية و عاطفية لكي يتمادون في التورّط فيهم لا كقراء و إنما كمادة دسمة لمنجزاتهم السردية المستقبلية و الضحك عليهم و تشجيعهم على حالاتهم المرضية في الارتباط مشاعريا و عاطفيا بهم .. السوشيال ميديا عمّقت الآفة و عقدتها و أضرّت بهكدا نماذج من القرّاء الضعفاء …و من هنا نشأ أدب الاعتراف و أدب السيرذاتية المُقنّعة ( المُطلمسة) التي خلقتهم علاقات مشبوهة بين كُتّاب جشعون ، مفترون ، فاسدون ، و بلا ضمير مع قرّاء مرضى بالهوس مستعدون لكل التنازلات و الخسارات لإرضاء كاتبهم المعشوق المفضّل الآسر لكل إدراكهم العقلي.. في أمّة اقرأ التي تقرأ أقل من (-1) كتاب في السنة مقابل (80) ثمانون كتابا لدى المجتمعات المتقدمة فيهانماذج من القرّاء لا يعرفون كيفية القراءة و الاستفادة من الكتّاب ، و هنا أقول كتحصيل حاصل -"قارئ لا يعرف يقرأ أو يُقرأ بالخطإ هو حتما سيكون كاتبا لا يعرف كيف يكتب أو بالمحصّلة كاتب سيكتب بالخطإ !."
- باريس 11/12/22



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *أفكار : (التّمَنْكِيحْ!)..الثقافة و الفنون ..الوزارة المنكو ...
- *كحل العين!
- -قراءة نقدية فنية: *أنتَ فنّان لا يكفي! .. كن مبدعا أو توقّف ...
- -قطَريّات ساخرة : أُمّة -قَحْبَشَريفَة- بامتياز !
- أمير- تاج - السرد العربي .. في زمن انتكاسة الأدب !
- * قراءة بحثية في ملف أفظع و أخطر الأوبئة عبر التاريخ : الإنس ...
- -كوفيّة الدُّبر العريان -!
- *العريقُ العَرّاقْ
- *في التربية و الثقافة الجنسية : -الرعشة الجنسية- و البحث عن ...
- سرديات أيلولية : أخيلة - سفوح - هوى العرش- المحراب- نظارات م ...
- أفكار -Pensées -أخشى أن يُخوّن سُكّان الأوراس يوما !
- **سردية واقعية: -وحيد البنغلاديش - ( récit réaliste) Le soli ...
- - حول الراهن ( الأدب ، النقد و الجوائز )؛ ماذا تبقى للإبداع ...
- *في فلسفة قراءة الماضي و الحاضر معا: غُلام الله و -بزّولة ال ...
- -محيض القصائد- و نصوص أيلولية قصيرة أخرى …
- تأمّلات فكرية: السّلخ و المسلوخ- القرض الحسن- النبض-
- فسحة الخواطر : المنحَدر اللّذيذ، تجلّي، المَلْقى المُنتظر، ح ...
- فُسحة الخواطر …
- فضفضات الخلوة …
- *سرديات أيلولية: عابر السّين ..ناصية.. تبنّي.. عصايَ.. فراشة ...


المزيد.....




- فيلم -أنورا-.. الروسوفوبيا طريقا أكيدا للحصول على 5 جوائز أو ...
- الأوسكار 2025.. مايكي ماديسون تسرق الأضواء من ديمي مور
- فيلم فلسطيني إسرائيلي يحصد جائزة أوسكار أفضل وثائقي
- فيلم -أنورا- يهيمن على جوائز الأوسكار.. وبرودي أفضل ممثل
- -بذرة التين المقدس-.. فيلم إيراني صور سرا ونافس على الأوسكار ...
- ليلة كبيرة لفيلم -Anora-.. القائمة الكاملة للفائزين بجوائز ا ...
- -في ظل السرو-.. فيلم إيراني يحصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ر ...
- جاي بيرس يدعم فلسطين بدبوس -فلسطين حرة- في حفل الأوسكار 2025 ...
- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لخضر خلفاوي - *انطباعات حول الكتابة: هوس القارئ بالكاتب أو القارئ الذي يقرأ بالخطإ …!