ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )
الحوار المتمدن-العدد: 7469 - 2022 / 12 / 21 - 01:23
المحور:
كتابات ساخرة
هنا بهذه المناسبة ، رجعت بذاكرتي الى الصف الثاني الثانوي ( الحادي عشر ) عندما كان مدير مدرستنا هو استاذ مادة اللغة العربية ، الاستاذ و الشاعر المرحوم رشيد الذيب , كان صفنا مختلط واتذكر كان الموضوع عن الشاعر ابو فراس الحمداني .
طلب مني ان أخرج من المقعد وأقف بجانبه لقراءة موضوعي الذي كتبته , فالخروج من المقعد وزميلاتنا موجودات ومن الطائفتين والقراءة أمام الجميع بالنسبة لي صعبة بل قمة الرهبة , حاولت قدر الامكان ان لا يتلون ويطغى الصفرة على وجهي من الخجل , وأول ما بدأت قلت : أبو فراس الحمداني , استوقفني استاذنا مباشرة ليصحح موضوعي وقال : أبا فراس .
- عدتها مرة ثانية أبو فراس .
- قال : أرفع صوتك عالياً , كي يسمعك جميع الطلاب .
- أجبته : بطاريتي ضعيفة .
- قال : في ملعب كرة القدم عندما تشتم بصوت عالي لصديقك أسامة , ذاك الحين بطاريتك قوية ، وهنا تخجل ان ترفع صوتك أمام الصبايا .
" بالمناسبة الأخ والأستاذ أسامة هو ابن مديرنا و زميلي " .
وفي إحدى حصص القراءة جاء دوري , بعد ان أكملت المقطع الذي قراءته , قال :
- قف .
- وقفت , و قدماي ترتجفان من الخوف والاحراج و ربما البهدلة أمام الصف ,
نظر اليً وأشار بسبابته قائلاً : قراءتك جيدة ومتمكنة ,تفضل استرح.
- أوه يا إلهي ، وكأنني حصلت على جائزة نوبل للآداب.
تنفست الصعداء , وحسيت أن رأسي يكبر رويداً رويدا ، كبر ضعفي حجمه , أنا و قراءتي مقبولة لدى استاذي ...شيء لا يصدق.
و بفضله أصبحت أهتم بمادة اللغة العربية , وبفضله تعينت بمدارس الدرباسية , رحمه الله وعطر ذكراه.
#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟