أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - أحلام الخيبة ومنامات لا تشبه الموت














المزيد.....

أحلام الخيبة ومنامات لا تشبه الموت


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7468 - 2022 / 12 / 20 - 08:35
المحور: الادب والفن
    


من عادتي عندما تحاصرني الخيبات أشعر أن العالم كله منكسر في ذاتي؟؟؟ ...
أهرب سريعا نحو عالم النوم.... عالم جميل لكنه مزعج لي بشكل غير طبيعي، بل هو أيضا أحد خيباتي المريرة لذا فعرقتي به علاقة المخدر مع المريض... فقط للهروب الأضطراري.
لم أحب النوم منذ أن بدأت كوابيس الواقع اهرب معي إليه، فتلاقيني هناك بلا موعد، وأيضا بلا دعوة... ولكن دون منذ للهرب منه هناك... فأنهض مرعوبا من زائر لا يحترم رغبتك بالانفراد بعيدا عنه لأنه يحمل لك في كل مرة ما تركته خلف ظهرك لترتاح من عناء وعبء غير لازم ولا ملزوم.
المهم تعودت على الهروب من الهروب الى هروب أخر في سلسلة من التهريب المتواصل حتى أصل إلى زمكان لا هروب فيه ومنه وإن كان بعيدا جدا حد القرب الملاصق، في مساء ليلتي الماضية المتعب كالعادة... رحت في غطيط عميق أريح بدني فيه وأستريح من أنات وونات جسد حمل حملا لا يجمله حتى من أمتهن الحمالة وصار فيها أشهر حمالي بفداد... لعلي أرخي وأسترخي من عناء روحي أيضا....
لا أعرف كم مضى منذ أن فقدت إحساسي باليقظة وإن كنت سريع الغوص في سنة النوم حتى أدركني المطارد المطالب دوما يشراكة تفكيري الباطن ليفزعني من نومة بالكاد تسمى نومة قصيرة...
حاولت أن أبعد تلك الصورة التي هزت وعي لأستفيق مثل كل يوم وكل نوم... تقلبت طويلا في الفراش... أبحث عن سبب لكل ما يجري... لا جواب..
بالتأكيد لا تعليل
وأيضا لا تبرير سوى أني محاصر في الصحو وفي المنام وفيما بينهما أيضا...
لأجرب حلا أخر ودجلة قريبة مني ويقال أن الحديث للنهر هو مثل الحديث لله...هكذا تعلمت من جدتي الحكيمة وأمي العظيمة وذهب إليه مغاضبا... أيها النهر البحر الجميل... سلام عليكم...
أعذر تطفلي وطفوليتي وشيء من جنوني... لماذا تسير دوما بهذا الطريق الطويل صامتا كأنك حمل وديع ونائم لا يدري أن هناك من مثلي لا يستطيع النوم ولا يستطيع أن يحمل كل هدوءك الموقر هذا..
على حافة النهر تكلمت كثيرا مع النهر وأنا أساير الماء الذي يجري فيه كأنني أرى بعض الماء يستمع لي... فالنهر مشغول أيضا بالأستماع لغيري.
أسمع بعض المارة يضحكون ربما لأنهم لم يعتادوا رؤية الكثير من المجانين في المساء المتقدم نحو منتصف الليل يتحدثون مه جني النهر أو على الأصح كما تقول الأساطير جرية النهر التي ترافق النهر في مجراه ولكن على ولكن على (الراك)، أما حورية النهر أو البحر فتلك تسكن داخل تيارات الماء في العمق، وعندما تأتيها نوبة العشق والوله وفورة الأنوثة تخرج باحثا عن أهبل لتصطاده فتفرغ شهوتها وتستفرغ شهوة.
ربما كانت حمايات خرافية وربما من كان يضحك من حديثي محقا... لكن أحسست برغبة شديدة بمواصلة الحديث للنهر... ربما يساعدني أن أرمي فيه تلك الكوابيس القذرة وأتخلص من جزء من خزين الخيبة والحسرة.
في نهاية المشوار كان هناك مانع من النوع الذي لا يترك في الطاعة ولا يدرك بالواسطة... توقفت أخيرا موعدا النهر لأنصرف.. البرد أشعر به لأول مرة ويقظة شديدة أنتابتني أنني قد أكون قد خرفت باكرا ومبكرا... ما هذا الهراء... لو كان النهر عاقلا لهجر مكانه وذهب حيث الجمال يبحث عن جميل مثله... بغداد لم تعد عروسة المدن ولا جميلة الجميلات في وطن أسمه العراق الحزين... ومن حزنه سماه الناس وطن السواد الذي لا بياض فيه...
أنصرفت أنا أضحك بنفسي على نفسي ... من يأسي سلكت طريقا لا يسلكه إلا مجنون عاقل أو عاقل مجنون... وأنا لا من هؤلاء ولا أولئك الذين كان الله اهم مؤيدا ونصيرا.
بقربي كان بائع الشاي الجوال يمر يحمل لي بعضا من حل.. كأس دافئة ومنعشة للعقل المشوش وربنا أستعيد قواي العقلية... قدم لي كأسا ورقيا فيه المحلول الأمل الشاي المحمر المسود... قلت هل كثرة لي فيه ملعقة أخرى من السم الأبيض.... أنا أحبه مسموم كثيرا... نظر الرجل وسحب الكأس وأنصرف... بعد أن اسمعني كلمة ... رجل كبير مثلك لا يصح أن يكون سكرانا في هذه الليلة وفي هذا البرد.. أذهب لبيتك وتناول المزيد من اسم والخمر وووو... أنصرف.
صحيح ما قاله الرجل تناول الشاي بالسم الأبيض في سريري أفضل... سأذهب ولكن أين أوقفت سيارتي؟ ... أني أضعت المكان... ربما العودة للنهر بالأتجاه المعاكس سوف ينتهي حيث أوقفت سيارتي..
رجفت للنهر قلا له أعرف أنك محنون ولا عقل لك ولا تفهم ما أريد ... ولكنك جيدا جدا في الأستماع دون أن تستفزك المقالات والمقولات... لماذا لا يصبح الإنسان مثل النهر يتحمل ما يجري من تفاهة وسخف بدون أن يحمل ردا على ذاته فيعذلها ويتعذب، ويحمل بدون أن يضجر من سوء الحامل والمحمول... أين سيارتي؟
من الخلف جاء الصوت... تعال... أيها.... سيارتك حملت قبل ساعتين من قبل شرطة المرور لأنك تركتها في مكان ممنوع وهي تشتغل ودون أن تطقي المحرك ولا الأنوار... لقد أحدث وقوفها بهذا الشكل المزيد من الشكوك عند رجال الامن خاصة وقد كال وقوفها هناك... لقد رأيتها محمولة عبى سيارة إنقاذ بعد أن تجمر رجال الأمن المرافقين لكلاب الفحص وخبراء المتفجرات وقطعوا الطريق عن المارة لنصف ساعة حتى تأكدوا أن صاحبها أما مجنون أو تعرص للخطف...
نعم هذه أيضا من كوابيس الصحو .... شكرا لك سأتركها تنام عنده الليلة وغدا في الصباح حل..
أي صباح يا رجل نحن بيننا وبين الصباح فسحة صغيرة تعد بالدقائق... ولكنني نعسان جدا وبحاجة للنوم.... أذهب لفراشك فالأمن مستتب الآن وعليك أن تجد عذرا أو كذبة جميلة حينما تراجع لتبرير ما حدث...
إن شاء الله ... قال الرجل بل إن شئت النجاة وأسترداد سيارتك..
أنا بحاجة لأن أصحو من هذا النوم المتيقظ واليقظة النائمة.. فلا أكاد أستحمل كل ما يجري لي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله والماء والحضارة ح1
- القيمة العملية لدور الله في نشأة الحضارة العراقية ح2
- القيمة العملية لدور الله في نشأة الحضارة العراقية ح1
- صورة الله في الديانة العراقية القديمة ح2
- الفرق بين حوالتي الدين والحق وشراء الدين في القانون العراقي
- صورة الله في الديانة العراقية القديمة ح1
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 7
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 6
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 5
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 4
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 3
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 2
- أسس الديانة العراقية القديمة ح1
- الدين بين طورين ح 4
- الدين بين طورين ح 3
- مقامات الهوش في وسط الحوش ح2
- الدين بين طورين ح 2
- الدين بين طورين ح 1
- مقامات الهوش في وسط الحوش
- أهلا بصباحك ... سيدنا المطر


المزيد.....




- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - أحلام الخيبة ومنامات لا تشبه الموت