الروائية الألمانية - هانا دوبغن- في بغداد

سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 02:40
المحور: الادب والفن
    

بدعوة من السفير الألماني السيد "مارتن ييغر" استضافت السفارة الألمانية في بغداد يوم الاحد الحادي عشر من كانون الثاني 2022 نخبة من مثقفي بغداد من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، ووزارة الثقافة، وطالبات كلية الآداب – قسم اللغة الألمانية، لحضور أمسية قراءة في رواية " عن البلد" للكاتبة الألمانية الشابة "هانا دوبغن" وتعد هذه الرواية هي الرابعة ضمن اعمال الكاتبة.
استعرضت "هانا" جانباً من الفصول الأولى للرواية باللغة الألمانية، وقرأت المترجمة الدكتورة "نجاة عيسى: الترجمة باللغة العربية تخللت الجلسة عزفاً على آلة الكمان للعازفة الشابة " لين محمد"
صدرت النسخة الألمانية من رواية " عن البلد" سنة 2016 عن دار (dtv) الألمانية، وسنة 2017 تمت استضافة الروائية هانا الى البصرة لحضور ورشة "الكتابة من اجل الحياة" التي نظمها "معهد غوته الألماني" للكتابات الشابات، وهناك تعرفت المترجمة " نجاة عيسى " على "هانا" لأنها قامت بترجمة أجزاء من الكتاب لتمم قراءته في الجلسة، واعجبت " نجاة " بالرواية وقررت ترجمتها الى العربية، وفعلا تم التنسيق مع دار طبع لتصدر النسخة العربية عن "دار الرافدين" بيروت 2022.
تدور الاحداث حول (آمال) الشابة العراقية ذات العشرين ربيعاً، التي تدرس الاثار في جامعة برلين، وتتعرف على "كلارا" الطبيبة الالمانية التي تكبرها بعشرة اعوام، عبر حادث ارتطام دراجة كلارا بآمال، لتنشأ بينهما علاقة صداقة تتحول الى رابطة روحية، تظهر شخصية آمال التي تحب بلادها العراق ولكنها تركته اثر قسوة الظروف السياسية والمعاشية، وتظهر ألمها على فقدنها والدها وهي بعمرعشر سنوات بسبب الارهاب، وتظهر حنينها لبلدها وجدتها وصراعها في التأقلم مع البيئة الجديدة بكل اختلافاتها في بلاد باردة وغريبة، وتفاصيل مشاركتها السكن في مجمع حارسه رجل سوري يسمونه (أبو) مع شريكة سكن فوضوية، تظهر آمال المحبة لفن الرسم وكيف كانت ترسم بشكل يومي، وبعد وصولها الى المانيا اصبحت ترسم الاشخاص على شكل حيوانات بعد دخولها الى السجن، حيث رسمت الحارسة ذات الشعر الاحمر(نورج) على شكل زرافة، لتظهر من خلال الرسم احتجاجا صامتا على هيئة اشكال، وتتوالى الاحداث لتتوقف الروائية عن اطلاع الحضور عن نهاية الرواية، كي تظل الاسئلة محلقة في سماء الغرفة التي جمعت "هانا" بضيوفها البغداديين.
أعقبت القراءة مداخلات الحضور منهم:
د. يسرى مدير قسم اللغة الألمانية في كلية الآداب التي اعربت عن سعادتها بتواجدها مع طالباتها من قسم اللغة الالمانية لأمسية أدبية، وعن اوجه تشابه الحقيقة مع الخيال، لتوضح لها "هانا" بأن الغرض من الرواية هي تجسيد احاسيس امرأة تسعى لايجاد الامان والطمأنينة لتتصارع معها مشاعر الانتماء والتأقلم .
كما تساءلت الصحفية الألمانية "بيرغيت سيفنسون" عن سبب كتابة " هانا " لرواية تتحدث عن لاجئة عراقية، فكانت الإجابة:
- لقد التقيت بالعديد من العراقيين الذين يعانون من الغربة من الظروف التي يمر بها اللاجئ العراقي في المانيا بعد موجة هجرة ملوني مواطن من سوريا و أكثر من 750 الف عراقي وكيف وجدوا صعوبة في التأقلم مع العالم الغربي وطبائه-عه وقوانينه، لان الصورة الوردية لم تعد واردة تلك التي يظنها اغلبية العرب الذين لم يهاجروا عن بلادهم، بأن اللاجئ سيمنح مسكنا وراتبا وتسهيلات أخرى، بينما الوضع الحقيقي انه ملزم بالسكن في مجمع ضمن عدة لاجئين وان المعاناة التي سيواجهها في ظل محدودية الراتب وصعوبات الحصول على فرص الدراسة والعمل ليست سهلة أبدا، جاءت الرواة ردا وتوضيحا وتوثيقا لكل ما قد يمر به المواطن العربي والمرأة العراقية على وجه الخصوص.

هانا دوبغن سيرة ذاتية:
- مواليد مدينة ديسلدورف 1977 تعد تلك من أكثر المناطق كثافة بالسكان في اوربا، وهي ثاني أهم مركز اقتصادي وعالمي في ألمانيا بعد فرانكفورت، اذ تستضيف كل سنة حوالي (5 مليون زائر) كونها تشتهر عروض لأزياء وبكثرة المناسبات والمعارض التجارية التي تقام فيهاباعتبارها مدينة للمهرجانات الترفيهية، حتلت دوسلدورف المرتبة الأولى على مستوى ألمانيا والسادسة على مستوى العالم في قائمة أفضل المدن من حيث جودة المعيشة، وذلك وفقاً للمسح الذي أجرته مؤسسة ميرسر في عام 2009.
- درست الادب الالماني والفلسفة في أكسفورد.
- حاصلة على شهادة الدكتوراه في الادب.
- درست الموسيقى في برلين واكسفورد.
- وتعمل في المسرح الألماني في برلين في مجال تأليف المقطوعات الموسيقية.
- حصلت روايتها " سترون" على جائزة الادب الألماني ديسلدورف للآداب.

#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات