روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 12:01
المحور:
الادب والفن
متسول المطر
يلحق الحبات المتساقطة فوق جبينه
يعد على أصابع يديه ..
الآن
اليوم
غدا
بعد شهر
بعد سنة
بعد ..
ويدخل في تيه النسيان
يشرب ما بيده
يتكأ على كرسي الاعتراف
ويتمدد فوق لسانه
دونما صوت
دونما حركة
لا عبارات قبل هطول الغروب
حريق هنا
حريق هناك
هناك ..
في معصم القلم
بين بيادر دشتا سروجه
بين أشجار دشتا جومه
بين حقول الجزيرة الثكلى
المطر لم يزل يرسمنا بالأبيض والاسود
من سيفقأ عين البارود
من سينصب تمثالا لاقحوانة
نبتت من سبورة مدرستنا المنكوبة
واجفلت خديها تحت نعال الرحيل
أظن .. لا احد
الغيمة عقيمة في موسم الانجاب
والرعاة يتقاذفون احجار الداما
فوق تلال حبلى بالأشواك
من بعيد ..
من صولجان التاريخ
يتأبط جندي حراسة القبلات
فوهة مدفع
ويكنس شاربيه بمعول حفار القبور
هلموا .. لنعلق على مشانق سنتدج
سروايل جداتنا
ونغسل رأس الحمار بماء رحم العذراوات
لترقص الجنادب كلما انقشع قوس القزح ..
شولكه .. شولكه
هاهنا .. يتوقف الطبال عن قرع الحي
الحي من زمرة دم لم يتخثر
لا مطر في مزاريب الخصوبة
هنا سحابة تزحف بالمدينة إلى مدخنة العقم
إليكم بأكفان اللقطاء من عصر التنزيل
إليكم ببسطار في رحم انثى لم تلد
ولنفرش في فم النعاس
أغنياتنا التي كتبت من جلود أعناقنا
ثم .. نزف إلى الغيمة
هنا لا بشر .. هنا لا مدن
هنا لساننا الذي امتد بحجم كثبان الرمال
١٣/١٢/٢٠٢٢
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟