أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عدنان الصباح - علينا أن نعود للقراءة سوياُ














المزيد.....

علينا أن نعود للقراءة سوياُ


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 16:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


هناك اربعة انواع من الاحتلال النوع الاول هو من يضرب سورا حول مضارب العشيرة او المدينة او الدولة ويتركك تشعر بحريتك هناك حتى تحتاج البوابات لتكتشف انك لست حرا على الاطلاق وانه يتحكم بكل ما هو ضروري حد الخبز والزيت والوقود والعلاج والامر يحدث في نموذج غزة المحاصرة منذ سنوات وسنوات وتقاتل بكل ما اوتيت من قوة لتوال الحياة مؤمنة بان غدها سيكون افضل وان الغزاة حتما سيرحلون تحت وطأة صمودهم وانهار دمهم الذي يراق يوميا على رملها.
النوع الثاني هو ذاك الذي يجلس على بوابة بيتك محاولا منعك من الخروج والتنقل والعمل او حتى تفقد احوال حيك الذي تنتمي اليه بينما يمسك هو بناصية احتياجاتك كلها وهم يؤكد ذلك بانه لم يمسس حياتك بشيء بينما يترك لك بيتك الداخلي لتنعم به كيفما تشاء بما لا يجعلك تستخدم حتى شبابيك بيتك وهو يقصد بذلك تحييدك عن طريقة دون قتلك او التخلص منك وهذا احتلال يمكنك التخلص منه بسهولة ويسر حين تقرر ان تملك محيط بيتك على قاعدة انك سيد المكان كله وان بيتك ليس جزيرة معزولة على ارضه وحين تخرج لعدوك مقاتلا ستجده مكشوفا دون ساتر وتنتصر عليه بيسر وسهولة.
النوع الثالث هو ذاك الذي يستولي على كل شيء بما في ذلك غرفة نومك قاصدا ان يلغيك كليا ويبعدك عن طريقه ويمنح لنفسه حق السيطرة على كل ما تملك بما في ذلك ممتلكاتك الشخصية وكل ما هو مادي على الارض محاولا مسح أي تأثير مادي لوجودك وبتالي الوصول الى مرحلة تصبح فيها عاجزا عن استعادة اشيائك تلك فتعلن استسلامك منهارا وهو عادة ما لا يحدث بل على العكس من ذلك تصبح اكثر قوة لأنك لا تملك ما تخاف عليه وهي الاشياء المادية التي باتت بيد عدوك وبالتالي فانت تدرك ان لا حياة لك الا باستعادتها فتقاتل دونها منتصرا باستعادتها او ميتا من حياة موت فالخسارة هنا مستحيلة.
النوع الرابع هو الذي يستطيع احتلالك شخصيا بدفعك للتنكر لذاتك والوقوع في حالة من الاعجاب حد التماهي معه والوقوع في حبه واعتناق ثقافته ولغته حد اخضاع لغتك وثقافتك ومعتقداتك لصالحه وتجميل ما تعتقد به انت بألوانه هو لتبدو مناسبا له ويمكنك ان تقدم نفسك على انك تنتمي لثقافته الافضل والارقى والاسمى وبالتالي تصبح بذلك مستعدا للتمني لو كنت تنمي لعرقه حتى وتحاول بدراية او بدون دراية ان تتصرف في حياتك الخاصة حتى وكأنك هو فتقلده في مسكنه وملبسه ومأكله ومقتنياته وحتى اغانيه وفنه وذلك هو اخطر انواع الاحتلال الذي يستحيل اقتلاعه.
واخطر من كل هذا وذاك من الاحتلالات الاربعة الفاعلة هو الاحتلال الصامت والذي يشارك به كل من يواصل صمته أو منحه تأييده لدولة الاحتلال بشكل او باخر وهذا النمط تنتمي اليه الغالبية العظمى من حكومات العالم على الاطلاق تقريبا فيما يخص قضية فلسطين وشعبها فلم يعد هناك ادنى اهتمام يذكر بالشعب الفلسطيني وقضيته وبات تفهم مخاوف واحتياجات دولة الاحتلال اكثر بكثير من الالتفات لما يخص الشعب الفلسطيني.
والسؤال الان هل يمكننا فعلا التخلص من الاحتلالات الاربعة وهل تمكنت شعوب من قبلنا فعل ذلك والى أي درجة نحن نملك تجربة خاصة ام ان علينا ان نقرا سويا تجاربهم جميعا وعبر رؤيتهم لنتمكن من صياغة تجربتنا او تكرار احداها واذا لم نفعل ونقرا سويا فإننا لن نصل ابدا الى رؤيتنا وسنبقى حبيسي الاحتلالات الاربعة ومعتمدين كذبا على الاسوأ وهو الاحتلال الصامت الذي يساهم يوميا في افقادنا حقوقنا.
عديدة هي التجارب التي نعرفها والتي قراناها لكن على ما يبدو ليس بعين الذات ولا بعين الفائدة وانما بعين العلم بالشيء فتجارب شعوب فيتنام والهند وجنوب افريقيا وغيرها وغيرها لا زالت حية ونحن يمكننا الان وغدا قراءتها سويا مع شعوبها والانتقال بذواتنا الى الفعل وحالة المقاومة المتصاعدة اليوم من غزة وفي القدس والضفة والاحتقان المتنامي في الاراضي المحتلة عام 1948 تؤسس لاحتمالية وامكانية قدرتنا على وأد الاحتلال بألف شكل وشكل وتجارب كل هذه الشعوب مفيدة وتعتبر ملهمة لنا في سعينا نحو حرية شعبنا وبلادنا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية الصهيونية وتفجير الذات
- الإحتلال يصنع نهايته بيديه
- مونديال السياسة 2024
- بن غفير زعيم دولة الاحتلال القادم
- بماذا سيأتي المخاض الفلسطيني
- نحو برنامج سياسي مقاوم وموحِد للجميع
- الكتيبة والعرين وغياب الفصائل
- عُدي التميمي درس المطارِد الجمعي
- الوحدة الفلسطينية مسرح الكوميديا المتجول
- وحدة الساحات وإنقسام الصالونات
- ليسقط حل الدولتين
- أيها الرئيس لماذا غادرت المنصة
- تمزيق السلطة الى سلطات
- حين يصير الإنقسام صنعة
- الهدف إيران لا مشروعها النووي
- يوم الإثنين الأسود
- دولتان ... ولكن أين وكيف؟
- لا ترضى بالهم فهو لن يرضاك
- أمريكا ... حين يصبح الشيطان واعظا
- حماية أم إحتلال دولي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عدنان الصباح - علينا أن نعود للقراءة سوياُ