حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 7464 - 2022 / 12 / 16 - 11:30
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
الدنيا تَجاربٌ والتَجاربُ تصنعُ التاريخَ، سيئةً كانت أو جيدةً. نَظَمت قطر كأس العالم لكرة القدم في الفترة 20 نوفمبر-18 ديسمير 2022، بعد سنواتٍ من الإعدادِ الدقيقِ والتجهيزِ الشاقِ. تعرَضَت لحملاتٍ عدةٍ قبل البطولةِ تحت مسمياتِ اِنتهاكِ حقوقِ العمالة والرَشاوى، وبعد البطولةِ بحجةِ تهديدِ المثليين. تحمَلَت قطر كثيرًا ووصلَت بالبطولةِ لبرِ الأمانِ.
الأهمُ هو الاستفادةُ من دروسِ هذه البطولةِ، وأوضحِها أن الغربَ يرفعُ شعاراتِ التسامحِ والمساواةِ للضغطِ على الشعوبِ المُستضعفةِ والمُحتاجةِ واِخضاعِها، وأنه لا يقبلُ أن تنجحَ شعوبٌ خارجَ حدودِه وقيودِه، وكأن النموذجَ الغربي هو النموذجُ الأوحدُ. لكن التجربةَ القطريةَ أكدَت أن للنجاحِ نماذِجًا أخرى، وأن التمَسُكَ بالهويةِ الوطنيةِ لا يُخجَلُ منه، لكنه موجِبٌ للاِحترامِ.
وإذا كانت تحيةُ قطر واجبةً، فإن الجزائرَ أيضًا تستحقُ كلَ التقديرِ لمواجهتِها الشجاعةِ لفرنسا بجرائمِ الاِحتلالِ ولعدمِ الاِنحناءِ لها. أين ذلك ممن يشعرون بالنقصِ تجاه الغربِ، فتنكسرُ عيونُهم عن مراجعةِ جامعاتٍ ترفعُ شعاراتٍ مثل تعلمْ عندنا كأنك تتعلم في البلد الفلاني؟ ماذا قدَمت الجامعاتُ ذات التسمياتِ الأجنبيةِ للمجتمعِ المصري، عاداتِ الغربِ وتقاليعَه أم التعليمَ الحقيقي وأخلاقياتِه؟ ما العائدُ من تقليصِ سنواتِ الدراسةِ في الجامعاتِ وبالذاتِ كلياتِ الهندسةِ وكأنها الحلُ لمشاكلِ التعليمِ المصري؟ أهو تقليدٌ لجامعاتٍ أنشِأت كأنها الغربُ فأصبَحَت القدوةَ لجامعاتِ الحكومةِ الأقدَمِ والأكثرِ خبرةً؟ ولو افترضنا ضرورةَ التقليدِِ على المستوى الجامعي أليسَ من الضروري تشابهُ النظامِ قبل الجامعي؟؟ وهل في النموذجِ الغربي المُدَعى اِستِنساخِه إنكارُ آراءِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ المُنزَهين عن الكراسي؟ المواطنُ الغربي عزيزٌ في موطنِه مُصانٌ خارجَه، هل للمصري ذاتُ النصيبِ من باب أولى؟
نَجَحَت قطر بعِزةٍ فغَضَبَ الغربُ وتنَمرَ، أيُعتبَرُ نموذجًا يُحتذَى؟؟ سؤالٌ لمن يعتبرون التمسُحَ في الغربِ مفتاحَ النجاحِ، بمعنى اِستمرارِهم على كراسيهم.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟