أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - هل أتاكم حديث دولة تعاقب مواطنيها بسبب تعبيرهم عن الفرح؟














المزيد.....

هل أتاكم حديث دولة تعاقب مواطنيها بسبب تعبيرهم عن الفرح؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفرح المغربي - الذي عم العالم العربي والإسلامي والقارة الأفريقية بعد الانتصار غير المسبوق الذي حققه أسود الأطلس في مونديال قطر 2022، بوصولهم إلى المربع الذهبي- تحدى الإغلاق الجوي والبحري والبري وتسرب إلى جارتنا الشرقية، رغم كل الاحتياطات الأمنية البليدة التي اتخذها النظام العسكري المريض بعقدة المغرب، لحرمان أشقائنا الجزائريين من التعبير عن فرحهم بالمنجز المغربي الهائل، مثلهم مثل إخوانهم العرب والأمازيغ والمسلمين واليهود المغاربة عبر العالم.
رغم التهديدات الأمنية والحصار الإعلامي المضروب على نتائج الفريق الوطني المغربي في الجزائر، خرج الجزائريون، في وهران على سبيل المثال لا الحصر، ناهيك عن المتواجدين منهم في ديار المهجر، للتعبير عن فرحهم بانتصار أسود الأطلس، في تحد صارخ للنظام وأبواقه الذين يُصوِّرون المغرب للجزائريين كعدو لدود لهم ولوطنهم، ويعملون على شحنهم ضد جارهم الغربي. لا أدري كيف تصرف النظام مع هذا التحدي، وكيف تعامل مع الذين خرجوا عن طوعه، وضربوا بتعليماته عرض الحائط.
لكن، هناك فئة من الجزائريين سهل على النظام معاقبتهم؛ يتعلق الأمر بالجنود المرابطين في الحدود، الذين عبروا عن فرحتهم بانتصار المغرب. وقد انتشر فيديو لجنود شباب فرحين ومبتهجين بانتصار فريق أسود الأطلس على نظيره البرتغالي برسم ربع النهائي المُؤَهِّل لنصف النهائي لكأس العالم المنظم في قطر. اعتقل النظام هؤلاء الجنود، وسيحاكمون في المحكمة العسكرية بتهمة ثقيلة؛ وقد تكون الخيانة العظمى. لقد جرَّمَهم النظام بسبب تعبيرهم عن فرحتهم بانتصار المغرب. وكان قصر المرادية قد أصدر أوامره لإعلام العار والشنار بعدم ذكر اسم المغرب في أخبار المونديال، إن كان في تلك الأخبار ما هو لصالح البلد الجار.
تخيلوا أن النظام العسكري الجزائري عزل مدير التلفزيون العمومي من منصبه لمجرد أن هذا التلفزيون تحدث عن فوز المغرب في المباراة التي جمعته مع البرتغال في ربع النهائي. ورغم أنه لم يزد عن تقديم الخبر، فلم يشفع ذلك لمديره لدى النظام العسكري.
ولم تشفع له الترهات المعهودة التي استرسل مقدم النشرة في سردها: الاحتفالات الشعبية العارمة التي عمت المدن والقرى المغربية، أصبحت، على لسان التلفزيون الجزائري، تعبيرا عن أزمة حقوقية كبيرة يعيشها المغرب بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان (ونعلم أن آخر دولة يمكن أن تتحدث عن احترام حقوق الإنسان، هي الجزائر). ولم ينس التلفزيون المذكور أسطوانته المشروخة حول ندرة المواد الغذائية، ومعاناة المغاربة من الفقر والجوع والطوابير، وهو يعلم جيدا أنه يصف ما يحدث في الجزائر حيث المواطن يعاني الأمرين من أجل الحصول على شكارة حليب أو كيلو بطاطا أو عدس أو غيره؛ رغم أن بلاده تزخر بثروات هائلة؛ لكنها تُبدد وتُبذَّر في غير صالح الشعب الجزائري.

النظام الجزائري مُصِر على النزول بالبلاد إلى الحضيض على جميع المستويات. ففضائح إعلامه أصبحت عالمية، وبجماجم. إنه يحتل المرتبة الأولى في سبورة الفضائح؛ وقد عرَّى المونديال عورة النظام الجزائري وكشفها للعالم. وهو بكل غباء، يستمر في إتيان الفضائح، وبكل أصنافها. فهو لا يعي بأنه قد أصبح أضحوكة في العالم، ولا يدرك بأنه بفضائحه يزيد من عزلته، ويسير إلى حتفه.
خلاصة القول، نحن أمام دولة، تستحق اسم دولة البؤس والعقد المزمنة؛ دولة زرع الكراهية والحقد والحسد؛ دولة السفاهة والتفاهة؛ دولة الفشل والعنترية الفارغة؛ دولة جعلت من بلادها سجنا يجمع كلا من المرضى النفسانيين (وما أكثرهم في أبواق النظام وفي صفوف المُبردَعين !) والأحرار المتطلعين للحرية وللغد الأفضل. وبمعنى آخر، فالنظام الجزائري سرطان في جسم شمال إفريقيا. والسرطان، إن لم يتم استئصاله قبل فوات الأوان، ينخر الجسم كله ويقوده إلى حتفه. وعملية الاستئصال لن يقوم بها إلا الشعب الجزائري الذي نُهبت ثرواته وسُلبت حريته؛ فآن الأوان لكي يستفيق لتحرير بلاده من أذناب الاستعمار، حتى يتمكن الاتحاد المغاربي، الذي عطَّلته الطغمة العسكرية الحاكمة، من بناء نفسه وتوحيد دوله.
مكناس في 14 دجنبر 2022



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرحة أصبحت مغربية ولا عزاء لأعداء الفرح
- الجزائر ومونديال قطر
- الجزائر تفتقر لرجال دولة
- البَرْدَعَةُ كأسلوب للحكم في الجزائر
- الجزائر قوة ضاربة أم قوة مضروبة؟
- الجزائر: لا أمل في شفاء النظام وأبواقه من عقدة اسمها المغرب
- المُوَّاء الديمقراطي ممكن مع برلمانيين من طينة لحبيب بن الطا ...
- القمة العربية وورطة الجزائر
- الجزائر والشعور بالحرمان
- السقوط الأخلاقي للنظام الجزائري ونخبه وأبواقه
- رسالة مفتوحة إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة والسيد رئي ...
- ماذا يعني أن تتقاطع تقارير استخباراتية فرنسية مع توصيات دراس ...
- الجزائر تعود لديبلوماسية الشيكات وسياسة الابتزاز
- رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى السيد قيس سعيد رئيس الجمهوري ...
- عقدة المغرب أحالت الإعلام الجزائري إلي مارستان للعاهات النفس ...
- رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية، موجه لمن؟
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري (تتمة)
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري
- ما حظ -الشيخ- عبد الإله بنكيران من الأخلاق الإسلامية؟؟
- مكناس من فرساي المغرب إلى باريس الصغرى فالقرية الكبرى


المزيد.....




- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يحمل الحكومة مسؤولية أزمة قطاع الص ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يهدد بتشديد العقوبات على الدول التي تشت ...
- ما حقيقة تعرض مصر ثالث أيام عيد الفطر لـ-أعنف- عاصفة ترابية ...
- محكمة فرنسية تعتزم البت في طعن لوبان في صيف 2026
- الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
- واشنطن مستعدة لدراسة توسيع عدد المشاركين في البعثات النووية ...
- توقع -العرافة العمياء- لعام 2025 يتحقق والباقي عن مستقبل قات ...
- رويترز: ترامب يعتزم تخفيف قواعد تصدير الأسلحة الأمريكية
- السوداني والشرع يبحثان العلاقات الثنائية
- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأميركية ترومان


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - هل أتاكم حديث دولة تعاقب مواطنيها بسبب تعبيرهم عن الفرح؟