|
النازية لم تهلك بعد
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 08:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عشنا نقلد .. و نتبع خطوات الأخرين .. بعد أن فقدنا هويتنا وقدرتنا علي الإبداع و الخصوصية .. حتي عندما تقهر الحكومة الناس فهي ليست متفردة في قهرها .. بقدر ما هي ناسخة لأنظمة فاسدة ظالمة ..أطلت علي البشرية ثم إختفت . للذين يبحثون عن سابقة تاريخية بين الأمم للقرار (رقم37 لسنة 2022 )الخاص بالمطالبة بتقديم موافقة أمنية قبل الترخيص للمحال العامة تغطي حوالي (83 نشاط ) ..مثل المكوجي و الحلاق و البقال و بتاعة الخضار و الجزاره وتصليح و تلميع الاحذيه.... فإن التاريخ يدلنا علي أن ظالمينا يقتفون أثر نظام هتلر بالمانيا النازية في أربعينيات القرن الماضي .. عندما فرض ديكتاتور مجنون سيطرته علي الشعب الألماني و ساقه بواسطة أجهزة الأمن و الجباية .. ليصبح ذلك تقليدا فاشيستيا متوارثا بين الأنظمة الشمولية . فلنقرأ ما جاء في كتاب ((صعود وسقوط الرايخ الثالث)) لوليم شيرر...و ضمنته فصلا من كتاب (( قراءة حديثة في كتاب قديم )). أحكم هتلر قبضته على الشعب الألمانى من خلال عدد من الأجهزة والنظم . 1 - حزب ((وطنى – اشتراكى )) وحيد يمتلك الساحة على رأسه زعيم ملهم . 2 - نمط ثقافى شوفونى موجه دستوره كتاب (( كفاحى )) . 3 - نظام بوليسى قوى متغلغل له أدواته القمعية وقاعدته من معتقلات وسجون 4 - مؤسسات تشريعية ونيابية وقضائية صورية هى دمى فى يد النظام . 5 - جهاز إعلامي له قدرة عالية على الخداع والانتشار ينقل وجهة نظر وحيدة 6 - جهاز دولة مركزى بيروقراطى يسيطر على كافة الأنشطة الاقتصادية وحياة الناس . 7 - جيش له امتيازات خاصة ومعتنى بتدريبه وتسليحه معتاد على الطاعة . 8 - تحالف قوى الإنتاج الإقطاعية والرأسمالية مع العمال والفلاحين بقيادة البيروقراطية المتحكمة فيهم جميعا تأمل العناوين ..ثم فكر هل يختلف ما جرى في أربعينيات القرن الماضي .. عن ما يتبع اليوم في جمهوريتهم الجديدة . التفاصيل ..الواردة في الكتاب التي ذكرته.. لهذه البنود تؤكد أن نظام الحكم في مصر يسير علي نهج نازية هتلر رغم بعد المسافات . قد اقدمها لحضراتكم في يوم ما .. و لكني سأكتفي اليوم بما دار حول البند السادس الذى يتحدث عن السيطرة البيروقراطية علي كافة الأنشطة الإقتصادية (( وهكذا وجد رجال الأعمال أنفسهم وقد دفنوا رؤوسهم بين جبال من المراسلات الرسمية المختومة بالشمع الأحمر والتى تحدد لهم الدولة فيها ما يستطيعون إنتاجه وكم يستطيعون وبأى سعر يستطيعون أن يبيعوا إنتاجهم كما وجدوا أن الضرائب قد زادت و أن الدولة تحلبهم طلبا للتبرعات المختلفة والتى لا تنتهى ... للحزب ، لمعونة الشتاء ، لدعم الإنتاج الحربى ، للترفيه ، للتنمية و للدفاع )) ((وقد أحيط عملهم بمختلف القيود – وتحتم أن يملئوا العديد من النماذج مما حدا بالدكتور فونك وزير الاقتصاد عام 1938 الى الاعتراف بأن المراسلات الرسمية غدت تؤلف الآن أكثر من نصف مراسلات أى صناعى ألمانى .. و أن تجارة الصادر فى ألمانيا تضم نحوا من أربعين ألف مراسلة مفردة يوميا مع العلم بأن كل مراسلة تطلب تعبئة حوالى أربعين نموذجا )) ((وكان أكثر رجال الأعمال دراية ودربة وفهما يضيع وسط هذا التنظيم العويص المربك وما ينطوى على مئات المكاتب والوكالات التابعة لوزارة الاقتصاد ومشروع السنوات الأربع وشلالات المراسيم الخاصة والقوانين التى تعد بالألوف و أصبح من المحتم على أى مؤسسة إذا أرادت أن تعمل أن تستعين بالمشورة القانونية لأفراد تخصصوا فى هذا العمل .. وغدت أرقام الأموال التى يدفعها رجل الأعمال للعثور على السبيل المؤدى الى الموظفين المهمين الذين فى وسعهم اتخاذ القرارات التى تعتمد عليها الأوامر أو للتخلص من الأنظمة والقوانين الحكومية التى لا عدد لها ولا حصر أقرب الى الأرقام الفلكية وصفها رجل أعمال بأنه ضرورة اقتصادية . )) ونتيجة لأن الدولة الحديثة ليست محلا للبقالة يمكن السيطرة عليه .. و إنما يتطلب إدارتها مشاركة شعبية فعالة ورقابة ذاتية يكتسبها أفرادها من الحرية والديموقراطية لذلك فان الفاشيست عادة ما يواجههم التناقض بين إرادتهم الفردية فى إدارة المجتمع والواقع المركب فيقومون بتعديل القوانين واللوائح مرات عديدة كلما دعت الحالة ثم يعبدونها ويطبقونها بآلية تجعل الحياة والعمل درب من المستحيل بالنسبة للأفراد الطبيعيين . ((ثم تظهر الشللية ومراكز القوى .. جورنج وهملر وجوبلز .. وكل منهم يحاول أن يشترى ولاء رجاله.. فيمنح ثروات .. أو نفوذ يؤدى الى هذه الثروات .. أو ميزات خاصة لهم .. ولكى يستطيع هذا فعليه أن يسلب الآخرين ما يمتلكون أو يستحقون بالمصادرة أو الاعتقال .. أو الابتزاز.)) ((وفى هذا الجو الكابوسى تتضاءل سلطات الحكومة المركزية لقد كان للرايخ الثالث حكومة .. أى مجلس للوزراء .. ولكن نادرا ما كان يجتمع ... و إنما كل وزارة كانت تؤدى دورها منفصلة وبأوامر من الفوهرر شخصيا الذى كان يسير أمور الدولة بواسطة أربعة مكاتب .. مكتب الرئيس .. ومكتب المستشار ومكتب الحزب .. ومكتب مستشارية الفوهرر ومهمة المكتب الأخير رعاية شئون هتلر الشخصية والقيام ببعض المهام الخاصة التى يكلفه بها)) . ((لقد كان هتلر مصرا على أن يحرك جميع الخيوط بواسطة مكاتبه الأربعة .. يصدر عن طريقها أوامره للوزراء ويتابع بنفسه تنفيذ كل الأمور كبيرها وصغيرها حتى لو تطلب الأمر أن يتواجد بنفسه فى كل هذه الأماكن .. لذلك فلقد كانت زيارات هتلر لمواقع العمل جزء من الروتين اليومى لحياته .. سواء كان ذلك الموقع مصنع أو مزرعة أو جمعية شبابية أو وحدة عسكرية أو افتتاح مشروع إستراتيجي... لقد كان هتلر الدينامو الأساسى والذى بدونه تتوقف الحياة وكان يعرف رؤساء الأجهزة بالاسم ويقيم أعمالهم بنفسه وما يترتب على ذلك من مكافأة أو عقاب التى قد تصل الى ربع مليون مارك أو النفى والاعتقال والموت.)) ((حتى أن الدكتور فرانك قال فى مؤتمر للمحامين عقد فى ربيع 1936 هناك فى ألمانيا اليوم سلطة واحدة وليس إلا هى سلطة الفوهرر )) . ((حقا فلقد انتهت السلطة التشريعية الى لا شئ وتم تصفية السلطة التنفيذية الى موظفين ينفذون تعليمات علوية وحتى سلطة الكنيسة الدينية تم مسخها لتصبح هناك كنيسة جديدة هى الكنيسة النازية والتى تعلق الصليب المعقوف بدلا من الصليب العادى )) إنتهيت من تدوين كتابي (( قراءة حديثة في كتاب قديم )) سنة 2008 .. و لم يكن من المتوقع عند صدوره أن يحكم مصر من يطبقون بالحرف سياسة هتلر و جوبلز النازية .. و لكنه حصل !!
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحة لمن هم فوق السبعين
-
كفاية يادولة رئيس الوزراء
-
شارع الرويعي و محمد سيف
-
العيشة بقت مرة
-
تحرير العقل في الزمن السلفي .
-
هذا الكون الذى نعيش فيه
-
عندما يصبح شهبندر التجار من الضباط
-
الطريق إلي قفل حرض
-
حفرية مثقف من بداية القرن العشرين
-
عندما أصبحت غير معاصر
-
كل حلفائك خانوك يا ريتشارد
-
عندما خسرنا معركة الدولار
-
مصر المديونة ترحب بكم في شرم الشيخ
-
الخروج للشوارع بصدر مكشوف
-
وثيقة أولية لمطالب المصريين .
-
السقوط في خية البنك الدولي(2)
-
السقوط في خية البنك الدولي
-
لا نحارب و لا نثوركيف سنتغير
-
ضباب ..ما بعد سن الثمانين
-
عندما ذاق العسكريون رحيق التمييز
المزيد.....
-
الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة
...
-
عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير
...
-
كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق
...
-
لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟
...
-
مام شليمون رابما (قائد المئة)
-
مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
-
مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة
...
-
إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا
...
-
نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن
...
-
وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|