هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 22:32
المحور:
الادب والفن
الأخلاق منذ نشأتها ومنذ أن تحدث عنها الفلاسفة( سقراط ، افلاطون ، ارسطو) في تطور مستمر وخاضعه للديالكتيك . كانت الآخلاق تتقاتل بين المسيحية والوثنية أو بين المسلمين وعبدة الأصنام ، حتى نصل الى الفيلسوف الألماني (نيتشة) ودراسته عن الآخلاق الغربية المسيحية ونبوءته في حدوث حربين عالميتين إعتمادا على الأخلاق والنزعة القومية لدى الغربيين أنذاك . ثم ما تلاها من صراعات باردة بين الدول العظمى وبعدها طفحت للسطح صراعات بين الكفر والإيمان وهذا وحده حصد الكثير من الأرواح سواء على الصعيد العالمي أو العربي . اليوم الأخلاق بدأت تتطور وتأخذ منحىَ آخراً إعتمادا على المصالح بما هو خير للبشرية . فهل نستطيع أن نقول أن لقاء الشرك كله المتمثل بالصين مع الإيمان كله المتمثل بالعرب هو إرتقاء للآخلاق البشرية ؟ نعم هو الإرتقاء والإقتراب من الإنسان الأعلى . وهل نستطيع القول أن مفاهيمنا عن معركة الأمام علي إبن أبي طالب مع عمر بن ود العامري حين قال النبي : لقد خرج الإيمان كله على الشرك كلّه ، هل من خلال هذا نقول عكس ذلك : أن ّلقاء الصين والسعودية هو إتفاق الأيمان كله مع الشرك كله في سبيل المصالح العامة بدلا من الحروب والطائفية ؟ . هذه يعني الأخلاق في تطوّر مستمر وغير خاضعة للركود . وبشكل عام حتى بشكلها البسيط إرتقت الى ماهو أفضل على سبيل المثال ، حين أقول لجاري في السكن : تعال لننظف شارعنا ، أو لاتتجاوز على بيتي ولا أتجاوز على بيتك ودع أطفالنا يلعبون معا بدلا من الشجار والمناكفة . أعتقد بأنّ العالم قادم على أخلاق أفضل بكثير من سابقاتها رغم الصراع المحدود في أوربا اليوم المتمثل بين الغرب وروسيا ، وهذا سيتحجم لامحال مع بزوغ فجر جديد للآخلاق بين الصين والعرب لخدمة البنى التحتية والبشر ، أما البنى الفوقية المعنية بتعاليم السماء فتبقى كل يتعامل معها وفق منظوره الخاص ودينه وتعاليمه .
هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟