طارق المنيظر
الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 10:05
المحور:
الادب والفن
سافر الأب لمدة يومين رفقة الأم في زيارة طبية بعد أن أوصى الأبناء بالعناية الجيدة بالمنزل والماشية .
قالتها نادية بنبرة فاقت الصرامة: "اعمل داكشي لي قالك "با" ولا راك عارف مآلك !" نعم كان عليه أن يعطي الكلأ للبهائم ويسقي الماشية، في الحين الذي كان ينتظره فيه أصدقاؤه في موعد لا تعرف الأخت مضمونه، لكن على ما يبدو لها أنهم كانوا يزعمون الذهاب إلى عرس بأحد الدواوير المجاورة. هل كان "أحمد يسكر في الأعراس؟"
كانت الأسئلة التي تدور في مخيلة نادية أخته كلها شفافة ودقيقة، تتوفر على ملكة قراءة تقاسيم ملامح الناس واكتشاف خبايا مزاجهم. أضحى إدمان الأخ كارثة حقيقة حلت بالأسرة البسيطة، بات بال الأب والأم والأخت قلقا حد المرارة. إنها حقا نار توهجت في بيت أسرة تتكون من أربعة أفراد، والمؤسف هو أن الولد الأوحد والوحيد خرج "ضلع أعوج"، غادر المدرسة قبل حصوله على شهادة الابتدائي، ليدخل في عالم زاخر بالمشاكل والمصائب. ذهب العنيد إلى العرس دون التنفيذ الحرفي لوصايا الأب المتعلقة بالماشية والمنزل.
في الطريق إلى المنزل شددت الأم على الأب على شراء هدية بسيطة لابنتهما المذللة والابن المشاغب. ذلك بغرض إسعادهما أخذا بعين الاعتبار الجهد الذي بذلاه حفاظا على نظام المنزل من اعتناء بالماشية وترتيب للمنزل. هذه هي انتظارات الأم التي ستلقى خيبة أمل كبيرة بمجرد وصولها عتبة المنزل. استقبلتهما عند الباب الابنة نادية، ألقت السلام على أمها وأبيها وهي خائفة. سألها الأب أين هو أخوك وكيف هي أحوالكما وأحوال المنزل والماشية؟ هل كل شيء على ما يرام؟ في بحثها عن إجابة وشرحها لكل ما وقع أثناء غيابهما كانت كلماتها تطيش يمينا ويسارا، وضعت في موقف أقل ما يُقال عنه أنه حرج. الابن لا زال غائبا أتى فقط للحظات معينة وأخذ مالا كانت تخبأه الأم ل "دواير الزمان". أردفت الأم "يا الله يا الله دارها ولد الحرام !".
#طارق_المنيظر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟