قاتُ العراقيّين و قاتُ اليمن

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 7457 - 2022 / 12 / 9 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أنا أعرفُ أشياء قليلة عن مؤشرّات الإقتصاد في هذا البلد.. وكيف أنّ بعضها قد تغيَّرَ بالتزامن مع مباريات كأس العالم بكرة القدم..
منها(مثلاً) إنخفاض سعر النفط، وأرتفاع سعر الدولار.
سمعتُ أيضاً شيئاً عن مُعدّلات الأسعار في بلدان أخرى..
منها(مثلاً) ارتفاع أسعار"القات" في اليمن بنسب قياسية بلغت 100%، بسبب متابعة اليمنيّين لمباريات كأس العالم بكرة القدم.
الذي لا أعرفه هو.. ما الذي يشبه "القات"، وأرتفعَ سعرهُ في العراق، بسبب متابعة العراقيّين"المحمومة" لمباريات كأس العالم بكرة القدم.. خاصّةً وأنّ العراقيّين يُشجِّعونَ بضراوة كلاًّ من المغرب "الشقيق"، والأرجنتين "الصديقة"، والبرازيل"أختهم بالرضاعة"، والبرتغال(جماعة رونالدو، حتّى وإن لم يلعب !!!).. بل وحتّى إنجلترا( التي خلّفتنا، وعافَتنا، منذ زمانٍ بعيد).. والحمد لله أنّ فرق إيران والسعودية والولايات المتّحدة الأمريكية قد خرجت من الدور الأوّل، وإلاّ لكنّا قد تقاتلنا من أجلهم في الشوارع، بينما هم يتبادلون الإبتسامات والهدايا التذكاريّة، ويُعانِقُ بعضهم بعضاً.
هناك أشياء كثيرة، مُهمّة وحسّاسة وخطيرة، تحدثُ في"ملاعب" العلاقات السياسية والإقتصادية الدوليّة الآن(على المستوى الإقليمي، وعلى مستوى العالم)، ويُفتَرَضُ بها أن تنخُرَ عميقاً في عظمنا ودمنا وتوجعنا جداً، أو "تثير قلقنا" على الأقلّ، لأن وجودنا كـ"دولة" وشعب و"كيان" سياسي ومُجتمعي يتوقّف على تداعياتها ومُعطياتها(المباشرة وغير المباشرة)، وفي الأجلين القصير والطويل معاً.
وهناك أشياء كثيرة، مُهمّة وحسّاسة وخطيرة، تحدثُ في "ملاعب" العراق الآن، بينما أغلب العراقيّين يتجاهَلون "خصمهم" الرئيس فيها، ويعيشونَ"عوالِمَ مُتَخَيَّلَة"، ويبحثون عن "النصر" و"الهزيمة" في "ملاعبَ" أخرى، وكأنّ الأمرَ لايعنيهم، بقدر ما يعنيهم "إنتقال" فريق هذا البلد أو ذاك لدور الثمانية في كأس العالم.
ماهو "قات" العراقيّين بالضبط.. وما الذي"يقتاتون"عليه بالفعل، ليُنسيهم مصائبهم الثقيلة "متعدّدة الأبعاد"، في هذه اللحظة العراقيّةِ الفارِقة؟؟
ما الذي يشبهُ "القات"، ويجعل العراق والعراقيّين "خارج التغطيّة" في هذا العالم؟
هل هو"نحنُ" ؟
هل نحنُ "قاتَنا" ؟
أم ماذا؟

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات