أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد زوبدي - مأزق قوى التغيير والتقدم في المغرب/














المزيد.....


مأزق قوى التغيير والتقدم في المغرب/


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 01:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


( L impasse des forces du changement et du progrès au Maroc).

هناك على الأقل خمسة عراقيل أساسية تقف في وجه المهام التاريخية لقوى التغيير والتقدم مغربيا :
1/ الخوف لذى فئة من الذين لهم الرغبة في التغيير. الخوف من القمع. الخوف من السجن. الخوف أن تضيع مصالحهم المشروعة. الخوف من مستقبل أبنائهم..
2/ انعدام الثقة بين الكثير من الراغبين في التغيير، خاصة مع النكسات التي عرفها اليسار بسبب خيانة الأجنحة التي ضمها النظام إلى أحضانه وأغدق عليها بالمكاسب والمناصب.
3/ الأنانية. الكل يقول أنا الذي أملك الحقيقة أكثر من غيري وبالتالي فأنا الذي أتزعم وليس الآخر فضلا غن عدم رضى بعضنا ببعض.
4/ الانتهازية لدى فئات من حاملي شعار التغيير دون الحديث عن الاختراق الذي تعرفه القوى التقدمية.
5/ استسلام الكثير من المناضلين كون النضال والتضحية بكل أشكالهما أديا إلى الباب المسدود.
كل هذا يجعل العدو الطبقي يتقوى ويؤدي إلى أضعاف قوى التغيير.
قوى التغيير هي الأحزاب والنقابات الثورية والراديكالية والطليعية التي لها القدرة على تعبئة الجماهير للخروج إلى الشارع للانتفاضة ضد النظام القرسطوي. إلى جانب هذه القوى هناك الحركات الإجتماعية التي تقوت اليوم مع الكسوف (éclipse ) الذي تعرفه الأحزاب والنقابات بسبب فشل التجارب الإشتراكية. مما أدى إلى إضعافها وتدجينها من قبل الأنظمة الرجعية.
في هذا البناء الذي تجسده قوى التغيير، هناك الانتلجنسيا العضوية ( inteligentsia organique)التي تلعب دور الدينامو ( dynamo) من خلال إنتاج الفكر والمعرفة. معنى ذلك أن دور المثقف المستقل المناضل الجدري أساسي ليربط بين كل مكونات التغيير من خلال إنتاج الأفكار و الدفع بها إلى الحوار والسجال البناء. في الغرب لعب المثقف الرسولي( intellectuel prophétique) دورا طلائعيا بهدف تكوين جبهة اجتماعية ( front social) قوية للنضال وبالتالي الإطاحة بالاستبداد والتسلط. فعلا حقق الغرب هذا المكسب من خلال تواجد سلطة( pouvoir) وسلطة مضادة (contre-pouvoir) في الساحة السياسية. وهو ما مكن الطبقات الشعبية والطبقة العاملة من الدفاع عن حقوقها الأساسية من خلال الدولة الإجتماعية (État social). صحيح أن الدولة الاجتماعية في الغرب تعرف اليوم تآكل بنياتها ( érosion de ses structures) من خلال تسليع (marchandisation) المرافق العمومية، لكن بالمقابل هناك قوات ضغط (forces de pression) تقف في وجه اكتساح موجة الخصخصة لهذه المرافق الحيوية.
المثقف الحر والمستقل ليس بالضرورة يكون غير منظم. الكثير من المثقفين في الغرب كانوا سياسيين ونقابيين كبار مهدوا للانتفاضات وللثوراث ..
المناضل الحقيقي أي النزيه والمتواضع والمثقف مدعو إلى أن يعطي أكثر مما يأخذ. المناضل من هذه الطينة عليه أن يكون في خدمة وطنه وأن يضحي من أجله من خلال نقد النظام المسيطر سواء لإصلاحه إن هو قابل للإصلاح أو التخلص منه. في حالة المغرب، حتى يكون الوضوح في الإطار الذي فيه إجماع من قبل أغلب قوى التغيير والتحرر، شروط التغيير تستدعي إحلال نمط الحكم السائد بنمط حكم يكون فيه المغربي مواطنا وليس رعية أي نمط حكم ديموقراطي يخدم تنمية الاقتصاد والمجتمع. نمط الحكم المسيطر اليوم يجب إسقاطه و إحلاله بنمط حكم يكون فيه حكم للقانون (gouvernement de la loi )، النابع من سلطة الشعب، هو المرجع وبالتالي إسقاط كل الاوليغارشيات والمافيات المسيطرة منها الداخلية والخارجية. حان الوقت إذن لتفكيك البنيات السائدة التي تربط المغرب بالقوى الامبريالية والصهيونية وبناء الدولة الوطنية المستقلة.
اليسار المناضل عليه أن ينخرط بقوة لكسب الجماهير وخاصة الطبقات الكادحة، إذا علما أن المخزن ومعه أحزابه الإدارية واليسار المخزني والإعلام المرتزق نجح في كسب الفقراء سواء من خلال إرشائهم أو استعمال السلطة لتركيعهم.

أحمد زوبدي.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن الإنتفاضة و روح الثورة
- تأمل سريع للمساهمة في النقاش لتطوير الماركسية، كأداة لقراءة ...
- ما بعد الماركسية التقليدية : تأمل حول نهاية الرأسمالية .. ال ...
- البنك الدولي يدعو حكومات المغرب لإصلاح الإختلالات من الباب و ...
- أزمة النظام السياسي القائم في المغرب : في نقد الطبقة السياسي ...
- نقطة تأمل عن مآل اليسار : المغرب نموذجا.
- لأجل كارل ماركس
- في الذكرى الأربعين لاستشهاد المفكر الاجتماعي الكبير عبدالعزي ...
- في الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال المفكر العربي الكبير الش ...
- في المثقف المستقل والمثقف الحزبي
- اغتيال العقل الاقتصادي.
- في نقد ثقافة المناخ المبتذلة
- في نقد الحداثة القائمة بالفعل
- استمرار البنك العالمي و صندوق النقد الدولي في نهب ثروة المغر ...
- لأجل الثورة الثقافية
- في الديموقراطية القائمة بالفعل
- في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر ١٩١٧ ...
- اقتصاديو اليسار في زمن العولمة.. المغرب نموذجا /
- في الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل المفكر المغربي عبدالعزيز ب ...
- ما بعد كوفيد-١٩ : ملامح نظام عالمي جديد في الأفق م ...


المزيد.....




- الملك سلمان يصدر أمرا بشأن قواعد إجراء التسويات مع مرتكبي جر ...
- الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بع ...
- ِشريك موميكا حارق القرآن يعلق بعد مقتل الأخير
- وزارة الدفاع التركية تعلن فصل 3 ضباط -تأديب وانضباط- و5 ضباط ...
- عباس يهنئ الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السوري ...
- التلفزيون المصري عن صورة السيسي بصحيفة إسرائيلية: تهديد لا ي ...
- -واتساب-: شركة تجسس إسرائيلية استهدفت مستخدمين
- ترودو: جاهزون للرد في حال إصرار واشنطن على تنفيذ قرارها بزيا ...
- الأمن العراقي ينشر تفاصيل القبض على قتلة محمد باقر الصدر
- البوندستاغ الألماني يرفض مشروع قانون لتشديد سياسة الهجرة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد زوبدي - مأزق قوى التغيير والتقدم في المغرب/