أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الحركات الاجتماعية في العراق والجزيرة العربية (الزنج والقرامطة والبابكية)














المزيد.....

الحركات الاجتماعية في العراق والجزيرة العربية (الزنج والقرامطة والبابكية)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7454 - 2022 / 12 / 6 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد حفل القرن الثالث الهجري بانتفاضات جماهيرية وحركات ثورية في العراق وبعض مناطق من الجزيرة العربية في دولة الخلافة العباسية وقد شارك فيها فئات اجتماعية واسعة من الكادحين والمستعبدين والمستضعفين ولاسيما من الفلاحين الأرقاء والعبيد من مختلف الأقوام والشعوب التي كان يتألف منها المجتمع العربي الإسلامي وكان الدافع الاجتماعي هو المحرك لمعظم هذه الانتفاضات التي شهدها القرن الثالث الهجري والتي امتد بعضها إلى القرن الرابع الهجري ومن هذه النماذج ثورة الزنج وثورة القرامطة والثورة البابكية وقد كانت هذه الانتفاضات من الشدة بحيث هددت النظم الاجتماعية لدولة الخلافة العباسية ... بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي ألهبت روح التمرد والثورة فكانت ثورة البابكين في جبال قرطاج على حدود أذربيجان ثم ثورة الزنج في مدينة البصرة ثم تبعتها حركة القرامطة في سواد الكوفة في العراق وقد استمرت ما يقارب القرن من الزمن فشملت العراق وسوريا والبحرين.
إن هذه الظاهرة لم تحدث عفوياً وإنما كان يكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل هي التي فجرتها فكانت للآثار والظواهر التي كان يتبعها ويستعملها النظام سواء في الدولة الأموية أو في الدولة العباسية .. ففي الدولة الأموية كان يمتاز بالاقتصاد الزراعي – التجاري وكانت العلاقات الإنتاجية ذات طابع استثماري إقطاعي وعمالة وفلاحية من العبيد الأرقاء وكانت ملكية الأرض تعود للسلطة الحاكمة.
إن الآثار التي أفرزت ظاهرة التمرد والثورة امتدت بشكل تراكمي من القرنين الهجريين الأولين حتى بلغ امتداده الكمي الذي حول التمرد والتذمر وفجر الثورة في الثالث الهجري في تلك الظاهرة التي تمتاز بالعلاقات الإنتاجية الإقطاعية التي كان وقودها الرق والعبيد كانت بدايتها في بلاد الشام ثم انتقلت إلى العراق التي كانت تعاني مرحلة انحدار وتناقض حاد بين الأحرار فيما بينهم وبين الأحرار والعبيد من ناحية أخرى وكانت السلطة الحاكمة طرفاً مباشراً في عملية الإنتاج الزراعي بصفتها المالك الأكبر للأرض والمستثمر الإقطاعي الأكبر مما ترك آثاراً سلبية في تطور العلاقات الإنتاجية الإقطاعية والتناقض والصراع مع القوى المنتجة العاملة في الأراضي الزراعية .. إن وجود السلطة الحاكمة كقوة إقطاعية بصفتها إقطاعية وسياسية تمتلك القوة والسلطة ترهق في استغلالها (الفلاحين والشغيلة الزراعيين من العبيد الأرقاء) ومن ناحية أخرى فرضت المزيد من الضرائب وسوء الجباية على الأحرار من الإقطاعيين وأصناف نموها وحيويتها مما دفع إلى التخلي عن العمل في الأراضي الزراعية والهجرة والعمل في المدن أو إلى البطالة وقد تزامن مع تلك الظروف ازدهار التجارة في العصر العباسي الأول الذي أدى إلى زيادة الأرباح في المنتوجات الزراعية مما دفع رجال السلطة من الإقطاعيين وكذلك الملاكين الزراعيين الكبار إلى استملاك الأراضي من صغار الملاكين الزراعيين أما بالمصادرة أو لقاء مبلغ زهيد مما دفع أولئك إلى ترك الأراضي وحرمانهم من زراعتها فأصبحوا فقراء معدمين .. كما دفع كثير من مالكي الأراضي إلى الهرب من وطأة الضرائب وقسوة الجباة إلى دفعهم إلى تسجيل أراضيهم في ديوان الخراج بأسماء بعض رجال السلطة كمالك أصلي إلا أن هذه العملية كانت تنتهي أخيراً أن تصبح الأرض ملكاً للفئة الحاكمة وأن يصبح الفلاحون الأصليون فقراء وعمال كادحين يعاملون كما يعامل العبد والرق مما اضطرهم إلى ترك أراضيهم والهجرة إلى المدن للعمل كعتالين من أجل توفير لقمة العيش .. هذه هي السمات العامة لمجتمع دولة الخلافة العباسية بمختلف أقاليمه وشعوبها إلا أن هنالك خصائص محلية كان ينفرد بها هذا الإقليم عن الإقليم الآخر ولذلك كانت تختلف الانتفاضات والثورات عن الأخرى في القرن الثالث الهجري تبعاً لاختلاف تلك الخصائص المحلية بالرغم من اتفاقها جميعاً من حيث أسبابها وعواملها ودوافعها الاجتماعية.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا البعض يخاف من حرية التعبير ..!!؟؟
- العراق يحتاج إلى تغيير ديمقراطي من أجل سعادة شعبه واستقراره
- قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي حق مضمون للشعب
- لماذا الشعب يرفض المحاصصة الطائفية والتوافقية
- الإطار التنسيقي سوف يضحي بالجزء كي لا يفقد الكل في سياسته ال ...
- العراق يحتاج إلى عقول نابغة وإرادة وعزيمة مخلصة لإصلاحه
- خاطرة بتصرف
- سرقة أموال الضرائب تمت بغطاء وتواطؤ سياسيين
- العوامل التي عززت الروابط الاجتماعية للشعب العراقي
- اشكد حلو من تخدم الوطن وتروح للكلية
- إن العراق وطن وشعب يحتاج إلى إيجاد صيغة ثابتة وسليمة لإنقاذ ...
- تربويون يحذرون من انحدار التعليم في العراق إلى الهاوية
- كل عمل يصب في مصلحة العراق وطن وشعب فهو نافع
- الصقور تحلق عالياً في السماء والطيور الأخرى تحلق واطئة تخاف ...
- قصة المادة (140) في الدستور العراقي (2)
- على رئيس الحكومة الاستجابة وتوفير كل ما له علاقة بحياة الشعب ...
- الظاهرة العراقية تحتاج إلى تحالفات وطنية لإنقاذها من واقعها ...
- المحاصصة والتوافقية والمحسوبية والمنسوبية صيغة لا تصب في مصل ...
- الدولة ولجان التحقيق
- المطلوب من السوداني توضيح ما ينشر في وسائل الإعلام العراقية ...


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة انفجار ضخم في ميناء -الشهيد رجائي- جنوبي إير ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: بندر عباس.. مرفأ بيروت يحضر بالصورة
- انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية في عُ ...
- فيرجينيا جيوفري تضع حدًا لحياتها.. انتحار أشهر ضحايا جيفري إ ...
- رحلة عبر التاريخ والقداسة.. ماذا نعرف عن كنيسة سانتا ماريا م ...
- انتحار فيرجينيا جيوفري التي اتهمت الأمير أندرو وجيفري إبستين ...
- روسيا تعلن استعادة كورسك وتعترف لأول مرة بمشاركة جنود من كور ...
- الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أمريكية بمسيّرات وهاجمنا بمس ...
- ترامب مهاجما -نيويورك تايمز-: أي صفقة في أوكرانيا حتى لو كان ...
- -يعمل ضد حكومته أو يخادع-.. الخارجية الروسية تعلق على عمل سف ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الحركات الاجتماعية في العراق والجزيرة العربية (الزنج والقرامطة والبابكية)