أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - البعد التاريخي للإسلام المتطرف















المزيد.....

البعد التاريخي للإسلام المتطرف


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7445 - 2022 / 11 / 27 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يغادر مخيلة اهل بلاد الرافدين ما فعله تنظيم داعش الارهابي من جرائم وفضائح ما بين عامي 2014 - 2018 , حتى تم القضاء عليه عسكريا ببركة فتوى المرجعية الصالحة بالجهاد الكفائي, والتي انقذت العراق من خطر ابتلاعه من قبل التكفيريين والدواعش والعفالقة, ولهذا يحتاج الامر للكتابة والبحث, فالدرس المستخلص مما حدث يجب ان يرتكز في وعي الامة, كي لا تسقط مرة اخرى في نفس المستنقع, لذلك اليوم ساحاول البحث عن الجذور التاريخية للتطرف الاسلامي, وكيف كان شكله الاول, وما هي الظروف التي ساعدت على نموه داخل جسد الامة.
البحث التاريخي يعود بنا الى ايام معركة صفين بين جيش المسلمين بقيادة الامام علي عليه السلام, وجيش الخارجين على الخلافة الاسلامية بقيادة معاوية بن ابي سفيان, والذي كان السبب الرئيسي في الفتن التي اشتعلت, وتسببت بمقتل عثمان بن عفان, وفي خروج طلحة والزبير, وحصول معركة الجمل, كل هذا طمعا بالملك وتحقيقا لأهداف اليهود, في طعن الامة الاسلامية بخنجر الغدر الذي كان راسه معاوية.

• الخوارج اول المتطرفين
يعد الخوارج أول من أسس لأول فكر متشدد في تاريخ الإسلام ، بالرغم من أن فكرهم كان ينطلق من موقف سياسي معارض للتحكيم، إذ ذهب الخوارج الى حد تكفير خليفة المسلمين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ( بعد واقعة التحكيم) ولم يعترفوا بحكم معاوية، مع ان تحركهم كان بتخطيط اموي! حيث كان ولادة الخوارج بالدنانير الاموية, ثم تحولوا لخط سياسي متطرف, ومنذ ذلك الحين تبنوا فكرة وجوب الثورة على أئمة الجور والعنف والفسق بحسب رايهم، أي الأئمة الذين برروا نتائج التحكيم، سواء أكان بقبوله كأمر واقع أم بتبريره، وتحت هذا الموقف الذي اتخذه الخوارج قاموا بالجرائم والفضائح بحق كل من خالفهم بالراي, حيث تحول وجودهم لسرطان فتاك في جسد الامة.
وقد اتفق المؤرخون ان الخوارج هم المؤسسين الأوائل للبدايات الأولى لظهور التفكير التكفيري في الامة الاسلامية.

• احمد بن حنبل والاتجاه المتطرف
وقد وجد من يؤسس لهذه البدايات الأولى للفكر التكفيري فقهياً ، ما جعلها تتجسد بجلاء في المذهب الفقهي لأحمد بن حنبل ( 787 م- 855 م), الذي قام مذهبه بالاعتماد على النص القرآني والابتعاد عن الاجتهاد والتأويل! واضعاً برأيه هذا اللبنات الجديدة لتأسيس الفكر المتطرف، لكن صاحب هذا المذهب واجه فيما بعد فكر المعتزلة الذين كانوا يقولون بخلق القرآن، وهو الرأي نفسه الذي تبناه خلفاء تلك الحقبة من التاريخ الإسلامي، وفرضوه على قضاة وفقهاء تلك الفترة، وعندما عارضهم ابن حنبل تعرض للسجن والتعذيب, مما زاد في عدد أتباعه، نتيجة لما تعرض له ابن حنبل.
إذ يشير بعض المؤرخين الى أن المحنة التي تعرض لها مؤسس الفقه الحنبلي, هي التي أدت إلى تبلور الاتجاه المتطرف وانتصاره داخل هذه الفرقة من المسلمين، لذلك ينظر إليه كثيرون على اعتباره المؤسس التاريخي للتوجه السلفي, والذي يعتبر اليوم مرجعاً للحركات التكفيرية والسلفية الجهادية.

• ابن تيمية واعادة احياء التطرف
في القرن الرابع الهجري برزت فرقة من الحنابلة تدعى بالحشوية, حيث اعلنت التمسك بجميع الاحاديث حتى لو كانت ضعيفة, لأنها بحسب اعتقادهم أفضل من الإفتاء بالرأي، هذا الراي البعيد عن الوعي والمكرس للجهل, والمخالف للعقل ولسنة رسول الله (ص).
لكن هذا الفكر لم يتوقف عند هذا الحد، بل اتخذ منحىً أكثر تشدداً, وتجسد هذا في فتاوى فقهية أخرى ظهرت في القرن السابع للهجرة على يد أحمد بن تيمية (661 م- 728 م), وتأثيره بأطروحة العودة إلى السلفية الحنبلية (حشوة الحنابلة), حتى وصل الى مرحلة الاجتهاد بالحديث عن التشديد في قضايا معينة في الإسلام، إذ أخذ كل ما له علاقة بالعقوبات القصوى في الإسلام، ولم يتوانَ بتكفير كل من ينطق بالشهادتين، وبدأ باستعمال مصطلحات تتيح قتل المسلم، وأطلق عبارات غريبة غير مسبوقة مثل الإسلام المزيف والإسلام غير الحقيقي.
وقد ساوى ابن تيمية بين الجهاد والصلاة، بل قدم الجهاد على الحج والعمرة واهتم بأفكاره بقتال المسلمين! ويعد ابن تيمية صاحب تأثير كبير على الصحوة الإسلامية بتياراتها المختلفة، ولاسيما التيار السلفي الجهادي, الذي تعتبر تنظيمات مثل القاعدة وداعش إحدى نتاجات هذا النوع من الفكر المتشدد الذي انتصر للنص على حساب العقل.
لقد ظل ابن تيمية مرجعاً مقدساً يحتكم إليه كثير من الجماعات الإسلامية المتطرفة المؤمنة بخيار العنف، وكانت فتاويه صريحة في الدعوة للعنف بعنوان الجهاد تحت شعار قتل الرجال المشركين! بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما أحلَّ قتل حتى من ينطق بالشهادتين! إذا ما خالف العقيدة التي عليها جماعة ابن تيمية!

• الوهابية واعاد احياء التطرف
بعد ست قرون وجد فكر أحمد بن تيمية المتشدد من يحييه، وبصفة خاصة العقيدة الوهابية التي اشتركت معه في الكثير من القواسم, بل ويعتبر أتباع هذا الفكر ابن تيمية الأب الروحي لهم, فالتطور الكبير في الفكر التكفيري جاء على يد محمد بن عبدالوهاب (1703م – 1791م), ولقد اهتم وبشكل لافت للنظر بجملة من الأمور منها الولاء والبراء, وكان من أبرز مظاهره هو الغلو في التعصب للجماعة وجعلها مصدرا للحق، والغلو في البراءة من المجتمعات المسلمة، وتقسيم العالم إلى عالم كافر مشرك وآخر مؤمن مسلم, حتى أن أتباعه اعتبروه بأنه من أحيا الدعوة وأعاد الناس إلى العقيدة الصحيحة، وبغية تحقيق هذه الغاية تبنى فكرة الجهاد كأسلوب لإعادة إقامة دولة الإسلام ودولة الخلافة.

• جماعة الاخوان والاعتماد على التطرف
بعد سقوط الخلافة العثمانية شعر كثير من المسلمين ولاسيما الشباب المتحمس والمطالب بعدم انفراط عقد الأمة، بأمل عودة الخلافة الإسلامية وسعى كثير منهم إلى تحقيق ذلك, وعاش بعض الشباب المتحمس على هذا الحلم ومنهم حسن البنا، وظل يسعى حتى وضع حجر أساس جماعة الإخوان المسممين عام 1928 م, وكان من دعائم هذه الجماعة ما يعرف بالتنظيم الخاص، وهو جيش خاص بالجماعة، مسؤول عن إزاحة وتصفية أعداء الجماعة, وكل من يختلف بالراي معهم, والدفاع عنها إذا تطلب الأمر حمل السلاح, وفي القرن العشرين بدأت السلفية الخاضعة سياسيا، التي رفضت التمرد السياسي، وفسحت المجال أمام التكفيرية السياسية التي حملت راية الخلافة والتمرد والجهاد، وفي الوقت نفسه أدى تنامي نفوذ المُثل السلفية إلى تسلف جماعة الإخوان المسلمين.
وكان من المعروف أن سيد قطب تبنى في خمسينيات وستينيات القرن الماضي المفاهيم السلفية لتأسيس إيديولوجية تكفيرية شاملة, إذ قال سيد قطب إن المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة تعيش في حالة من الجاهلية! وان جميع الإيديولوجيات الموجودة آنذاك بما فيها الرأسمالية والشيوعية وحتى القومية العربية باءت جميعها بالفشل، وأن الإسلام هو الوحيد الذي سينجح في العالم وهو المرجع الوحيد للمجتمع, وحث الشباب على رفض مجتمعاتهم وضرورة قيادة التغيير.
وسيد قطب هو الذي وضع دستور الجهاديين في كتابه (معالم في الطريق), وهكذا انطلق الفكر التكفيري بعد ان وضعت له قواعد واصول, لينتج الجماعات الجهادية والسلفية والتكفيرية, والتي تدعو لحرق الارض وقتل الناس تحت عنوان الجهاد!

• اخيرا:
كان ثمرة الفكر المتطرف في زماننا هو ظهور تنظيم القاعدة التكفيري المدعوم من المخابرات الامريكية, والذي نجح في تحقيق اهداف امريكا في الشرق الاوسط, ثم ظهور تنظيم داعش الارهابي, المدعوم من امريكا والصهيونية, والذي نشط في العراق وسوريا ومصر وليبيا, وكان مخطط له ان يحرق هذه البلدان, فعلى المسلمون الانتباه لخط التطرف, حيث يجب على المدارس والمعاهد الدينية التحذير من خطر افكار التطرف, وازالة هالة القداسة عن رجال التكفير الاوائل, كي يسقط هذا الخط من ذاكرة الامة ويتعرى امام الاجيال.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفايا فضيحة مباراة كوستاريكا الودية
- ماذا لو أصبح سلم رواتب الموظفين بالدولار؟
- ظاهرة الاعتداءات الجنسية في مدارس بغداد
- قانون الشتيمة ب عشرين دولار
- الحب في زمن الدولار
- مدارس في بغداد من دون حمامات !
- الفساد في العراق والحصانة السياسية
- تحضير روح كاتب روائي
- الاقتصاد العراقي وخطر فوضى الاستيراد
- قصة قصيرة جدا/ جورية
- فكرة مصرف يساعد الناس
- ثلاث قصص قصيرة للكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
- يجب محاربة منهج التسييس
- ممارسة الطبقية داخل مؤسسات الدولة
- الكرة العراقية تغرق في الفوضى والغموض
- نظام صدام وزرع ثقافة -العدو الايراني-
- الكرة في اسبوع/ فوضى عراقية وسخونة انكليزية
- الأرجوحة 13 ما بين الغموض والضياع
- قراءة في الفيلم الفرنسي فضل الليل على النهار
- كيف تحول اجتثاث البعث الى اجتذاب


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - البعد التاريخي للإسلام المتطرف