أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - فريدريك إنجلس: أحد مؤسِسَي الماركسية















المزيد.....



فريدريك إنجلس: أحد مؤسِسَي الماركسية


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7443 - 2022 / 11 / 25 - 20:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سيتارام يچوري Sitaram Yechury
ترجمة دلير زنگنة

غالبًا ما يُشار إلى فريدريك إنجلس على أنه أول ماركسي في العالم. لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة. كان إنجلس مشتركًا في العمل مع ماركس ، وساهم بنفس القدر في تطور النظرة الماركسية للعالم.
ومع ذلك ، و بسبب تواضعه الشديد ، ربما يكون إنجلس قد قبل بفخر هذه المكانة.
بمناسبة إعادة نشره بشكل متكرر بعدة لغات ، كتب ماركس وإنجلس معًا مقدمات لكل طبعة جديدة من "البيان الشيوعي". كتب إنجلس المقدمة المؤثرة التالية إلى الطبعة الألمانية لعام 1883 ، التي نُشرت بعد وفاة ماركس بفترة وجيزة:

بكل أسف، عليَّ أن أوقّع وحدي مقدمة هذه الطبعة. فإنَّ ماركس، الرّجل الذي تُدين لهُ الطبقة العاملة كلّها، في أوروبا وأميركا، أكثر مما تُدين لأي شخص آخر، يرقُد الآن في مقبرة " هايغيت "، والخضير أخذ ينمو على قبره. وبعد موته (في 14 آذار مارس – 1883) لم يعد ممكناً الحديث عن تنقيح البيان أو عن إكماله، بل بالأحرى، يبدو لي ضروريّاً أن أسجّل هنا، مرّةً أخرى وبوضوح، ما يأتي :

"إن الفكرة الأساسية والمحورية "للبيان"، هي أن الإنتاج الإقتصادي، والبنية المجتمعية التي تنجم عنهُ بالضرورة، يشكِّلان، في كل عهد تاريخيّ، الأساس للتاريخ السياسي والفكري لهذا العهد، وبالتالي فإن التاريخ كله (منذ إنحلال المشاعية البدائية للأرض) كان تاريخ صراعات طبقية، صراعات بين طبقات مستغِلّة وطبقات مُستغَلّة، بين طبقات سائدة وطبقات مَسُودَة، في مختلف مراحل التبسُّط المجتمعي. وهذا الصراع بلغ، الآن، مرحلة يتعذّر فيها على الطبقة المُستَغَلَّة والمضطَهَدة (البروليتاريا) أن تتحرر من الطبقة المستَغِلّة التي تضطهدها (البرجوازية)، بدون أن تُحرِّر في الوقت نفسه، وإلى الأبد، المجتمع بأسرهِ منَ الإستغلال، والاضطهاد، والصراعات الطبقية – وهذه الفكرة الرئيسية تعود إلى ماركس وحده دون سواه ."

"لقد صرّحتُ بهذا الأمر مراراً، لكن ينبغي، الآن أن يُذكر هذا التصريح، مرّة أخرى، في رأس البيان."

ومع ذلك ، يعترف ماركس نفسه بإنجلس كمتعاون على قدم المساواة في تطور النظرة الماركسية للعالم والمكانة الخاصة التي منحها لإنجلس في كشف أسسها النظرية.

تعاون ماركس-إنجلس

كان ماركس يحرر صحيفة بعنوان الجريدة الرينانية "Rheinische Zeitung" ، التي حظرتها الدولة البروسية الرجعية في مارس 1843 ، خلال فترة المعركة الشرسة بين القوى المناهضة للإقطاع والرجعيين المدعومين من الدولة. من أجل مواصلة ، عمله في بداية عام 1844 انتقل ماركس إلى باريس. وهناك بدأ في تحرير مجلة الحولية الألمانية الفرنسية "Deutsch-Franzosische Jahrbucher". أصبح إنجلس أصغر مساهم بالمال ، ومتعاون لاحقًا في هذا المنشور. في عام 1844 ، ساهم إنجلس بمقال بعنوان "خطوط عريضة لنقد الاقتصاد السياسي". في هذا وضع إنجلس المبادئ الأساسية لنقد الاقتصاد السياسي البرجوازي. أظهر إنجلس أن جميع الظواهر المهمة في النظام الاقتصادي البرجوازي تنشأ حتمًا من قواعد الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وأن المجتمع الخالي من الفقر لا يمكن أن يكون ممكنًا إلا في مجتمع بدون هذه الملكية الخاصة. لقد أبهر هذا ماركس بشدة. توصل إلى استنتاج مفاده أنه من خلال نقد الاقتصاد السياسي البرجوازي ، توصل مفكر آخر ، بشكل مستقل ، إلى نفس النتيجة التي توصل إليها بنقده للفلسفة الهيغلية. كان هذا هو الذي عزز التعاون مدى الحياة و الرفاقية والصداقة الحميمة والمساهمات المشتركة في تطور النظرة الماركسية إلى العالم.

أثر العمل الرائد الذي قام به إنجلس ، "حالة الطبقة العاملة في إنجلترا" ، بشكل كبير على طريقة تفكير ماركس في بدايات الثورة الصناعية التي كانت تحدث في إنجلترا. أمضى إنجلس وقتًا مع شركة المنسوجات لعائلته في مانشستر ، التي كانت آنذاك مركزًا رائدًا للثورة الصناعية . وضع هذا العمل الذي قام به إنجلس أساس نقد الاقتصاد السياسي البرجوازي والاستنتاج الذي توصل إليه ، إلى جانب الأعمال اللاحقة ، هو أن تحرر العمال لم يكن ممكنًا ما لم يتم الاطاحة بالشروط المادية للإنتاج ، القائمة على الملكية الخاصة ، المؤسسة لهذا الاستغلال.

في أغسطس 1844 ، زار إنجلس باريس للقاء ماركس. كان الاثنان قد التقيا في وقت سابق في كولونيا عام 1842. ولكن هذا لم يكن له أي تأثير على عملية التفكير التعاوني بينهم في المستقبل. خلال عشرة أيام من التبادلات في أغسطس 1844 ، نما إعجاب ماركس بإنجلس بشكل كبير. لقد أعجب بشجاعة إنجلس وتفانيه و استقلاليته في التفكير وأشار إلى أن كليهما كانا متفقين على جميع المسائل النظرية في ذلك الوقت.
في محاربة تأثير المثالية على الفلسفة والاقتصاد السياسي ، تعاونا في أول أعمالهما المشتركة في عام 1844 ، "العائلة المقدسة أو نقد النقد النقدي".

في هذا ، أثبت ماركس وإنجلس معًا أنه لا قوى طبيعية خارقة ولا حتى الوعي البشري ، ولا الأبطال ، يصنعون التاريخ. كان العاملون وحدهم هم الذين دفعوا المجتمع إلى الأمام من خلال عملهم ونضالاتهم السياسية. أظهر هذا أن البروليتاريا لا تستطيع أن تحرر نفسها دون إلغاء ظروفها المعيشية ، أي المجتمع المعاصر - الرأسمالية. تم تفصيل المهمة التحررية التاريخية للبروليتاريا كطبقة. وضع هذا الأساس لجميع الأعمال اللاحقة.

ومع ذلك ، على المستوى الفلسفي ، كان لابد من محاربة المثالية السائدة وإرساء الأسس المادية. عمل كل من ماركس وإنجلس معًا في "الأيديولوجيا الألمانية" في 1845-1846. لأول مرة ، وبطريقة شاملة ومنهجية ، عملوا على أساسيات المادية الجدلية والتاريخية - النظرة العالمية للطبقة العاملة.

في الواقع ، تمثل الفترة من 1843 إلى 1845 نقطة تحول في تطور النظرة الماركسية إلى العالم - الانتقال من الديمقراطية الثورية إلى الثورة البروليتارية ، ومن التأثير الهيغلي إلى المادية التاريخية ومن الفلسفة إلى الاقتصاد السياسي. في هذا ، لعب كل من ماركس وإنجلس الدور الأساسي معًا.

دراسة ماركس النقدية للفلسفة الهيجلية للقانون قادته إلى استنتاج مفاده أنه لا يمكن فهم العلاقات القانونية أو الأشكال السياسية من ذاتها أو على أساس تطور العقل أو الوعي البشري ولكن على اساس الظروف المادية للحياة. صاغ هيجل مصطلح "المجتمع المدني" باعتباره انعكاسًا للنظام الاجتماعي المثالي الذي سيتطور تحت التأثير ماوراء الطبيعي لـ "تجلي المطلق". مع ذلك ، توصل ماركس إلى استنتاج مفاده أنه "يجب البحث عن تشريح هذا المجتمع المدني في الاقتصاد السياسي". من هذا ، شرع في الوصول إلى الأساس العميق للمادية الجدلية: "ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم ، ولكن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم".

من خلال الجمع بين نقد الفلسفة والاقتصاد السياسي ، طور ماركس وإنجلس هذه النظرية الثورية التي وجدت تعبيرًا عنها في التأليف المشترك لـ "البيان الشيوعي" في عام 1848 ومن ثم تشكيل الأممية الأولى في عام 1864.
بالإضافة إلى ذلك ، كانت مساهمة إنجلس المهمة هي توسيع المادية الجدلية لتشمل مجالات أخرى من النشاط البشري.

الجدل والعلوم

إن الفهم الماركسي لجدل الطبيعة البشرية الذي يتكشف باستمرار طوره إنجلس و أثراه لأنه كان دائمًا ينظر إلى الطبيعة ككل وكعملية. الإنسان ، مثل كل شيء آخر في الكون ، هو جزء لا يتجزأ من الطبيعة. تشكل هذه النظرة الشاملة و العالمية للعلم الأساس لتقدير التطورات العلمية واستخدامها من أجل الرفاهية البشرية الشاملة.

لا يمكننا أن نعبر أفضل من ان نعيد نشر مقاطع من قسم من كتاب تكريم {عالم الأحياء البريطاني و مؤرخ العلم} جي دي برنال لإنجلس والذي تم نشره ككتيب لمجلة "العامل الشهري"Labour Monthly، في الذكرى الأربعين لوفاته ، (المصدر Marxist Internet Archive / marxists.org): {*}

استطاع إنجلس منذ البداية توحيد أفكاره عن العلم بطريقة مكنّته من استيعاب التطوّرات الجديدة بمجرّد ظهورها… ملتزماً بالعقلانية والاتزان لأبعد مدى. سرّ هذه القدرة يكمن في الجدل المادي الذي استخدمه في تحليله لنتائج العلوم. الإهتمام بالعمليّات لا الأشياء, ملكة تعلّمها إنجلس من هيجل, الذي لطالما نظر لموقع العلم في أيّة لحظة نسبةً لمقدماته التاريخيه. هذا ما يظهر بجلاء في مقاله عن فيورباخ, حيث يتتبع تاريخ الفلسفة الماديّة في علاقتها بتطوّر العلوم وطرائق الإنتاج. يقول:
"خلال هذه الفترة الطويلة من ديكارت حتّى هيجل, ومن هوبز حتّى فيورباخ, فإنّه على عكس ما كان يُعْتَقَد, ليس العقل الخالص وحده ما كان دافعهم للنشاط, وإنّما التطوّر المندفع والسريع والجبّار للعلوم الطبيعية والصناعة. كان هذا جليّاً بالنسبة للماديين, أمّا الفلسفات المثالية, فقد تمّ حشوها بالمزيد والمزيد من المحتوى الماديّ عِبر الزمن, وبذلت نفسها في سبيل توحيد التناقض بين العقل والمادة. لذا, وبالمطلق, فإنّ النسق الهيجلي يمثّل ماديّة مقلوبة مثالياً من حيث الطريقة والمحتوى...
ماديّة القرن الأخير كانت بغالبها آليّة, لأنّه في ذلك الوقت, ومن بين كل العلوم الطبيعية, علم الميكانيك وبالتحديد علم ميكانيك الأجسام –السماوية والأرضية- باختصار ميكانيك الجاذبية, وحده من كان مكتملاً بحق. الكيمياء لم تكن قد خرجت بعد من شكلها الطفوليّ المشاكس. البيولوجيا كانت ماتزال في قماطها؛ الكائنات النباتيّة والحيوانيّة دُرست باعتباطية, وتم تفسيرها كنتيجةٍ لأسبابٍ آليّةٍ خالصةٍ. كما نظر ديكارت إلى الحيوان, كذلك نظر ماديّو القرن الثامن عشر إلى الإنسان كآلة. هذا التطبيق الحصري لمعايير الميكانيك على عمليّات الطبيعة الكيميائية والعضوية –رغم أنّ قوانين الميكانيك كانت مناسبة لتلك العمليات, إلّا أنها تراجعت بدفعٍ من قوانينٍ أعلى- رسم حدود الماديّة الفرنسية, حدوداً صلبةً ولكنّها حتمية في ذلك الوقت.
الحد الثاني لتلك الماديّة, كان عجزها عن استيعاب الكون كعمليّة -أي استيعاب المادة في عملية تطوّرها التاريخية- هذا يعود إلى مستوى تطوّر العلوم الطبيعية في حينه, وإلى الطبيعة الميتافيزيقية واللاجدلية للتفلسف الذي رافقه. عُرفت الطبيعة في حركتها الثابتة. وبحسب أفكار ذلك الزمن, فإنّ تلك الحركة تدور في دوائر أبدية, وبالتالي لا تغادر موقعها, بل وتعيد إنتاج نفس النتائج في كل مرة."
‏(Feuerbach, pp.36 and 37)

تميّز إنجلس بشكلٍ خاصٍّ كمؤرخٍ للعلوم. كان أوّل من فهم مع ماركس العلاقة الوثيقة بين تطوّر النظرية العلميّة وطرائق الإنتاج. كما من الممكن العثور على كثيرٍ من التفسيرات الحديثة لتاريخ العلوم في ثنايا كتاب جدل الطبيعة . لاحظ إنجلس, أنّ نظرية الحرارة لم تتطوّر من التفكير الخالص, بل من دراسة محرّكات البخار المشغلّة في الصناعة, خارجاً بالاستنتاج التالي: "العلم يدين للإنتاج أكثر بما لا حدّ له-وعلى عكس ما يقرّ الجميع- مما يدين الإنتاج للعلم." لقد أظهر بالتحديد كيف انهارت اتجاهات ماديي القرن الثامن عشر الميتافيزيائية والسكونيّة, على يد وجهات نظر تعكس, وإن دون وعي, العمليّة الجدلية: "بدأ العلم الثوريّ حين واجه الطبيعة المحافظة, التي ترى كل شيء اليوم, ومنذ الازل, وإلى الأبد, كما كان في البداية."

"الفلاسفة وليس العلماء, كان أوّل من أحدث خرقاً في هذه النظرة المتحجرة. في عام 1755 ظهر مؤلّف كانط "تاريخ الطبيعة العام ونظرية السماء." حيث نحيّت قضية الدفعة الأولى جانباً. الأرض والنظام الشمسي كلّه بدا كأنْ تكوّن في سياقٍ تاريخيٍّ. في حال –وقبل ظهور تلك الفكرة- لم تستشعر الغالبية الساحقة من العلماء الخوف الذي عبّر عنه نيوتن في تحذيره :"أيتها الفيزياء, إحذري الميتافيزياء!"(5) لكانوا خرجوا من الاكتشاف العبقري لكانط بمثل تلك النتائج التي كانت ستقيهم أخطاءاً غير محدودةٍ تدفعهم للدوران حول أنفسهم, ولوفّرت عليهم كميّةً هائلةً من الوقت والجهد المبذولين في الاتجاه الخاطئ. اكتشاف كانط, يحوي بذرة كل التقدم اللاحق. إذا كانت الأرض قد ظهرت من خلال الصيرورة, فإنّ كل ظروفها الجيولوجيّة والجويّة والجغرافيّة خضعت للصيرورة أيضاً, وكذلك مملكتيّْ الحيوان والنبات, وبالتالي فللأرض تاريخٌ ليس في المكان فحسب, بل وفي الزمان أيضاً."
‏. (Quoted by V. L. Komarov in Marxism and Modern Thought, p. 205. See also M.E.A., Vol. 2, p. 244.)
يلخص إنجلس نتيجة تلك الحركات الفكرية:
"علم الغائية القديم ذهب إلى الجحيم, والآن نعرف أنّ المادة بحركتها المتكررة الدائمة المحكومة بالقوانين, ستنتج -بالضرورة وعند لحظة محددة- العقل المفكر في الوجود العضوي."
‏(M.E.A., Vol. 2, p. 175)

وبالتالي ، إعادة تأكيد الأساس المادي للوعي البشري.

كانت هذه النظرة الشمولية للطبيعة واكتشاف الجدل في عملياتها هي التي مكَّنت إنجلس من المغامرة في استكشافات المنهج الجدلي في جميع مجالات النشاط والمساعي البشرية تقريبًا.

جدلية الإنسان -الطبيعة

أساس المادية الجدلية والتاريخية هو جدل الانسان-الطبيعة الأبدي، أي الجهود التي يبذلها البشر لملائمة الطبيعة من أجل حياة وظروف معيشية أفضل. في هذه العملية الجدلية ، بينما يستخدم البشر الطبيعة ويحولونها لمصلحتهم ، تعمل الطبيعة أيضًا على تحويل البشر وتؤثر على التطور البشري. يوضح إنجلس ، في مقالته ، "دور العمل في تحول القرد إلى الإنسان" ، كيف شكّل جدل الانسان-الطبيعة التطور نفسه بناءً على قانون داروين للارتباط المتبادل للنمو Correlation of growth . أظهر كيف لعب العمل دورًا في تطوير الأيدي والأدوات والحواس البشرية واللغة وما إلى ذلك. لم تكن هذه نتاجًا لخلق إلهي ، لكن أصولها تكمن في الأساس المادي للحياة. أظهر إنجلس أن حجم الدماغ المتضخم وما يترتب على ذلك من ذكاء أكبر لم يكن عرضيًا ، ولا بسبب بركة من السماء . كان نموه التطوري نتيجة لجدلية البشر-طبيعة الدائمة التي خلقت الظروف للوقوف في وضع مستقيم محررًا الحركة و الرشاقة والتأثير الناتج عن ذلك على العملية التطورية. مع نمو الوعي وتطوره منذ زمن إنجلس ، أصبح هذا الكشف عن جدل الانسان-الطبيعة أكثر وضوحًا.
فكر في مثال واحد فقط: أظهرت التطورات والاكتشافات الحديثة للعلماء والباحثين في مجال النوم حول سبب نومنا وما يحدث عندما ننام ، من بين العديد من الرؤى الرائعة الأخرى ، أن البشر وراثيًا منقسمون بين أولئك الذين ينامون مبكرًا ويستيقظون مبكرًا وأولئك الذين ينامون متأخرين ويستيقظون متأخرين. الأولون يسمون"القبرات" والأخيرون "البوم". وتشير التقديرات إلى أن هذه الفئات تضم 40 في المائة لكل من الجنس البشري. نمط النوم هذا مضمن في شفرتهم الجينية. النسبة المتبقية من 20 في المائة هي تلك التي تختلف أوقاتها لضمان انه في كل لحظة من دورة النهار والليل المكونة من 24 ساعة ، يكون أحدهم مستيقظًا.
هذا يثبت أنه مع تطور البشرية ، في الفترة الأولى (مرحلة الصيد والجمع) للشيوعية البدائية والحياة المجتمعية ، أصبح من الضروري حماية أماكن المعيشة المجتمعية من الهجمات والأخطار. وهكذا ، تطورت جدلية الطبيعة البشرية لتشكيل رموز جينية مختلفة لأفراد مختلفين لضمان الحفاظ على اليقظة على مدار الساعة. وبالتالي ، فإن الظروف المادية للحياة هي التي أثرت أيضًا في تشكيل عملية التطور.
غالبًا ما يُفترض خطأً أن الطبيعة سكونية. أظهر إنجلس أن تجلي الطبيعة على أساس قوانينها ليس إلا قائمًا على قوانين الجدل. لا يمكن فهم هذا إلا من خلال اكتشاف وتطبيق الطريقة الجدلية لفهم الطبيعة و تجلياتها من جميع الجوانب. يشكّل جدل الانسان-الطبيعة أيضًا العملية التطورية ، كما هو مذكور أعلاه. في زمن الشيوعية البدائية والحياة الجماعية ، كان التفاعل الاجتماعي المتضمن في عملية الإنتاج البدائي يتطلب الحاجة إلى التواصل ، والتي تطورت من خلال الإيماءات والإشارات ، مما أدى في النهاية إلى تطور اللغة. كانت هذه قفزة إلى الأمام في العملية التطورية. لم يوفر تطور اللغة للبشر الأوائل وسائل الاتصال فحسب ، بل وفر أيضًا القدرة على تكوين عمليات ادراك معقدة. أدى التطور اللاحق لعملية التفكير المعقدة إلى تطوير مستويات أعلى من الوعي لتشكيل كل من إدراك الطبيعة وتطور القوى الإنتاجية البشرية والوعي.

جدل الطبيعة

قام إنجلس بتوسيع المادية الجدلية بالبحث في الطبيعة والتطورات العلمية. كشف تحقيقه عن نتيجة أساسية: "لا يمكن أن يكون هناك سؤال حول ادخال قوانين الجدل في الطبيعة ، بل اكتشافها فيها وتطويرها منها". من هذا الجهد لفهم العلم من وجهة النظر المادية ، حتى عندما لم يكت العلم متطورا إلى المستويات الحالية ، خلص إلى أن الجدل "ليس أكثر من علم القوانين العامة للحركة وتطور الطبيعة والمجتمع البشري و الفكر".
يجب ألا يغيب عن البال أن استنتاجات إنجلس في "ديالكتيك الطبيعة" كانت مبنية على المعرفة العلمية والبيانات والنظريات السائدة في عصره. مع تزايد المعرفة العلمية بشكل كبير منذ ذلك الحين ، لا يتعب العديد من المثاليين في إظهار أن إنجلس كان مخطئًا في هذا الجانب أو ذاك. لكن تبقى الحقيقة أن المنهج الجدلي والقوانين هي الأساس لفهم قوانين الطبيعة ، وهو أمر تم اثبات صدقه بما لا يقبل الشك.
في الواقع ، مع تقدم العلم وظهور و تقديم الاكتشافات الجديدة ، سواء كان ذلك من استكشافات الفضاء الخارجي ومعرفة الكون ، إلى التقدم في علم الوراثة ورسم الخرائط الجينية والهندسة الوراثية ، فقد وفرت هذه الاكتشافات فهماً أكبر للقوانين العامة لحركة الطبيعة وتطورها ، كما قد أشار إنجلس في الماضى .

الجدل والأنثروبولوجيا

طبق إنجلس قوانين المادية التاريخية على الأدلة الأنثروبولوجية ، المتوفرة في عصره ، عن المجتمعات البشرية المبكرة. في "أصول العائلة والملكية الخاصة والدولة" ، جرد إنجلس الأساطير المحيطة بالمجتمع الطبقي الحديث وأظهر كيف شكلت العلاقات الطبقية القائمة على الملكية أصول الأسرة ، مما يشير إلى الهزيمة التاريخية لـ "الأنثي" - تطور الزواج الأحادي والنظام الأبوي وما يترتب على ذلك من اضطهاد المرأة.

الجدل والتاريخ

كان كتاب إنجلس "حرب الفلاحين في ألمانيا" (1849-50) ، في الواقع ، أول تطبيق مباشر للمادية
الجدلية في معالجة التاريخ.

الجدل والفلسفة

بينما كان ماركس منشغلاً مسبقًا بالعمل على "تشريح المجتمع المدني" ، أي الاقتصاد السياسي لـ "المجتمع الحديث" - الرأسمالية ، الذي قاده إلى أعظم مؤلفاته "رأس المال" ، تولى إنجلس مهمة فضح "النظرية الكبرى" التي طرحها الفيلسوف يوجين دوهرينغ ، باعتبارها دحضًا للماركسية. من أجل تبديد التعاطف الذي حظي به دوهرينغ بين قطاعات من الاشتراكيين الديمقراطيين الألمان ، دخل إنجلس في جدال واضح ورائع لفضح هذه النظرية الخاطئة وتوضيح المبادئ الأساسية للنظرة الماركسية عن العالم. كان لهذا العمل ، "أنتي دوهرينغ" ، تأثير بالغ في إثبات صحة الماركسية والمادية الجدلية والتاريخية.

لذلك ، من الواضح أنه في كل مجال تقريبًا من مجالات النشاط و الجهد البشري ، قدم إنجلس مساهمة أساسية بشكل مستقل او بالتعاون مع ماركس. من صياغة جدل الانسان-الطبيعة في مجالات العلوم الطبيعية والأنثروبولوجيا والتاريخ والاقتصاد السياسي والفلسفة ، ترك إنجلس وراءه مساهمة متميزة في تطوير الحركة الثورية وأسسها النظرية.

"رفاق السلاح"

بالإضافة إلى التعاون الفكري بين ماركس وإنجلس في تطوير النظرة الماركسية للعالم بشكل مشترك ومساهمات إنجلس المستقلة في تطور و أفكار المادية التاريخية ، كانت السمة المميزة لحياتهم هي الصداقة الدائمة والمشاركة غير العادية بينهما. لسوء الحظ ، فإن الكثير من هذه الجوانب الإنسانية الجميلة لتعاونهم ليس شائعًا بين الناس .

تم التغلب على الصعوبات والمحن التي واجهوها في حياتهم من خلال التزامهم تجاه بعضهم البعض من خلال صداقتهم التي حافظوا عليها طوال حياتهم. في لحظة خسارة شخصية كبيرة ، كتب ماركس إلى إنجلس ، "من بين كل العذابات المخيفة التي كان عليّ أن أتحملها مؤخرًا ، لطالما دعمني التفكير فيك وصداقتك ، كما الأمل في أنه لا يزال هناك شيء عقلاني بالنسبة لنا لنفعله معًا في هذا العالم ".

من المعروف أن ماركس كان يعيش لسنوات في فقر مدقع. لم يكسب ما يكفي من عمله كصحفي مستقل. في هذا الوقت ، قبل إنجلس وظيفة كاتب في شركة قطن في مانشستر لكي يكسب ما يكفي ليتمكن من إرسال بعض الأموال إلى ماركس. لقد ضحى إنجلس بتطلعاته الأدبية لتمكين ماركس من إكمال "رأس المال". في بعض الأحيان ، عندما لم يكن إنجلس قادرًا على مساعدة ماركس بشكل جوهري ، أكمل ذلك بكتابة مقالات ، باسم ماركس ، في "نيويورك ديلي تريبيون" التي حصل ماركس عليها مالًا . بحلول عام 1860 ، كان إنجلس يكسب أكثر من 1000 جنيه إسترليني سنويًا ، وهو مبلغ جيد في ذلك الوقت. في عام 1864 أصبح شريكًا في أعمال والده وتمكن من مساعدة ماركس ماليًا لإنقاذ متاعه ودفع فواتير الغاز. عند التقاعد في عام 1870 ، قدم إنجلس بدلًا سنويًا قدره 350 جنيهًا إسترلينيًا لماركس لإكمال مخطوطة المجلد الاول من رأس المال. بعد تقديمه للطباعة ، كتب ماركس إلى إنجلس ، "إذن هذا المجلد جاهز. الفضل في إتمامه يعود إليك وأنت وحدك! بدون تضحياتك من اجلي لم أكن لأستمر في هذا الكم الهائل من العمل الذي صرفته في المجلدات الثلاثة. أعانقك بامتنان ".

كان إنجلس منظّرًا عسكريًا مؤهلًا. تحليله للعمليات العسكرية والعلوم التاريخية العسكرية وتطبيقه للمنهج المادي الجدلي تبينت في مقالاته في "نيويورك ديلي تريبيون"خلال حرب القرم. وردًا على هذه المقالات كتب ماركس إلى إنجلس ، "لقد أحدثت مقالاتك العسكرية ضجة كبيرة. هناك شائعة منتشرة في نيويورك مفادها أن الجنرال سكوت هو من كتبها ".

النشاط السياسي

أثناء تطوير مثل هذه الأسس النظرية ، لم يكن هذان العملاقان من حركة الطبقة العاملة الدولية مجرد منظرين أكاديميين بل مشاركين نشطين ، في بعض الأحيان ، يقودون ويوجهون حركات الطبقة العاملة في عصرهم. كلفت الرابطة الشيوعية ، التي أعيدت تسميتها بناءً على إصرار ماركس وإنجلس من اسمها السابق "عصبة العدل" ، ماركس وإنجلس بكتابة "برنامج" حزبهما. يُعتقد أن إنجلس أعد المسودة الأولية ، والتي أعاد كلاهما العمل عليها بعد ذلك ، في الوثيقة التاريخية التي تعطي النداء الثوري الواضح "يا عمال العالم اتحدوا؛ ليس لديكم شيء تخسروه الا قيودكم" .

كرس عمالقة الماركسية المؤسسون حياتهم لبناء منظمة ثورية قادرة على قيادة الطبقة العاملة إلى النصر. في عام 1864 ، لعبوا دورًا مهمًا في إنشاء رابطة العمال الدولية ، المعروفة شعبياً باسم الأممية الأولى. كان هذا أول جهد لجمع مجموعات عمالية يسارية مختلفة في منظمة مشتركة وكان خطوة مهمة إلى الأمام لحركة الطبقة العاملة العالمية.

ومع ذلك ، مع هزيمة كومونة باريس عام 1871 ، كان لابد من إنهاء الأممية الأولى. كان إنجلس هو الذي جادل ، عندما حان وقت إنشاء الأممية الثانية ، بأنه ينبغي الآن تحويل الأممية من مجرد نقابات واتحادات عمالية. يجب على الطبقة العاملة في كل بلد أن تؤسس حزبها السياسي ، أي الحزب الشيوعي. كانت الأممية الثانية أممية للأحزاب السياسية للطبقة العاملة.

بالإضافة إلى الأعمال النظرية المشتركة ذات الأهمية الهائلة في مكافحة تأثير التحريفية في حركات الطبقة العاملة وفي النضال من أجل استقلال الحركة الطبقية ، لعب ماركس وإنجلس دورًا عمليًا مؤثرًا للغاية. كلاهما كانا معاديين بشدة للنزاعات الداخلية لمختلف المنظمات البرجوازية الصغيرة التي كانت تحول النشاط السياسي إلى وصولية ومكائد. ركز الكثير من عملهم في الأممية الأولى معا ، او من قبل إنجلس عند تشكيل الأممية الثانية على هذا الأمر.

علمية وثورية

قال لينين ذات مرة إن جاذبية الماركسية التي لا تقاوم تكمن في حقيقة أنها الفلسفة الوحيدة التي تجمع بين الصرامة العلمية و باعلى الدرجات و بين الثورية. هذا المزيج ليس عرضيًا ولا لأن مؤسسيه - ماركس وإنجلس - جمعوا في حياتهم صفات العالم والثوري. تجمع الماركسية بين هذين الجانبين "بشكل جوهري ولا يقبل الفصل". هذا هو العلم الابداعي للماركسية.

بعد وفاة ماركس ، أصبحت الطبقة العاملة الدولية والعالم على دراية بالأعمال الغنية والأسس النظرية للنظرة الماركسية بشكل رئيسي عن طريق إنجلس. قام إنجلس بترتيب وتحرير الكميات الهائلة من الملاحظات التي تركها ماركس.أعد إنجلس "رأس المال" (المجلدان الثاني والثالث) وهو يجمع و يصحح هذه الملاحظات. واصل إنجلس كتابة مقدمات "البيان الشيوعي" والإصدارات الأحدث الأخرى من أعمالهم على أساس التطورات المعاصرة التي تثري نضالات الطبقة العاملة العالمية و تدفع حركتها إلى الأمام.

وكما قال لينين ، فإن إنجلس "علم الطبقة العاملة أن تعرف نفسها وأن تكون واعية لنفسها ، واستبدل الاحلام بالعلم ..." ، واصفا إياه بأنه "مناضل عظيم ومعلم للبروليتاريا".
…………………………………………………………

{*} الفقرات من مقالة جي دي برنال عن إنجلس بترجمة علي عامر، من هذا الرابط:

‏https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=569778

سيتارام يچوري Sitaram Yechury
أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهندي (الماركسي)

المصدر
‏Marxist
‏XXXVI ، 3-4 يوليو-ديسمبر 2020



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
- ماركسيتان
- نظرية الطبقة في عصرنا
- أصالة ثورة أكتوبر
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
- ثورة أكتوبر والحزب الطليعي - بعض الاستنتاجات التاريخية والنظ ...
- أفغانستان: إغتيال ثورة
- الاشتراكية هي الحل للقرن الحادي والعشرين
- الليبرالية والفاشية: شركاء في الجريمة
- رقْص الديالكتيك. خطوات في منهج ماركس .
- البرازيل: هل الاشتراكية الديمقراطية هي الحل؟
- نهاية الطبقة العاملة؟
- تذكر السياسة الراديكالية لمارلين مونرو
- عودة الفاشية
- بيان مجلس تعاون قوى اليسار والشيوعية في إيران : تطورات ثورية ...
- تاريخ بيئي جديد للدول الاشتراكية
- عملية البناء الاشتراكي والوطني في كازاخستان وآسيا الوسطى. ال ...
- تمت خيانة الاشتراكية !
- ما هو المشترك بين زيوغانوف وتروتسكي؟ -اشتراكية السوق- بين ال ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - فريدريك إنجلس: أحد مؤسِسَي الماركسية