|
الإقليم إذْ يُهدد بالكونفدرالية؟!؟!
محمد رياض حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 7440 - 2022 / 11 / 22 - 17:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في 17 تشرين الثاني 2022 نشرت الوكالة الإخبارية (شفق نيوز) خبراً هذا نصه : " أطلق عرفات كرم، مسؤول شؤون العراق في مقر رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مسعود بارزاني، ، تحذيراً إلى الإطار التنسيقي الشيعي. وقالت الوكالة " أن كرم كتب في تغريدة له على " تويتر" أنه إذا فشل الإطار في تصفير المشكلات بين بغداد وأربيل، فالكونفدرالية Confederation هي الحل الأنجع لإنهاء معاناة الشعوب العراقية." ـــــــــ يبدو أن السيدين مسعود بارزاني و عرفات كرم يجهلان مفهوم النظم الكونفدرالية على إختلاف تطبيقاتها في العالم . ذلك أن الإقليم طبق فعلا ، منذ 2003 ، نظاما كونفدراليا سياسيا وإقتصاديا وقضائيا حتى أبعد من إي نظام كونفِدرالي مطبق في العالم . ولم يبق بين بغداد واربيل من علاقة وفق النظام القائم المُعرّف بالفدرالي ( الإتحادي حسب دستور 2005 ) سوى العملة الموحدة ومسميات شكلية. فالإقليم كيان مستقل منفصل بالفعل .... وما بقي من شكليات كرفع علم العراق الاتحادي إلى جنب علم الاقليم فقط للضرورات الاعلامية وتقولات غير ذات معنى من القادة الكرد بعراقية الاقليم . وضع الاقليم السياسي منذ 2003 كان يوصف بأن الاقليم دولة بكل ما في الكلمة من معنى. فللإقليم دستور ونظام رئاسي وبرلمان ونظام تشريعي وقضائي وجيش مستقل وسيطرة على الثروات الطبيعية استثمارا ومواردا وتعاقدات وعلاقات خارجية مستقلة. وسيطرة كاملة على تجارة الاقليم من المنافذ الحدودية البرية والجوية . ذلك حتى أبعد من أي نظام كونفدرالي الذي يحذّر إو بالاحرى يهدد به السيدان البرزاني وكرم بتطبيقه. ــــــــــ ليطلع السيدان البرزاني وكرم وقادة الإطار التنسيقي على تعريف النظام الكونفدرالي كما ورد في الموسوعتين البريطانيىة والامريكية . ملخص التعريف يشير إلى " تمتع التقسيمات الادارية في الدولة ، ولايات ، محافظات أو أقاليم ، بالحكم الذاتي الاقرب إلى الاستقلال في معظم القرارات الاقتصادية والسياسية وتنظيم الحياة الاجتماعية" . تختلف الكونفدراليات في العالم في تطبيق هذا النظام . في معظم الدول ذات النظم الكونفدرالية فإن لحكوماتها المركزية جيش واحد وعملة واحدة وسياسة خارجية واحدة وسيطرة على المنافذ الحدودية كافة. . كما هو الحال في التطبيق الامريكي . وعدد من الدول الاوروبية . ـــــــــ اما مصطلح ( تصفير المشكلات بين بغداد وأربيل) كما جاء في تغريدة السيد كرم . فالياتي الاقليم بأي صيغة لتصفير المشاكل مع بغداد التي كان هو المتسبب بها . منذ 2006 تم الاستيلاء على حقول النفط القائمة في محافظات الاقليم . أبرم الاقليم مع الشركات الاجنبية عقود شراكة لأستكشاف حقول نفط جديدة والتنقيب والاستخراج والتسويق والتصدير . أنشأ الإقليم أنبوبا خاصا لتصدير النفط ... وتم ذلك كله دون علم الحكومة الاتحادية أو حتى البرلمان الاتحادي. خلال 16 سنة تبنى قادة الاقليم سياسة التسويف والمماطلة تمثلت بتعهدات ووعود .... ما نفّذ أياً منها ، ومع ذلك تحقق لهم الحصول على ما قد يتجاوز 100 مليار دولار من اموال الموازنات الاتحادية ومن تحويلات أخرى. ـــــــــ البنك المركزي العراقي وزارة المالية الاتحادية مطابان بنشر كشوفات بالتحويلات المالية للإقليم منذ 2003 موثقة سنة بسنة ليطلع عليها الشعب العراقي ، عربا وكردا. ذلك إلى جانب استغلال ثروة النفط والعوائد التي رفدت خزينة الإقليم بأموال مضافة ..... ومع ذلك تتلكأ وتعجز قيادة الاقليم عن دفع رواتب منتسبي مؤسساتها المدنية والعسكرية لسنوات ؟!؟! ــــــــ لم يكن تهديد السيد مسعود البرزاني بغداد بالكونفدرالية جديدا ، فقد سبق له ان أطلق تهديدا صريحا وبأعلى صوت. في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية نشرت في ( 23 كانون الثاني2017 )على هامش مشاركة البرزاني في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي يوم كان وقتها رئيسا للإقليم ورئيسا للحزب الديمقراطي الكردستاني قال "سأعلن استقلال كردستان في اللحظة التي يتولى فيها المالكي رئاسة الوزراء وليكن ما يكون. ومن دون الرجوع لأحد".وأضاف " بأن رئيس الوزراء السابق تبنى "نهجا طائفيا تسلطيا وضرب الشيعة والسنة والكرد" خلال فترة حكمه، مضيفا "لا يمكن أن أقبل بالبقاء في عراق يحكمه المالكي".. ـــــــــ ومن الغريب أن يقول السيد مسعود البرزاني "سأعلن استقلال كردستان في اللحظة التي يتولى فيها المالكي رئاسة الوزراء وليكن ما يكون. ومن دون الرجوع لأحد". لأن نهج الإقليم برئاسته كان دائما نهجا إنفصاليا . حتى أن معظم وسائل الإعلام العالمية التي تتابع تطورات علاقة الإقليم بالحكومة المركزية كانت تصف الإقليم ب " شبه المستقل ". بل يمكن القول أن الإقليم إستقل منذ 2003. وما بقاء الإقليم الصوري كجزء من العراق إلا لأغراض نفعية. أما تهديد البرزاني بإعلان إستقلال الإقليم فذلك مستحيل مع بقاء الواقع " الجيوسياسي " في المنطقة حيث الجارتان إيران وتركيا اللتان ترفضان مجرد الحديث عن الاقليم دون ذكر عبارة "إقليم شماال العراق" ، فضلا عن نهج البرزاني في إدارة الإقليم والتناقضات الذاتية المتفاقمة التي تنخر بوحدة البيت الكردي ، تؤكد إن البرزاني بإعلانه إستقلال الإقليم على أرضية سياسية هشة يعني مغامرة لا تحمد عقباها على الكرد. وإلى الان .... ألا يتابع السيد البرزاني العدوان الايراني والتركي الذي يتواصل بضراوة على محافطات الاقليم وبغداد أو أربيل عاجزتان عن الردع سوى التشكي واصدار بيانات الشجب والاستنكار. ـــــــ وجب التأكيد أن من حق الشعب الكردي تقرير مصيره وإقامة كيانه القومي دولة مستقلة . ولعل أستفتاء 25 أيلول 2017 برهان على أملهم في تحقيق ذلك الحلم . كرد العراق ظُلموا على مر التاريخ ويستحقوق حياة كريمة أفضل من واقعهم عيشة وأمناً.
#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل لحكومة السوداني موقف مختلف من ملف النفط والاقليم؟
-
كيف ستتعامل الحكومة الاتحادية المقبلة مع الاقليم لحل المشاكل
...
-
المركزي العراقي مطالب بإثبات نزاهته من تُهم تهريب المال العا
...
-
ممكنات صياغة قانون جديد للنفط والغاز ... برعاية امريكية
-
مقترحات حلول الانسداد ... أحلاها مرُّ
-
من المحال بقاء الحال .... الأسوأ الذي قد يأتي
-
سؤال لقادة التيّار والإطار .... هل بالامكان تقديم افضل مما ك
...
-
التغيير لا يزال بعيد المنال
-
الإصرار على حكومة محاصصة ..... الأسوأ لم يأتِ بعد
-
ما البديل عن -رجال- التيّار والإطار ؟
-
مساعي ( البارتي ) لتكريس القطيعة مع بغداد ليست في صالح الكرد
-
الاقليم يساوم تكتلات البرلمان لتطبيق سياسة الأمرالواقع في مل
...
-
( يونامي ) مدعوّة لإسناد العراق في تدويل المطالبة بحقوقه الم
...
-
نفط العراق بين الدستور الإتحادي و - دستورالإقليم- ؟!؟
-
أصل الحكاية في الازمة الأوكرانية
-
الاقتصاد العراقي ... سجال بين العلم والجهل
-
الفضائيات الاخبارية بين الرصانة المهنية والمبالغة والتهويل
-
حكومة الاغلبية ... ما لها وما عليها
-
اللعبة تتكرر؟!
-
برلمان العراق وحكومته المقبلة ... الإفصاح عن الذمة المالية .
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|