أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الحوار السوري - السوري كذبة كبرى














المزيد.....

الحوار السوري - السوري كذبة كبرى


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7440 - 2022 / 11 / 22 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحوار السوري – السوري كذبة كبرى
إحدى المراحل المتأخرة من تحولات الأزمة السورية يمكن عدها مرحلة المطالبة بالحوار بين السوريين سواء بين أطراف المعارضة المختلفة، ام بينها وبين النظام، لأن المطالبة بالحوار صارت حاضرة في الخطاب السياسي لجميع أطراف الأزمة السورية، بعد أن كاد يخلوا منها. ومع ان مفهوم الحوار في مدلوله اللغوي أو الاصطلاحي يقتضي التنازل للوصول إلى توافقات وسط، لكن الحوار السوري، إذا جازت التسمية، يحاول كل طرف فيه جذب الطرف الآخر إلى موقعه، وليس البحث عن نقطة تلاقي وسطية. ورغم عقد جلسات حوارية عديدة بين مختلف أطياف المعارضة فلم تصل إلى أي توافقات سياسية جدية، عداك عن التوافق على ممارسات سياسية مشتركة. يعود فشل الحوار بين أطراف المعارضة السورية المختلفة إلى ثلاثة اسباب رئيسة: الأول منها انها جميعها مكونة استبداديا، والثاني أن اغلبها يرتبط بأجندات خارجية، والثالث افتقارها إلى الحس بالمسؤولية تجاه بلدها وشعبها.
ويبقى الحوار بين المعارضة والنظام أساسيا للخروج من الأزمة، لكن قادة النظام أكثر تشددا من بقية أطراف الأزمة من السوريين في رفض الحوار بما يعنيه البحث عن حلول وسط. يحسب قادة النظام أنهم على صواب دائما، فالحقيقة عندهم، وما على الآخرين سوى القبول بالتسويات التي يقترحونها. ففي أول ظهور إعلامي لرئيس وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف3، بشار الجعفري صرح بأن فاتحة قرآن نظامه في هذه المفاوضات هي " محاربة الإرهاب، والحوار السوري – السوري، بدون أي تدخل أجنبي". بجملة واحدة، جمع الجعفري بين مسألتين: واحدة فيها الكثير من المصداقية، أما الثانية فلا تعدو كونها محض افتراء. فعندما جعل الجعفري محاربة الإرهاب في مقدمة قرآن نظامه فإنه أراد الاستثمار السياسي في مصطلح صار شائعا، ومستقرا في الإعلام، وفي الخطاب السياسي الدولي، يشير إلى محاربة داعش والنصرة، والقوى الجهادية الأخرى كجواز مرور للاستمرار في محاربة كل من يعارضه. غير أن مفهوم "الإرهاب" من منظور كثير من السوريين، لا يقتصر على تنظيمات الاسلام السياسي المسلحة، بل يشمل كثيرا من سلوكيات النظام ذاته، بدءا من الطرد من الوظائف، والحرمان من مصادر الرزق، إلى الزج بالسجن لعشرات الآلاف من المعارضين ومنهم من قضى نتيجة التعذيب او السجن لفترات طويلة.
اما بالنسبة " للحوار السوري- السوري بدون تدخل أجنبي" كجزء من فاتحة قرآن النظام فقد كان مجرد كذبة كبرى لتمرير الوقت والرهان على تغيير ظروف الأزمة في صالحه. في الواقع لم يعد لا النظام، ولا أغلب فصائل المعارضة الفاعلة، وخصوصا العسكرية منها، مستقلة الإرادة السياسية، بل مجرد أدوات للقوى الدولية المتصارعة على سورية. فمن جهة صار النظام رهينة لإيران والميلشيات الطائفية التي دفعت بها إلى حلبة الصراع في سورية لنصرته، وكذلك لروسيا التي لم تكتفي بتزويده بكل مستلزمات الحرب، بل أرسلت قواتها الجوية لمنع انهياره. هذه المساعدات الأجنبية للنظام أسست لضغوطات سياسية عليه أخذت في البداية شكل نصائح، لكنها تاليا أخذت صيغة أوامر دبلوماسية، وهذا ما تمثل في قبول النظام لتطبيق القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن بإجماع اعضائه.
لم يكن لهذه الموافقة أية قيمة عملية إذ سرعان ما تجاوزها النظام، وأخذ يتحدث عن "التدخل الخارجي" في الحوار "السوري-السوري"، كذريعة للتنصل مما وعد به الروس. وهو يمارس النهج ذاته في إطار اللجنة الدستورية، بل وفي الحوار(المفاوضات) الذي يجريه ممثلو الإدارة الذاتية مع ممثليه الأمنيين.
أما من جهة المعارضة، وتحديدا تلك التي صارت تعرف بالمعارضة الخارجية، بتنظيماتها السياسية او العسكرية، فهي في النشأة والتكوين واستمرار الوجود حصيلة إخصاب أجنبي متعدد بأنبوب سوري. في ظل هذا الواقع من السخرية أيضا الحديث عن استقلال الإرادة السياسية لهذه "المعارضة" السورية، إنها في الواقع مجرد أدوات في مشاريع أجنبية متصارعة على سورية. هذه الأحكام السياسة عليها كان أول من أصدرها أعضاء من داخلها، رغم أنها معلومة لغيرهم، وحتى الدول المتدخلة في شؤونها لا تخفي ذلك. وبمجرد ان تنتهي وظيفتها لدى مشغليها تتخلى عنها كما تفعل اليوم تركيا مع الائتلاف، وكما فعلت قبلها السعودية وقطر مع المسلحين.
إن مقولة الحوار "السوري –السوري بدون تدخل أجنبي" كذبة كبيرة، وما أكثر الأكاذيب في خطاب السلطة والمعارضة، ويبدو لي أن الأكاذيب التي رافقت انتفاضة الشعب السوري وحرفتها عن اتجاهها الصائب، مستمرة تصاحبها أيضا اليوم في مرحلة المفاوضات في إطار ما اصطلح عليه بالسلة الدستورية، ولن تتوقف إلا إذا جلست القوى الدولية المتدخلة في الشأن السوري لاتخاذ قرار لحل الأزمة السورية واجب التنفيذ. في مؤتمر طهران الذي عقد مؤخرا وشارك فيه رؤساء الدول الضامنة لمسار استانا روسيا وتركيا وإيران كانت الأزمة السورية القضية الرئيسة على جدول الأعمال. وعلى ما يبدو اتفق المؤتمرون على تسريع المصالحة بين النظام السوري والنظام التركي، ليس من اجل حل الأزمة السورية، بل من اجل التخفيف من حدة التأثير السلبي لبعض نتائجها على جميع أطراف مسار استانا.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات السياسة التركية
- العلويون والرهانات الخاطئة
- مالا تجهر به روسيا عبر قنواتها الرسمية
- قراءة في قانون تجريم التعذيب في سورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثاني عشر
- أزمة اوكرانيا امتحان جديد للقطبية الروسية
- عودت رفعت الأسد وايقاظ الذاكرة
- قراءة في خطاب القسم
- قراءة في خطاب - الفوز-
- بايدن وترتيب اوضاع الشرق الأوسط
- الاستحقاق الدستوري القادم في سورية
- لثد صرت فاسدا ولصا اللهم فاشهد
- في مفهومي المعارضة والعداوة وتحققهما السوري
- تخريب وطن غير عكوس
- قراءة متأنية في قانون قيصر الأمريكي بخصوص سورية
- قراءة متانية في - اعلان سورية اتحادية-
- كورونا وتغيير النظام العالمي
- محافظة اللاذقية تغيرات سكانية ومجالية خلال الزمة
- المأساة السورية في عامها العاشر
- مصر تبحث عن دور لها في حل الأزمة السورية


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الحوار السوري - السوري كذبة كبرى