هاشم حميد الخالدي
الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:01
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ان تشكيل الاوطان في منطقتنا جاء وفق رغبات ومصالح البلدان الاستعماريه واتفاق سايكس بيكو ووفق موازناتها مع كل من( تركيا العدو... و حليفها ايران )بعد هزيمة الامبراطوريه العثمانيه في الحرب العالميه الاولى1914 ولم تراعى مستوى نضوج الظروف الموضوعيه بين المناطق لهذا التشكيل او ذاك لنشوء الاوطان , لذلك جاءت الاوطان ودولها نتيجه سلطويه وليس نتيجة تطور ونضوج, وبقدر تعلق الامر بالعراق والمشرق فقد نال مجتمع قبائل الكورد من الاجحاف اكثر مما نال مجتمع قبائل العرب اذ نشات اوطان ودول عربيه للشعوب العربيه المغربيه و المشرقيه, ان مشكلة الكورد والاقليات حلت بطريقة ما اقتضته في البدايه المصالح البريطانيه العاجله كالاستحواذ على نفط كركوك ذات الاكثريه التركمانيه ثم الكورديه وثم العربيه، وباطار الموازنات السابقه بين الدول الاستعماريه الاوربيه مع كل من ايران وتركيا المختلفه لكل منهما , فمنذ دفعت تركيا الشيخ محمود الى العصيان على بريطانيا بعد ان اطلقت سراحه من السجن ليكون حاكما لولايه كرديه تابعا للدوله التركيه ومطالبة الحزب الوطني الكردي في الاستانه من الحلفاء بتوحيد المناطق الكرديه ومنحها الحكم الذاتي 1919 والتي كان من نتائجها الاحترازات البريطانيه فيما تضمنته معاهدة سيفر1920ووعودها للكورد بالحكم الذاتي ثم التراجع عنها واقرارمعاهدة لوزان 1923 التي الغت فكرة الحكم الذاتي للكورد في المعاهده الاولى مراعاة لمصالح بريطانيا والحلفاء والتي من اهمها موازنة مصالحها في ايران ,فقد بقيت المشكله الكورديه موزعه بين سوريا و تركيا والعراق و ايران وكانت حكومة هذه الاخيره غير مشموله بسايكس بيكو والمعاهدات اللاحقه لكنها تشكل اهمية كبيره لبريطانيه ومصالحها خصوصا بعد انحساروانسحاب الدورالاستعماري القيصري الروسي في ايران وبروزخطر الثوره البلشفيه 1917 وامتداداته المتوقعه,لذلك كان لاستقرار ايران اهميه خاصه لمصالح الحلفاء وفي خدمة اطماع الامبراطوريه البريطانيه , اذ ساهمت هذه الوضعيه للدفع باتجاه اعادة احتلال السليمانيه بؤرة الثوره الكرديه التي كانت قبل قرن تقريبا جزء من اقليم شهرزورالايراني الكردي وما يعنيه ذلك بالنسبه لايران عندما تكون السليمانيه عاصمه للكورد, فتم الحاقها مجددا بالعراق من قبل الجيش البريطاني والعراقي 1924حيث تنكرت القياده البريطانيه لاعترافها السابق بها كعاصمه لدولة كردستان بزعامة الشيخ محمود، فحال ذلك دون انتقال الصراع الى ايران مستقبلا, وبقى العراق هو ساحة الصراع, وبغض النظرعن حركة انتقال قبائل الكورد ودورهم وموقعهم في الصراعات وارهاصات نشوء الدول للقوميات المنفرطه عن الامبراطوريه العثمانيه وسلوك روسيا وايران و فضلا عن ذلك اصبحت مشاكل العراق في شماله الكوردي رافعا لايران في تحقيق اطماعها في جنوبه بما يتلائم مع مصالح الغرب الذي تجسد فعلا منذ ضمها امارة الاحواز والمحمره بعد عام واحد 1925 ثم عصيان الكورد في العراق عام 1932 وعام 1941 والتصدي البريطاني لها و فشل ثورة الكورد الايرانيه 1946 وسقوط جمهورية مهيباد ولجوء مصطفى البرزاني 1947عبر ايران الى الاتحاد السوفييتي عمدت اميراطوريه ايران الشاهنشاهيه في مفارقه غريبه على رعاية ودعم الثوره الكرديه في العراق بعدها بعدة اعوام بقيادة مصطفى البرزاني و استمرت على هذا النهج والسياق في تعاماها فانتزعت ما استطاعت من الجنوب حتى اتفاقية الجزائر1975 فسلخت نصف شط العرب نتيجة اذعان الحكومه العراقيه لضغوطها من خلال دعمها النشاطات المسلحه الكورديه في الشمال ,في وقت كفت تركيا واوقفت عن اطماعها الامبراطوريه في العراق الى منحى اخر لحفظ مصالح حلفها الجديد مع الغرب بشكل مختلف انعكس على موقفها من انظمة الحكم العراقيه لقاء مساومات تتعلق في جملة مسائل اقتصاديه وسياسيه داخليه بضمنها الموقف من اكراد تركيا. ومن جانب اخر, لقد وجدت القوى السياسيه والقبليه للكورد في العراق منفذ ومتنفسا لها على الارجح لكون العراق هو اضعف الحلقات بالمنطقه بسب تعرضه المستمرللهزات نتيجة صراعات القوى الدوليه والاقليميه الطامعه بثرواته واهمية موقعه الاستراتيجي مما جعله ساحة في الصراع بين الامبراطوريات الغربيه الاستعماريه والايرانيه وتدخلاتها باستثمار الاشكالات التكوينيه والسياسيه لمجتمعه وبالتالي ما كان يؤول اليه الحال من الضعف والتشتت وكانت تلك الفتره زاخره بالاحداث والانقلابات وماتلاها خصوصا بعد ثورة تموز 1958والغاء حلف بغداد,ونزعات قياداتها العسكريه ونزاعاتها الداخليه والصدامات بين حركاتها السياسيه التي منها الصدامات بين القوميين العرب والشيوعيين, والنزاعات الكرديه مع القوميه الثانيه التركمانيه في كركوك وباقي مناطق الشمال المختلطه القوميات والاديان كالسريان مثلا ... فاندلاع ثورة الكورد بزعامة مصطفى البرزاني 1961 مجددا ولجوء السلطه للعوده الى الحل العسكري في ذلك التاريخ ثم في الاعوام 1963-1966وبعده, الى جانب محاولات للحل السياسي الدستوري والحلول الاخرى في عهد وزارة البزاز1966 وبيان اذار 1970 والاقرار بالحكم الذاتي 1974 رغم ذلك تجدد الصراع 1976ولحد مجيئ الثوره الاسلاميه الخمينيه 1979 وطموحاتها في تصدير الثوره... فحرب السنوات الثمانيه وموقف الدعم والتعاون المتبادل لبعض القيادات الكرديه الرئيسيه مع ايران واخيرا موقف القيادات الكورديه ودورها في الاحتلال الامريكي والدور الذي تلعبه الان في تغذية الصراع الطائفي رافعا لاهدافها, فقد تحمل العراق بعربه وكورده وبكافة مكوناته من ذلك ومن الدفاع عن الذات الوطنيه ما لم يتحمله اي بلد اخر في المنطقه, ان المساله الكورديه مساله لها جذورفي اشكالية الوطننه منذ البدايه, و ان حلها الفدرالي او الكونفدرالي او حتى تاسيسه الدوله المستقله له ما يبرره, كما انه سيمكن العراق من تجنب اللاعبين الاقليميين والدوليين و التفرغ لحل اشكالاته الداخليه واضعاف دور اللاعبين في الداخل على استثمارها طائفيا للانتقاص من هويته العربيه في عملية خلط متعمد وتشويه لطبيعة تلك الاشكالات المختلفه في حقيقتها عن المساله الكورديه وخصائص تلك الطبيعه وما تتطلبه من المعالجات الاداريه للدوله المركزيه والاطراف وتشكيلاتها والتي تحل بتطبيق الاداره اللامركزيه ومؤسساتها الديموقراطيه ومعالجة الاوضاع الاقتصاديه والاجتماعيه والتردي الكبير عبر التخلص من الاحتلال والتحرر من جميع الاستلابات الخارجيه والداخليه وعبرالممارسه والمشاركه التعدديه الدستوريه لحركاتها واحزابها الوطنيه واحترام حقوق المواطنه وحقوق الانسان..وما يؤمن العيش الكريم لطبقات الشعب الكادحه
.ان المساله الكرديه هي مدخل الحل الحقيقي لمشاكل المنطقه الشرقيه كلها وتدعيم بناء اوطانها بما فيها ايران وتركيا والمشرق العربي تضطلع بها قواها الوطنيه و تاخذ اولويتها كل حسب خياراته الوطنيه وحق تقريرمصير الشعوب فيه تبدأ من العراق حتما الذي طالما تحمل اوزارها وكانه كبش فداء لمعضلات المنطقه وانها قدر مقدرعليه,ولندع الكورد والايرانين والترك هم من يتحمل تبعات واوزار معالجة اشكالاتهم فيكون للعراق الدور الايجابي والسلمي فيها ليس اكثر.
#هاشم_حميد_الخالدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟