أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟














المزيد.....

العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7437 - 2022 / 11 / 19 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في ندوة عن الاستقلال في الحركة الثقافية في أنطلياس، قال رئيس سابق للمجلس الدستوري، إن المواطنين لا يطالبون بغير الدولة، فيما الحكام يمعنون في تفكيكها، كما عبر وزير سابق عن أسفه لأن أهل الحل والربط في لبنان يتعلمون من التجارب دروساً بالمقلوب.
في بلادنا هو عيد الاستقلال، فيما تحتفي به بلدان كثيرة باعتباره العيد الوطني. الالتباسات لم تعد محصورة بالتسمية وحدها بل باتت تحيط بالكيان اللبناني من أساسه، وليس مبالغة القول إن في التسمية بذور أسباب مضمرة للحرب الأهلية الدائمة.
المعنى المتداول والمعتمد أنه استقلال عن فرنسا مكرس بمناسبة أخرى هي عيد الجلاء. هذا لا يعبر عن حقيقة يجمع على إنكارها كثر ممن كتبوا التاريخ وممن يقرأونه والأميون، حقيقة أن لبنان لم يتحول إلى كيان مستقل إلا يوم التأسيس، عام 1920، لكنه تسميته لبنان الكبير انطوت على التباس يشير إلى تلك البذور المضمرة.
وجه أول من الحقيقة هو أن أياً من الكبير والصغير لم يشكل وحده وطناً، بل استمرا كمجموعة من الولايات الخاضعة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لحكم السلطنة العثمانية منذ معركة مرج دابق إلى ما بعد تعليق مشانق الشهداء على أيدي جمال باشا السفاح.
وجه ثان من الحقيقة هو أن الحروب الأهلية الدائمة في لبنان هي حالة محمولة ومنقولة بأدواتها وببعض أسبابها مما قبل الاستقلال، وحين تلقحت بعده بأخرى مستحدثة تحولت، بمعنى مجتزأ من المعاني، إلى حرب بين"لبنان الصغير ولبنان الكبير"، بين "الجبل" ذي الغالبية المسيحية والأقضية الأربعة ذات الغالبية الإسلامية.
وجه ثالث من الحقيقة هو أن التسمية تحيل إلى التباس جغرافي يتعلق بمساحة الوطن. الأرض وحدها لا تشكل أساساً كافياً، إذ هي تحتاج إلى عنصرين آخرين، الشعب والسيادة ليتكون من هذا الثالوث المقدس كيان إسمه الوطن.
استناداً إلى هذه الحقيقة بوجوهها المختلفة تعتبر الجمهورية اللبنانية كياناً حديث الولادة، لم يتشكل بالتحول من صغير إلى كبير، بل تأسس مثلما تأسست سائر الدول في الحضارة الرأسمالية، صغيرها وكبيرها، سويسرا وبلجيكا والنمسا، أو إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية. هذه كلها لا تحتفل بعيد الاستقلال بل بعيد التأسيس، العيد الوطني الذي ليس سوى احتفال بولادة الدولة الحديثة.
لبنان إذن ليس كياناً أزلياً ولا هو المشار إليه في الرسالات أو في حروب الغزو، وليس سريانياً ولا كنعانياً ولا فينيقياً ولا أموياً ولا عثمانياً ولا إسلامياً ولا مسيحياً، بل هو من صنع الحضارة الرأسمالية
هذا كله تاريخ ولايات وحقب إن هي إئتلفت وتكاملت داخل الجمهورية أبدعت. هذا ما تثبته اليوم أجيال اللبنانيين المقيمين والمنتشرين حول العالم في ميادين العلوم والفنون والتجارة والأعمال، وإن هي تصادمت حوّلت أبناء الطوائف إلى رعايا، وزعماءها إلى ولاة صغار في خدمة السلطان، وما أكثر السلاطين.
تاريخ لبنان هو تاريخ الجمهورية وإعلان الدستور. والسيادة اللبنانية هي سيادة الدولة على حدودها وداخل حدودها، والنموذج الأفضل، وليس المثالي، هو ما جسدته التجربة الشهابية. بهذه المعايير يكتب تاريخ لبنان ويترك لكتّاب الطوائف والمناطق ومؤرخيها أن يكتبوا تاريخ كل منها.
وبهذه المعايير يبنى المستقبل، ما يعني أن من شارك بتدمير الدولة من أهل السلطة أو من أهل المعارضة بيسارها ويمينها ليس مؤهلاً لإعادة بناء الوطن، اللهم إلا إذا كان نقده الذاتي قاسياً وجريئاً وصادقاً.
المؤهل الوحيد هو جيل لم يشارك في الحرب الأهلية، جيل الثورة التي لم تنطفئ جذوتها ولن تنطفئ ولو كره الكارهون.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع سياسي أم بين حضارتين وثقافتين؟
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟


المزيد.....




- ترامب حول التسوية في أوكرانيا: سنعرف الكثير قريبا
- RT توثق الانتهاكات الإنسانية الأوكرانية
- ترامب: زيلينسكي مستعد للتخلي عن مطلب -استعادة- شبه جزيرة الق ...
- بعد مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في العراق.. وزارة البيئة تتوع ...
- -الحوثيون- يطالبون مستخدمي أجهزة -ستارلينك- في مناطق سيطرتهم ...
- ترامب واثق من قدرة الولايات المتحدة وإيران على التوصل إلى ات ...
- فعل -مشين- لراكبة يجبر طائرة أمريكية على التوقف عن العمل واس ...
- ترامب: زيلينسكي طلب مني أسلحة.. لكنه يطلب ذلك منذ ثلاث سنوات ...
- مقتل وإصابة سبعة أشخاص في إطلاق نار بولاية نورث كارولينا الأ ...
- الأزهر يدين قتل مصلٍ في مسجد بفرنسا ويحذّر من تصاعد -الإرهاب ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - العيد الوطني أم عيد الاستقلال؟