أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادهم ابراهيم - الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة














المزيد.....

الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 12:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل هو القدر الذي يوجهنا في كل خياراتنا؟ وهل يمكننا الهروب من مصيرنا؟ 
اسئلة شائعة قد تصعب الاجابة عليها لاختلاف الرأي الديني او الفلسفي .

 وهذا بلا شك أعمق لغز للإنسانية .

يمكن تعريف القدر بانه سلسلة من الأحداث التي تشكل نسيج حياة الإنسان . قد تبدو هذه الأحداث محددة مسبقًا ، بأمر من قوة الهيه او طبيعية في الكون .
او تتشكل بمحض ارادة الانسان دون تدخل قوى خارجية .

ينظر الى القدر من وجهة النظر الدينية بانه ارادة الله بعلمه وقدرته، وأن الله قدر كل الأشياء مسبقا ، ولادخل للانسان فيه . واي حدث لايتم الا بعلمه وقدرته وإرادته .

وعلى وفق هذا الرأي فان الحياة ليست سوى خضوع الانسان لهذا القدر المحتوم والمقدر سلفا .

وهناك من ينظر الى القدر على انه ترابط افعال انسانية وليس مصيرا ثابتا" . وهذه الافعال تتعلق بالجينات الموروثة او بماضينا ، وبيئتنا الاجتماعية ، اوثقافة عصرنا إلخ . 
وبذلك فان مصيرنا الفردي هو فقط ما نفعله بحياتنا ، فنحن وحدنا المسؤولين عن ذلك .

يقول الكاتب الفرنسي غويوم ميسو " القدر هو ذريعة لأولئك الذين لا يريدون أن يكونوا مسؤولين عن حياتهم. "

من المسلم به أن كل الافعال التي نعيشها منذ الصغر تؤثر على مجرى حياتنا ، وان لدينا فسحة كبيرة من حرية الاختيار ، يقابلها احداث لادخل لنا فيها ولايمكننا الهروب منها ، وهذا هو المصير الذي لامفر منه كالموت مثلا" .

يبدو أن معظم الثقافات على مر التاريخ كرهت دائمًا فكرة وجود الصدفة او الارادة الحرة .
والى يومنا الحاضر  يولي الأفراد أهمية كبيرة للقدر والحتمية .

الايمان المطلق بالقضاء والقدر اي ما يعرف بالقدرية تميل إلى إنكار المسؤولية الإنسانية . 
     ولكن إذا كان القدر هو سبب أفعالي ، فكيف أتحمل المسؤولية؟ ولماذا اعاقب او اتلقى الثواب ؟
وهنا تنعدم حرية الإنسان،  ولا امل في الهروب من قدره !

   في علم التنجيم ، هناك مخطط مرسوم على وفق تاريخ الولادة وخارطة الكواكب والنجوم وهذا أقرب شيء إلى "القدر" او مايسمى مسار  الميلاد . ويؤمن كثير من الناس في وقتنا الحاضر بهذا المسار الذي يحدد حياتنا واقدارنا ، حتى اولئك الذين لايؤمنون بالاديان .

    من وجهة النظر الاسلامية يقول المفتي في رده على سؤال لدار الافتاء المصرية . أن كل شىء يحدث للإنسان هو بقضاء الله وقدره ولا يرد القدر غير الدعاء .

عندما نفكر في القدر يجب ان ندرك  حقيقتين متكاملتين :
الأولى المقدر المحتوم الذي لامفر منه .
والثانية حرية الارادة والاختيار .

هناك من يعتقد اننا سادة مصيرنا من البداية الى النهاية سواء أحببنا ذلك أم لا  . وان قبول الاختلافات الشخصية ،والانفتاح على الاخرين ، والتغلب على العقبات ، والسقوط ، وعدم الاستسلام للقلق والخوف ، هي مفاتيح الحياة الجيدة .
      اي ان القدر لا يتحكم في كل لحظة من حياتنا . بل ان هناك فسحة للاختيار .

 ومع حرية الاختيار هنالك قوانين طبيعية او الهية تتحكم بمقدرات الانسان لافكاك منها .

ولكن الايمان بالقدر المطلق ، من دون حرية الارادة ، يحكم فقط أولئك الذين يوافقون عليه ، او يستسلمون له .

فعندما نواجه مواقف سيئة او عقبات في حياتنا وبامكاننا فعل شئ ، يجب علينا فعله للتخلص من النتائج غير المرغوبة . وهنا نقرر قدرنا وخط حياتنا بفعل الارادة الذاتية .
اما اذا كانت هذه المواقف اكبر من قدرتنا على معالجتها او تجاوزها،  فهذه اقدار الهية نسلم بها ولا حول ولاقوة لنا بها .

وفي كل الاحوال ينبغي أن لا نكون قدريين فقط ، ونرفع أيدينا الى السماء للدعاء دون عمل .
      إن علم الله المسبق لا ينفي مسؤولية الإنسان . الله يحاسبنا عما نستطيع فعله . لكنه لا يحملنا المسؤولية عند عجزنا عن مواجهة الامور التي تكون خارج ارادتنا .

   وبناءً عليه يجب أن نفكر ونتخذ الخيارات الصحيحة ، ولكن إذا لم تسر الأمور بالطريقة التي نريدها ، فلا ينبغي أن نفقد الأمل أو ننغمس في الاكتئاب باعتبارها قدر مكتوب.     بل علينا ان نكرر المحاولة  وإذا فشلنا في تحقيق ما خططنا للقيام به ، فعلينا أن نقول أننا بذلنا قصارى جهدنا وألامر يعود الى ماقدره الله .

باختصار  . هناك بعض الأحداث فوق إرادتنا تمامًا . لذلك ليس لدينا خيار الا القبول بها وهذا هو القدر .

    لكن الاحداث الأخرى التي تواجهنا وباستطاعتنا التفاعل معها وحلها يمكننا النجاح بها .
والايام الصعبة التي تصادفنا يجب عدم الاستسلام لها بل ويتوجب العمل بكل الوسائل الممكنة لتخطيها وعدم اعتبارها من الاقدار المرسومة لنا . وهنا تكمن حرية الارادة . وان ليس للانسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى .
وهذا هو الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر في تشريع قانون الخدمة العسكرية
- نشأة الاسلام السياسي ونهايته
- العمل التطوعي تعزيز للقيم الذاتية والاجتماعية
- هكذا انقلبت المعادلة الديموقراطية في العراق
- ادارة الذات. . فن الحياة
- في المسألة الطائفية
- اشكالية الاحتفال باليوم الوطني في العراق
- الإعلام الجديد وثقافة الانترنت
- الاحزاب العراقية دويلات داخل الدولة
- أثر الاخبار الكاذبة على الدولة والمجتمع
- حتمية انهيار النظام السياسي في العراق
- الفرق بين الاحتلال البريطاني والاحتلال الامريكي للعراق
- التكنولوجيا الحديثة واثرها على مصادر السلطة
- في العراق. . الشارع على فوهة بركان
- بغداد من حاضرة الدنيا الى مدينة مهملة
- الانسداد السياسي في العراق. . أسبابه وآفاقه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فكرية؟
- الحرب في اوكرانيا. . مولد نظام عالمي جديد
- النفوذ الايراني في العراق واثره على العملية السياسية
- أضواء على اعادة انتخاب ايمانويل ماكرون


المزيد.....




- بوتين يقدم إقرارا بدخله ونفقاته في عام 2024
- روسيا تطور درونات هجومية بعيدة المدى
- دراسة جديدة تكشف الآثار طويلة المدى لإصابات الرأس وتأثيرها ع ...
- علماء يعيدون بناء وجه إنسان عاش في الصين قبل 16 ألف سنة
- كيف تعمل ميكانيكا الكم داخل الخلايا الحية؟
- اختبار جديد للذكاء الاصطناعي قد يحدث ثورة في تشخيص أمراض الق ...
- طرق فعالة لدعم وظائف الرئة وتحسين التنفس
- Amazfit تنافس آبل بساعة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
- مصادر تكشف لـCNN عن زيارة متوقعة لمسؤول روسي يخضع لعقوبات أم ...
- سيناتور يحطم الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ ليحذر م ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادهم ابراهيم - الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة